توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"كلشي باين"

  مصر اليوم -

كلشي باين

بقلم - يونس الخراشي

كأس العالم لكرة القدم أشبه بمعرض دولي كبير. ينبغي أن تحضره حتى حين يغيب المنتخب الوطني عن منافساته. أكثر من ذلك، يجب أن تخرج منه بمكاسب تهم الاقتصاد الوطني، حتى وإن خسرت فيه على المستوى الرياضي. وإن أمكنك أن تنجح في الشقين معا، لا يمكن للمرء إلا أن يكون مسرورا جدا.
فما الذي ربحناه نحن من مونديال روسيا؟
لا أظن، شخصيا، أننا ربحنا اقتصاديا الكثير. فالمعنيون في الحكومة، والقطاعات ذات الصلة، لم يهيئوا للحضور إلى موسكو كي يسوقوا صورة المغرب، ويجنوا المكاسب الكبيرة من هذا المعرض العالمي الضخم. أما على المستوى الرياضي فتعرفون جيدا كل ما وقع، وكيف وقع.
لقد ترشح المغرب لاحتضان مونديال 2026، وخسر الرهان. ويبدو أن من يعنيهم الأمر لم ينتبهوا جيدا إلى أن سبب الخسارة ليس فقط هو وجود قوى سياسية وقفت ضد الطموح المغربي، بل هو النقائص التي أشارت إليها لجنة تاسك فورص، وتهم وسائل النقل، والبنيات التحتية الرياضية، والمرافق السياحية.
هذا كله لا يدخل ضمن اختصاصات جامعة الكرة. بل في اختصاص الحكومة بالأساس. ومع الأسف، فقد كان مفروضا فيها أن تبتعث من يمثلونها إلى موسكو، والمدن المحتضنة للمونديال، كي يستفيدوا من الخبرات، ويتعرفوا على المميزات التي أسهمت في كسب الروس لرهانهم. ومن ثم، يصححوا أعطاب الملف المغربي المرشح، مرة أخرى، لاحتضان كأس العالم.
اختصاصات جامعة الكرة واضحة. أو لنقل إنها واضحة بالنسبة إلينا. فهي مطالبة بتنمية اللعبة جهويا ومركزيا، ورعاية المنتخبات الوطنية. وهو ما لم تنجزه إلا في بعض مناحيه. وها قد تكسر على ظهرها حلم العبور إلى الدور الثاني لكأس العالم. ولم تفد، هي الأخرى، أطرها وإدارييها، ورجال الظل فيها، من كأس العالم.
في كل أربع سنوات تستضيف دولة معينة الحدث الكروي الأبرز. ويحدث أن ينشغل الناس في العالم بالمباريات. غير أن المنظمين ينشغلون بالمباريات بعض الوقت، ويهتمون بما دونها كل الوقت. فالجماهير تنتهي من المباريات في تسعين دقيقة أو يزيد. وقبلها وبعدها يحتاجون من يرعاهم، ويمهد لهم الطرقات، ويهيء لهم أجواء المتعة والراحة.
ما سبق يحتاج بنيات ورجالا. ولكي يتوفر لديك هذان العنصران، تحتاج إلى خبرات. ولا يمكن كسب الخبرات بعيدا عن مكانها الطبيعي، وهو محفل كأس العالم. وحين تغيب في اللحظة المناسبة، تكون ارتكبت الخطأ القاتل. فالخبرات ثمينة جدا. وغيابها يعني أن الثمن أفدح. فهامش الخطأ في هذه الحالة يصبح كبيرا وواسعا.
نحتاج في بلادنا إلى رؤية أشمل للرياضة، وبخاصة كرة القدم. فعندما يعتقد المعنيون بتدبير الشأن العام أن الكرة هي فقط يوم المباراة، وأمن المباراة، ومدرجات الملعب قبل وبعد المواجهات، فانتظر الكارثة. وما وقع للملف المغربي لاحتضان مونديال 2026 يتعين قراءته من هذه الزاوية. فمن الجيد جدا أن يكون الشعب عاشقا للعبة، ولكن الأكثر أهمية أن نطور هذا العشق ببنيات وعقليات تجعل الناس يرتاحون لمتاعبة المباريات. بمواصلات جيدة، تحملهم إلى ملاعب تتضمن مرافق جيدة، ووسائل اتصال جيدة. وغيرها.
هل يحتاج ما سبق إلى شرح مستفيض؟ لا أظن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلشي باين كلشي باين



GMT 09:52 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

صدق الحضري

GMT 11:09 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل لن يخذلنا

GMT 11:21 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياضة للمتعة والترويح .. فلا للتعصب

GMT 10:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

هل يعود المعلم ؟ نتمنى أن يكون صالحاً وصادقاً

GMT 11:20 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صور روسيا 2018

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon