توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"الوزير الجديد"..

  مصر اليوم -

الوزير الجديد

بقلم: يونس الخراشي

الوزير الجديد للرياضة المغربية "وربما الوزيرة" سيكون مثل "مول الفران.. وجهو للنار، وظهرو للعار". ومهما ظن عكس ذلك مع نفسه، و"أسهل" في الابتسامات الصفراء، على هامش المنافسات الرياضية، فسيكون معلقا بين ملفات ثقيلة على مكتبه، وواقع مزر لا يرتفع.

الوزير الجديد سيجد على مكتبه ملفات تحتاج قرونا من الزمن لفك طلاسمها. ذلك أن الصراعات التي تحبل بها الساحة الرياضية المغربية كثيرة وولادة، تجدها في المكتب الواحد لجامعة أو ناد أو فريق، وتجدها بين الرئيس ونفسه، أو معاونيه، أو بينه والمنخرطين، أو الأعضاء المصوتين، مثلما تجدها بين المدربين والرياضيين، وبين هؤلاء وبعضهم، وهلم شرا.

وبما أن حل تلك المعضلات يحتاج وقتا طويلا، وربما يحتاج إلى "التغاضي عنه"، فإن الوزير، الذي سينال تزكية الحزب، ورئيس الحكومة، للمنصب، ويتعين عليه أن يحافظ على "المركز"، ويظهر للناس أنه يعمل بجد، سيجد نفسه مجبرا، كما وقع سابقا، أن يعتمد على مستشارين ينصحونه، أو يفوض الأمر إلى من هم أدرى منه بالمشاكل، من موظفين "يملكون الدربة"، عساه يتفرغ للمباريات، والتصريحات، التي "لا تسمن ولا تغني من جوع".

شيئا فشيئا، سيجد الوزير نفسه أمام معضلات مستجدة تضاف إلى تلك التي استقبلته، أول يوم، في مكتبه الفخم في مقر الوزارة. ذلك أن تصريحاته، التي لا أساس لها من الصحة في الواقع الرياضي المغربي المريض، ستخلق له عداوات جديدة، عدا تلك الناشئة من المنصب نفسه، بفعل الحساسيات الحزبية، والمنافع الشخصية، التي تخنق كل الإدارات؛ بحيث سيكون أمام "نيرات صديقة، وأخرى يطلقها آخرون سيسميهم أعداء النجاح".

ومع مرور الوقت، وهذا عشناه مرات عديدة، سيصاب الوزير غير الجديد بـ"متلازمة عين ميكة"، والتي تتمثل في الإكثار من الابتسامات، ومن كلام الخشب، ومن الحديث عن الأمل في المستقبل، إلى أن يحين الوقت لتغيير المقر بمقر آخر، بحيث تجده يقول هامسا في أذن أحدهم:"عمري كنت نحساب الرياضة المغربية بحال هكا.. يا أخي أش داني ليها كاع.. شيء مدابز مع شيء.. شيء باغي يطيح شيء.. والنتائج متحلمش بيهم.. الحمدلله، فكني سيدي ربي".

الرياضة المغربية، أيها المقبل على الوزارة مبتسما، تعيش وضعا سيئا للغاية "من لتحت، حتى الفوق"، يحتاج إلى التفكير في آلية قانونية تحدث "صدمة إيجابية" لدى الفاعلين في المجال، على أساس الكشف عن الواقع كما هو، دون تمويه، أو تسفيه، وإشراكهم جميعا، وبالتزام موثق، في التغيير؛ إما بإحداث هيئة عليا، أو مجلس أعلى، أو لجنة وطنية، أو شيء من هذا القبيل. غير ذلك، سيكون مضيعة لوقت ثمين من عمرك، ومن عمر الرياضة التي يحبها الناس، ويرون فيها صورة مجتمعهم، وينسون كل نهاية أسبوع مشاكلها، فيذهبون إلى الملاعب، أو يشرعون القنوات، ليتابعوا منافساتها، على أمل أن يأتي يوم يصبح الحديث عن التدريب والمباريات والنتائج والمنجزات هو الأصل الأصيل، والباقي، من جموع عامة، وديون، واعتراضات، وصراعات داخلية، على الهامش، مثل أي كرة لا تستحق أن ينتبه إليها أحد، مع أنها كرة، ما دامت المواجهة حامية، والجماهير سعيدة، ومتحمسة، والملعب نظيف، وهناك كرة بداخله، يركض خلفها لاعبون، ينالون حقوقهم المادية والمعنوية في وقتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوزير الجديد الوزير الجديد



GMT 13:48 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

"السيما والكياص"

GMT 10:16 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

الرياضة المغربية.. نتائج مهمة دون أي استراتيجية

GMT 06:13 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

​"تشبّثوا بِي"

GMT 17:28 2017 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر

الناشر المكتبي

GMT 21:22 2017 السبت ,29 تموز / يوليو

الظلمي.. الوداع الأخير !!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon