توقيت القاهرة المحلي 18:30:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رونار وفكر الثوار

  مصر اليوم -

رونار وفكر الثوار

بقلم - بدر الدين الادريسي

برغم ما ساد من اعتقاد، من أن الفريق الوطني سيدخل بنهاية المونديال مرحلة جديدة، يعاد فيها رسم الثوابت وتعزيز الرصيد البشري ببعض من الأيقونات التي تظهر تباعا على المسرح الكروي الأوروبي، من دون المس بجوهر الهوية التي اجتهد رونار في صياغتها على مدى أكثر من سنتين، إلا أنني كنت موقنا من أن رونار لن يبالغ، في هذا الذي نقول، أنه تجديد تفرضه الحالة التنافسية لبعض الإطارات البشرية أو يوجبه تقدم بعض الأعمدة في السن.

فكل من استحضر حتمية السيرورة في العمل الهيكلي والتأطيري، وكل من آمن فعلا بأن هناك منظومة يجري الإشتغال عليها بلا مزايدات وبلا تشنجات وباحترام كامل لدورة الزمن، سينتهي إلى حقيقة أن رونار لا يمكنه أن يكون في هذه اللحظة بالذات ثوريا أكثر من الثوريين أنفسهم، فعلام سيثور؟ ولأي سبب سيثور؟ وهل هناك ما يستوجب فعل الثورة أصلا؟

خرج الفريق الوطني من مونديال روسيا، ولم تحقق محصلته الرقمية أي رضا من أي نوع، وكيف يرضينا كمغاربة أن الفريق الوطني خرج متذيلا لمجموعته بنقطة وحيدة من تعادل وخسارتين، إلا أن ما خفف من وطأة الحزن على أن الأسود أضاعوا فرصة مصالحة المونديال، هو أن الفريق الوطني قدم أداء طيبا وجعلنا واثقين من سلامة المقاربة والنهج والعمل، بخاصة وأن الإختبار كان هذه المرة عالميا وليس قاريا، ومع هذه الثقة بسلامة النهج وصواب المقاربات، كان لزاما أن لا يفرط الفريق الوطني في ثوابته البشرية لمواجهة مرحلة قادمة، بأمد قصير، عنوانها المنافسة بعد سنة من الآن على اللقب القاري.

لذلك لا أعيب على رونار أنه عند تشكيله للائحة الجديدة للفريق الوطني، والتي راج عنها كلام كثير هو من بنات أفكارنا كإعلاميين أو كمحللين، بدا محافظا جدا، فبالقدر الذي لم يتنازل فيه عن اللاعبين الذين يشكلون له ثوابت بشرية، ويمثلون للنهج التكتيكي مرجعيات أساسية، بالقدر الذي كان دقيقا في اختيار العناصر التي ستكون عناوين كبرى للمستقبل القريب للفريق الوطني، وقد كان في ذلك منسجما للغاية مع قناعاته مهما اختلفنا معه فيه.

وبسبب هذه الإزدواجية التي أسس عليها رونار اختياراته، سيبدو للبعض إما متناقضا أو مفرطا في المحافظة على الهيكل البشري، أو حتى ضاربا عرض الحائط، بما قال في كثير من المناسبات أنها معايير تتحكم في نوعية الإختيارات، ومنها الجاهزية والتنافسية، فاستدعاء المخضرم والقائد امبارك بوصوفة برغم أنه يعيش وضعا شاذا، بوجوده حتى الآن من دون فريق، ودعوة لاعبين في درجة الصفر على مستوى التنافسية من أمثال حكيمي ومنديل وسايس، ودعوة أشرف بنشرقي الخارج من حسابات الهلال السعودي على حساب نبيل الزهر ووليد أزارو وحتى بوفال، كل هذه الأشياء توجب فتح النقاش، فحتما لا نية لنا في فرض إملاءات على رونار، ولا حاجة إطلاقا لأن نضعه تحت مقصلة النقد بسبب اختيارات هو المسؤول الأول والأخير عنها، إلا أن هناك حاجة لكي نفهم جميعا سبب وجود بعض العوارض ونقف أكثر من ذلك على التوجهات التقنية الكبرى التي سيعمل بها رونار في هذه المرحلة التي تعقب المشاركة في المونديال.

أن نفهم ونعرف، فهذا حق مكفول لنا جميعا، ما دام أن الأمر يتعلق بفريق وطني هو ملك لكل المغاربة، وأن نفهم ونعرف، سيجعلنا نصطف خلف رونار إن اقتنعنا بمقاربته، لننتصر لرؤيته ولاختياراته.

نقلا عن جريدة المنتخب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رونار وفكر الثوار رونار وفكر الثوار



GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 12:59 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 12:32 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الأبطال أمانة

GMT 12:33 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

إنه زمن الفنون

GMT 20:10 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الدرس الألماني

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon