توقيت القاهرة المحلي 07:21:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وداعا أخي عبد الجبار

  مصر اليوم -

وداعا أخي عبد الجبار

بقلم - بدر الدين الادريسي

أردت أن أغمس في محبرة المشاعر لأصوغ مرثية في حق من استعجل الرحيل، في من كنت أظن أن أيامي، أو ما بقي منها، لن تخلو من أريجه ومن نفحاته، فما وجدت قدرة على ذلك، فما أشد وطأة وقساوة الموت علينا، وهو يغيب وجوها ألفنا أن نراها كل يوم، ويحجب شمسا لا ضوء يبدد عتمة الطريق غيرها، ويجبرنا على أن نكمل المسير من دونها.

فجر الخميس الماضي رحل عنا الزميل عبد الجبار والزهراء بلا سابق إنذار، كانت آخر مرة سمعت فيها صوته، يوم هاتفني كما هي عاداته، ليهنئني بعيد الفطر السعيد، وليتلو علي تراتيله الجميلة التي تفيض حبا ومودة وكرما وسمو أخلاق، كنت أظن أن ما غيبه لفترة ما بعد العيد الأبرك، مساحة زمنية كان يأخذها مع نفسه بين الحين والحين، كما هي عادة الفرسان والمحاربين والمتأملين في حياة طووا بكل إيمان وكفاح سنواتها الطويلة وأزمنتها الجميلة.

إلا أن ما حمله لي الهاتف في تلك الساعة من صباح يوم الخميس بصوت الزميل محمد الجفال، كان بمفعول الصدمة، فقد أنبأني أن الزميل والأخ العزيز عبد الجبار والزهراء قد أغمض عينيه للأبد، أسلم الروح لبارئها وترجل عن جواده بعد عقود من الزمن، قضاها في ساحات الإعلام والتربية والتعليم، أمينا على الرسالة، مخلصا في أداء الواجب ومتحملا بكل صبر وأناة كل ما يكدر صفو المهنة.

موغلة في الزمن علاقتي بالراحل العزيز عبد الجبار والزهراء، فقد عرفته وهو يؤسس لشخصية إعلامية متفردة وهو من رعيل أساتذة التعليم ممن جاؤوا لخدمة الصحافة ورياضة الوطن، وما إن أشرت عليه بالإنضمام لأسرة «المنتخب» حتى لبى النداء بلا أدنى تردد لما كان يعزه وقتذاك في مؤسسة «المنتخب» من كبرياء مهني ومن أواصر إنسانية تربط أصحاب البيت فيما بينهم، وقد كان من أوائل من أطلقوا على مؤسسة «المنتخب» لقب «الزاوية» دلالة على كرم وأنفة وعزة ناسها.

ويوجعني اليوم أن أتوغل في ذاكرة الأيام، لأحصي ما كان للمرحوم عبد الجبار والزهراء من أفضال على جريدة «المنتخب» ومن خلالها على الرياضة الوطنية، لأن هناك محطات بالمئات، كلما وقفت في إحداها إلا ومزقني التذكر وآلمني أن والزهراء رحل عنا بلا رجعة، وللأمانة فإن الفقد موجع والمصاب جلل لأن من رحل عنا وجه يطفح بالبشاشة وقلب ينضح بحب الخير وجسد لا ينهكه مرض ولا داء، إذا ما كان ضروريا أن يؤدي ما تقلده من أمانة وما اضطلع به من رسالة إعلامية.

ومع جلل الفقد والمصاب، فإن الرياضة الوطنية فقدت أيضا مرجعا من مراجعها القوية، فما كنت يوما مغاليا وأنا ألقبه بذاكرة الرياضة الوطنية، لما يحفظه من أحداث رياضية ولما يجمعه من سير ذاتية لأبطال ورياضيين ونواد، فإن شق علينا حدث وأوجعنا تذكر تفاصيله، إسغثنا بعبد الجبار فأغاثنا بما وهبه الله من قدرة على توثيق الأحداث في عقله.

ولا يمكن إطلاقا أن أنسى ما ترجاه مني قبل ايام عندما طلبت منه أن يمدني بتوثيق كامل عن اتحاد طنجة ونحن نهيئ ملفا عنه بعد تتويجه بلقب البطولة الإحترافية، فقد قال لي: «أتمنى أن يطيل لي الله في العمر لأسعد بكتاب تصدره «المنتخب» عن التاريخ الكامل للبطولة الوطنية وللمنتخبات الوطنية، فلا أرى مؤسسة إعلامية هي أهل لذلك غير «المنتخب».

ليعذرني زميلي وأخي وعزيزي عبد الجبار والزهراء، أنني لم أوفه حقه كاملا في الرثاء، فما شعرت يوما أن الكلمات لا تطاوعني، كما هو حالي اليوم، ولعلها حالة الإنكسار والحزن لمرارة وفداحة الفقد.

وداعا يا من كنت أشعر دائما بحبه الأخوي الصادق يقيني ويحميني ويغمرني بجميل الأحاسيس، وداعا يا من كنت أتعلم منه شموخ الجبال وأنفة الرجال وأصالة أبناء البلد، وداعا عبد الجبار وأسأل الله أن نلتقي في فردوس الجنان.   

إنا لله وإنا إليه راجعون..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وداعا أخي عبد الجبار وداعا أخي عبد الجبار



GMT 09:52 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

صدق الحضري

GMT 11:09 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل لن يخذلنا

GMT 11:21 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياضة للمتعة والترويح .. فلا للتعصب

GMT 10:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

هل يعود المعلم ؟ نتمنى أن يكون صالحاً وصادقاً

GMT 11:20 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صور روسيا 2018

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon