توقيت القاهرة المحلي 10:41:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وليد في النعيم وغيره في الجحيم!!

  مصر اليوم -

وليد في النعيم وغيره في الجحيم

بقلم - بدر الدين الإدريسي

كيف لا يغبط المدربون المغاربة زميلهم وليد الركراكي على نعمة الإستقرار التقني والسلم الرياضي الذي ينعم به منذ أن قاده حظه التدريبي لأن يبدأ مسيره التقني مع الأندية، من الفتح الرباطي؟

طبيعي جدا أن يكون وليد الركراكي محسودا على الأجواء الرائعة المشجعة على العمل التي يحظى بها داخل الفتح، وغيره من المدربين، إما مضطهد وإما مقال وإما جالس على كرسي ملتهب وإما يعاني الأمرين من جهل مستطير للمسيرين.

يمضي وليد الركراكي الإطار التقني الواعد، موسمه الرابع مع الفتح مستمتعا، مصان الكرامة ومحاطا بما يلزم من تقدير ومن حماية، صحيح أنه أبرز من أول وهلة شغفه وقدرته على صناعة النجاح عندما قاد فريق العاصمة للفوز بلقب كأس العرش، وعلى الخصوص لما جعل الذكرى السبعين لتأسيس هذا الفريق تقترن بالتتويج لأول مرة في تاريخه بلقب البطولة، إلا أن هناك شيئا أقوى من هذا كله يجعل وليد الركراكي ينعم بالراحة الذهنية المحفزة على بذل مزيد من الجهد، إنه الحكمة التي يتمتع بها القيمون على شأن الفتح الرباطي، الحكمة في ربط تقييم المدرب بنوعية العمل وبمدى التطابق مع فلسفة الفريق، أكثر منه بالنتائج التي تظل هاجسا مؤرقا لكل المدربين، من يطلون لأول مرة على عالم التدريب أو من صالوا وجالوا فيه على حد سواء.

من حق وليد الركراكي أن يسعد بما حباه به الله في مستهل مشواره التدريبي مع الأندية، من طروف عمل ومن فضاء نقي ونظيف يحلم بها أي مدرب، أن يحيط به مسؤولون لا يهتز لهم طرف لمجرد تعاقب نتائج سلبية ولا ينهارون مع أول هزيمة، لذلك أقدر درجة الصدق التي كان عليها وليد يوم فاز فريقه على اتحاد طنجة المتصدر، عندما قال في مؤتمره الصحفي أنه محظوظ بأن يكون له رئيس بكاريزمية وحكمة حمزة الحجوي ومدير رياضي باحترافية وشجاعة امحمد الزغاري، فأن يظل وليد مدربا للفتح للموسم الرابع أو حتى الخامس على التوالي، برغم ما كان وما سيكون من اهتزازات وبرغم خروج الفريق للموسم الثاني تواليا خالي الوفاض من دون ألقاب، فذلك معناه أن هناك جرأة ومهنية عالية في صناعة القرارات، وأن هناك منطقا آخر يتحكم في ضبط العلاقة بين وليد وبين الفتح غير منطق النتائج.

عندما أطالع المشهد الكروي الوطني في جناحه الإحترافي، يظهر لي وكأن وليد وحده الذي يعيش في النعيم، بينما الباقون هم في جحيم لا ينتهي، فإن صمدوا في وجه الأعاصير وما أكثرها، لم يقدروا على ذلك لأكثر من موسم أو موسمين، وإن جنحوا للإنفصال بالتراضي أدوا على ذلك ضريبة ثقيلة، فهم على الفور يرمون في العطالة المبرمجة، وإن تشبتوا بالقانون في المطالبة بالتسريح بالمعروف وبالحصول على الحقوق كاملة غير منقوصة، تعرضوا للترهيب من طرف ميليشيات مسخرة من طرف المسيرين بعينهم.

ظننا أن ودادية المدربين قد اهتدت مع الجامعة إلى الحل الذي ينهي الترحال التقني للمدربين، ويحول دون مزيد من مبالغة الأندية في تغيير المدربين، عندما أقرت نظاما يقضي بعدم السماح للمدرب بتدريب فريقين من نفس المستوى في الموسم الواحد، إلا أن ما كشفت عنه التجربة في موسمها الأول، أن الأندية زادت في غلوها وفي بجاحتها ولم يثنها شيء عن مواصلة العبث، فيما تعرض المدربون لذبحة تقنية، فأكثرهم أجبر على الإنفصال وديا تحت طائل التهديد والخلود لراحة جبرية، والضحية الكبرى هي كرة القدم الوطنية بطبيعة الحال.

كيف يلزمنا من الوقت ليصبح الفتح بفلسفته وحكمته، قاعدة لا استثناءا؟

كم نحتاج من الزمن ليصبح الكثيرون في نعيم كالذي فيه وليد الركراكي، ويصبح القليلون في جحيم؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وليد في النعيم وغيره في الجحيم وليد في النعيم وغيره في الجحيم



GMT 11:29 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

بطولة الإهانة

GMT 12:59 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

شيوخ الإيسكيمو..

GMT 12:18 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

على مسؤوليتي المفتش كرومبو

GMT 12:00 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

برافو هشام

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon