توقيت القاهرة المحلي 23:04:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عودة الحضري للأهلي !

  مصر اليوم -

عودة الحضري للأهلي

بقلم : خالد الإتربي

كثيرًا ماتتحكم عقولنا في عواطفنا وتتغلب عليها، وتجبر نفوسنا على الظهور بمظهر مخالف لطبائعها، لتحولها من نفس هادئة إلى ثائرة مستنكرة على كل شيئ، وتغير ألوان قلوبنا من الأبيض الفطري الذي خلقها الله عليه، إلى الألوان القاتمة المتدرجة إلى أن تصل إلى السواد الشديد.

وهناك أمثلة كثيرة تدلل على وجهة النظر هذه، وأقربها الانقسام الشديد الذي خلفه إعلان الحارس المخضرم عصام الحضري أمنيته في الاعتزال داخل النادي الاهلي، وتحزبت الجماهير بين مؤيد ومعارض، بل وانقسمت جماهير الأهلي نفسها إلى قطاع كبير رافض لعرض الفكرة من الأساس، وفئة قليلة تتقبل الأمر.

ومايعنيني هنا ليس الانتصار لفئة على الأخرى، فلكل وجهة نظر علينا احترامها، لكن مايخصنا هو كيف واجهت الفئة المعارضة للأمر، وكيف وجهت هجوم شديد لايتحمله بشر، لحارس يدافع عن المنتخب في معترك مهم، وقبل ساعات قليلة من مواجهة الكاميرون في المباراة النهائية، فطرة قلوبنا هزمت عقولنا جميعًا حينما وقف الحضري مدافعًا عن ألوان المنتخب خصوصًا في المباراة الأخيرة أمام بوركينا فاسو، ووقف المؤيد والمعارض خلفه داعيًا له ، حتى وفقه الله في حمل أمالنا جميعًا للمباراة النهائية، وسط احتفالات واغاني تحمل اسمه، حتى اتت لحظة إعلان الحضري أمنتيه في العودة للأهلي لتكون أشبه ب" كرسي في الكلوب" للكثير من الناس التي هاجمته وبشدة.

نعم اخطأ الحضري في توقيت إعلان أمنيته، وليس في مشروعية أمنيته نفسها، فجميعًا نملك أحلامًا جائزة ومستحيلة، فليس بمقدور أحد الحجر على الأحلام ، فالتنفيذ بيد الله وحده، فهل يستحق الحضري كل هذا الهجوم لمجرد إعلان أمنية، أعتقد انه كان بالإمكان إعلان رفض الفكرة دون تجريح أو تاثير على نفسية لاعب تنتظره مهمة كبيرة خلال ساعات.

حقيقة أرى أن عودة الحضري إلى النادي الأهلي مجددًا، ستكون أضرارها أكثر من نفعها، حيث سيخسر قطاع كبير جدًا من جماهير الأهلي تتوحد خلفه وهو في صفوف المنتخب، كما أنها لن تضيف له شيئًا بخاصة أن التاريخ ينتصر دائمًا للارقام التي يحققها اللاعب مع منتخب بلده، دون النظر إلى النادي الذي يلعب له.

رسالتي إلى الحضري، حافظ على ماحققته من إنجازات، حافظ على توحد كل جماهير الكرة المصرية خلفك ولاتفرقهم بيدك، اقتنع أن النادي الأهلي كان محطة جميلة كبيرة في تاريخك، لكنك وصلت إلى محطات أكبر مع المنتخب، نعم سيذكر التاريخ أنك ارتكبت خطئًا في حق ناديك، لكنه لن يغفل أنك لم تنكسر حينما احسست بفداحة هذا الخطأ، وواصلت طريقك إلى أن حققت انجازات سيعجز الكثير عن تحقيقها، أو ربما سننتظر عقود كثيرة حتى نرى ماحققته يتحقق من جديد، أما رسالتي للجميع، حينما ترتكب خطئًا لايغتفر من وجهة نظر كل من حولك، حينما يرفض الجميع اعتذارك عن الخطأ، حينما تجد كل الطرق قد أغلقت أمامك، حينما تسنح الفرصة للشاميتن للتشفي فيك، حينما يظن الجميع انك سقطت من مكانك العالي، حينما تتحقق كل هذه الحالات أو حالة واحدة فقط ، انظر للحضري ستعرف أن لا مستحيل، ستعرف ان الله لايضيع أجر من احسن عملا.

ختامًا، اقحام رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي في ملف عودة الحضري، سيضع إدارة محمود طاهر بين الكثير من الخيارات أهونهم مرير، فطاهر لايستطيع مخالفة من عينه، ولايتجرأ على مخالفة رغبة القطاع الجماهيري الرافض لعودته، ولايستطيع الاستقالة وإحراج صناع القرار، ولايستطيع أن يتخلى عن كرسي أحد أكبر أندية العالم .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة الحضري للأهلي عودة الحضري للأهلي



GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 14:27 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تفسدوا فرحة ”الديربي“

GMT 12:40 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

خواطر التدريب والمدربين

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 23:17 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

١٠ نقاط من فوز الاهلي على سموحة

GMT 23:41 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

كيف قاد فايلر الاهلي للسوبر بمساعدة ميتشو ؟

GMT 06:22 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

وحيد .. هل يقلب الهرم؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:57 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

دليل بأهم الأشياء التي يجب توافرها داخل غرفة المعيشة

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

GMT 10:12 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز 5 ضحايا لهيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 10:39 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أبوظبي وجهة مثالية لقضاء العطلة في موسم الشتاء الدافئ

GMT 03:57 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

8 منتخبات عربية في صدارة مجموعات تصفيات كأس العالم 2026
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon