توقيت القاهرة المحلي 10:41:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على مسؤوليتي المفتش كرومبو

  مصر اليوم -

على مسؤوليتي المفتش كرومبو

بقلم - حسن البصري

توقفت المحطات الإذاعية عن الإرسال لتبث خبر سرقة موصوفة، وكتبت المواقع الالكترونية نبأ سرقة موصوفة مقرونا بعبارة “شاهد قبل الحذف”، وهرع الصحافيون إلى مسرح الجريمة لإعادة تمثيلها قبل وصول الشرطة العلمية.

قال شاهد عيان إن مجهولين ملثمين اقتحموا ملعب الرجاء وسرقوا أبواب مركز التكوين المغلق، بعد أن أصبح التكوين أمرا ثانويا، بينما كشف عابر سبيل عن نهب يتعرض له المركز المهمل باستمرار، حيث تعرضت أجهزة الطبخ وأثاث المرفق للنهب وسجلت الجريمة ضد مجهول.

بعد ساعة من النشل غادر الملثمون، الذين يشتبه في انتمائهم لمجموعة مناوئة متطرفة، المركب الرياضي في اتجاه الطريق السيار، غانمين لمقتنيات وأرائك كما صادروا طاقم أسنان حارس سابق، دون أن يعلنوا مسؤوليتهم عن الحادث.

قبل أربع سنوات داهم ملثمون مركب محمد بن جلون، وهاجموا اللاعبين والمدرب وأحد المناصرين، وكانوا مدججين بالأسلحة البيضاء والسوداء وقنينات زجاجية فارغة وعبوات غير ناسفة، وعلب صباغة كتبوا بها عبارات “ارحل” و “نريد استرجاع الوداد”.

سئل المفتش كرومبو حول الغارة التي تعرض لها مركب الرجاء فصنف الجريمة في خانة الاعتداء على

حرمة فريق، لكنه طرح مجموعة من التساؤلات قد تقود إلى خيط القضية:

لماذا اختفت كلاب الحراسة فجأة من الملعب؟

لماذا تعطلت كاميرات المراقبة التي كانت كفيلة بتقريب المحققين من لغز الجريمة؟

لماذا أغلق مركز التكوين الذي كلف تشييده ملياري سنتيم؟

لماذا تقع أكبر نكبات الشغب في يوم الخميس؟

طرح المفتش عشرات الـ”لماذا؟” فاستنزف كل أدوات الاستفهام التي في رصيده الاستخباري، وراح يتفحص بمنظاره ما تبقى من بصمات على وجوه لاعبين قيل لهم إن حمل قميص الفريق شرف دون أن يعلموا أن الشرف الرفيع لا يسلم من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم.

تتعامل الحكومة باستخفاف شديد مع حرب الملاعب، رغم أنها تضاهي حرب الطرقات، فلا توجد لجنة وطنية لمحاربة الشغب على غرار اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، ولا وجود لحملات تحسيسية في الإعلام ضد ظاهرة تنتج كل أسبوع أخطر المجرمين، لماذا لا تسأل الجهة المدعمة عن مصير منشأة تكوينية أصبحت آيلة للاندثار.

الغريب أن المسؤولين يتعايشون الآن مع العنف ويستأنسون به، فقد اقتحم مناصرون، قيل إنهم عاشقون متطرفون للوداد الفاسي، حصة تدريبية لهذا الفريق، وأمطروا اللاعبين جلدا بسبب خسارتهم، وتوعدوا بالقصاص إذا انهزموا مرة أخرى.

في فاس، اقتحم قيادي في “التراس” النمور أرضية الملعب أثناء حصة تدريبية، وأرغد وأزبد وتوعد اللاعبين بالتصفية إذا تخاذلوا في نصرة الماص، وقبل أن ينهي خطبة أشبه بخطب الحجاج الثقفي، وضع مصحفا أمام اللاعبين وطلب منهم القسم بأغلظ الإيمان على القيام بالواجب كما يقسم أعضاء الحكومة والسفراء أثناء تعيينهم. وقبل أن يسترجع الحجاج مصحفة، تلقى تصفيقا من الطاقم التقني الذي كان يتصبب عرقا خوفا من عضة النمر غير المقنع.

لسنا مجتمعا همجي القيم، رغم أن رؤوسنا تتمايل مع شعراء المدرجات الذين يجعلون الجماهير تردد غصبا عنها قوافي الهجاء، في زمن أصبح فيه مطرب الملعب لا يقل مكانة عن مغني أكبر المهرجانات، لا يهم إن كان هذا المغنى يغنى لنا أم يغنى علينا ،، المهم أنه يغني وكفى.

ما يجهله كثير من المتتبعين لواقعة الاجتياح، هو أن بعض مناصري الأهلي المصري كانوا سباقين عربيا وقاريا لمداهمة مقر النادي واحتجاز عدد من اللاعبين الذين كانوا في طريقهم للهروب، منهم من تعرض للضرب المبرح ومنهم من قاد مفاوضات لاسترجاع الرهائن وسط جو من الهلع. مبرر الأهلاويين سياسي، فهم يضغطون من أجل القصاص لشهداء ملعب بور سعيد، أما مداهمو ملعب الكرة في بلدنا فلا تدعمهم أي جهة خارجية ولا يستعملون الأحزمة الناسفة، شعارهم “العصا لمن يعصا”

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على مسؤوليتي المفتش كرومبو على مسؤوليتي المفتش كرومبو



GMT 11:29 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

بطولة الإهانة

GMT 12:15 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

وليد في النعيم وغيره في الجحيم!!

GMT 12:59 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

شيوخ الإيسكيمو..

GMT 12:00 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

برافو هشام

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon