توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ألهذه الدرجة يا رئيس؟

  مصر اليوم -

ألهذه الدرجة يا رئيس

بقلم - المهدي الحداد

سكت دهرًا ونطق شرًا، وخرج ليطل على عالم الكرة والرياضة هذه المرة بتدوينة شريرة وصاخبة، تحمل العديد من القراءات والرسائل والوعيد الشديد.

ترامب رئيس أقوى دولة في العالم والرجل المثير للجدل، وفي أول تعليق له على ترشح بلاده في ملف ثلاثي مع المكسيك وكندا لإستضافة مونديال 2026، أكد أنه يقدم كامل الدعم والسند، بل ويضع كل قواته وسيادته وأسلحته رهن الإشارة ليفوز حفدة العم سام ومعهم الجيران بتنظيم العرس الكروي.

ترامب العاشق الولهان للوعيد والتهديد، فتح باب الغضب والسخط على كل دولة حليفة لأميركا تخطط للتصويت للملف المغربي، وحذرها بلغة واضحة بأنها ستتعرض للعقوبات وستنال الجزاء إن هي قامت بنكران الجميل، وقطعت اليد الأميركية التي تمتد إليها لحظات الشدة والحاجة.

العار كلمة إختارها ترامب بدقة لوصف الدول التي تساند المغرب وتقاطع أميركا، مشددا أن بلده لن تسامح ولن تدعم أي دولة لن تصوت له وتؤيده في ملف ترشيحه لإقامة كأس العالم.

ألهذه الدرجة يا رئيس؟ إخترتَ الصمت لأسابيع ولم تخرج بأي تعقيب، أغلقتَ هاتفك منذ بداية الحملة ولم تفتحه إلا بتدوينة شريرة، كتبتها مباشرة بعد قرار الكونغرس المؤيد للملف الثلاثي والداعم دون شروط ليكون كأس العالم 2026 بالأراضي الأميركية، وقُمتَ بإختيار الكلمات بعناية من قاموس الترهيب، بعدما علمتَ أن الكثير من حلفائك يديرون ظهرهم لك في هذا الإمتحان الكروي، معتقدين أنك لا تبالي ولا تهتم بكرة القدم ولا تضع ملف الترشيح في الحسبان، بل ومنهم من أقر بأنك ترفض فتح باب بلادك للأجانب والزوار، وتصر على الإنزواء وغلق الحدود من كل حذب وصوب.

ترامب حشر حتى الأمم المتحدة في القضية وهز أركانها، ومزج بين الرياضة والسياسة وبعثر أوراق العالم مجددا، في برقية عاجلة يستحيل أن تكون ديمقراطية أو حاملة لآداب وتوابل الروح الرياضية، والمنافسة الشريفة بين ملفين يسعيان معا للفوز بشرف إقامة بطولة ليست كباقي البطولات.

أستشعر أن الخوف والقلق بدأ يدب إلى أميركا بقيادة الكونغرس والرئيس ترامب، خصوصا بعد توالي القصاصات الإخبارية لبعض المجلات الشهيرة في البلد وكندا والمكسيك، والتي كتبت أن المغرب يجمع في صمت الأصوات والدعم من مختلف القارات، وإن تواصل السكوت وغياب ردود الأفعال في الكواليس فإن يوم 13 يونيو المقبل قد يكون بمثابة الصدمة لأعظم دولة في العالم.

أضع أيضا فرضية توصل لجنة ترشيح الملف الثلاثي 2026 بإشارات من الفيفا بأنها تعيش تحت الضغط الرهيب، وتجد عراقيل جمة لإقصاء ملف المغرب مبكرا عبر لعبة "تاسك فورس"، ولهذا أيقنت بأن الحسم يتجه نحو التصويت في إقتراح الجمعية العمومية بموسكو، وهو ليس في صالح الأميركان الذين قد يخسرون المعركة، الشيء الذي حرّك اللوبي السياسي من أعلى سلطة، بنبرة حادة وخطاب تهديدي سيدفع الكثير من الدول إلى إعادة التفكير، ثم التفكير ألف مرة قبل إختبار البلد الذي ستصوت له.

ترامب لا يمزح وحينما يتكلم ويهدد يزعزع العالم، والآن وقد تحدث عن الكرة وملف بلاده، فهو لا يريد الهزيمة وسيعطي كل ما لديه ليفوز، ضاربا عرض الحائط الروح الرياضية والمنافسة الشريفة، ومهددا الخصوم ومن يقفون في وجه بلاده بالعقاب الشديد.

القضية "حْماضت" والفيفا تراجعت للوراء وتركت العالم لترامب، ولن تقدر بأي حال من الأحوال على معاقبة أميركا التي تدخلت سياسيا وإخترقت القانون، لكن المثير للفخر والشموخ هو هذا الذي فعله المغرب ليقلق الفيفا ويربك حسابات عمالقة البلدان العالمية، ويُخرج أقوى رئيس وأجهزته من صمتهم وهدوئهم، فلك مني يا بلدي الشجاع كامل التنويه والتحية فزت أم خسرت المعركة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألهذه الدرجة يا رئيس ألهذه الدرجة يا رئيس



GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 12:59 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 12:32 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الأبطال أمانة

GMT 12:33 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

إنه زمن الفنون

GMT 20:10 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الدرس الألماني

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon