توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قتال الخطيب

  مصر اليوم -

قتال الخطيب

بقلم - صبري علي

لم يكن والدي عليه رحمة الله مشجعا لكرة القدم بالشكل المعروف، لكنه كان يحب الكرة ويعشق لاعبا واحدا، يتحدث عنه بحب غريب كأنه ابنه، هذا اللاعب كان هو "الأسطورة" محمود الخطيب.

ويبدو أنني مثلما ورثت عن والدي بعض الصفات، قد ورثت أيضا حب هذا الرجل، فهو عندي أعظم من داعب الكرة من بين المصريين والعرب، ومن أجله ارتديت الرقم 10 طوال مراحل ممارستي للعبة، رغم أنني طبعا لم أكن على الإطلاق في مثل مهارته الفذة.

وعندما عملت بالصحافة وتوليت تغطية أخبار  النادي الأهلي منذ عام 1994، كان من بين أمنياتي أن أجلس مع "بيبو" وأن أحاوره، وبالفعل تكرر ذلك أكثر من مرة، وفي كل مرة كنت أزداد حبا واحتراما وتقديرا له.

بعد فترة من الابتعاد عاد الخطيب إلى الساحة من جديد، ومن حسن حظنا أنه في الأيام الماضية عاش بيننا لبعض الوقت في الإمارات بحكم العمل في برنامج "القاهرة أبوظبي"، وبالتزامن مع ذلك تجدد الحديث على الساحة الرياضية المصرية عن قرب ترشحه لرئاسة النادي الأهلي في الدورة المقبلة كحلم آن أوان تحقيقه.

رئاسة الخطيب للأهلي هي حلم الجماهير الحمراء قبل أن تكون حلم الخطيب نفسه، وهو الذي قال لي في حواري معه لجريدة الوفد عام 2007 أن أمنيته الوحيدة قبل موته "أطال الله في عمره" أن يشاهد مباراة للأهلي من مدرجات ملعبه الجديد.  رئاسة الأهلي حلم مشروع لابنه البار وللجماهير العاشقة أيضا للكيان والاسم اللامع.. الأهلي يليق بالخطيب، كما أنه يليق به.

كل هذا لا مشكلة فيه، لكن المشكلة في أن الخطيب قد لا يليق بهذا الزمان الذي نعيشه، فهو الذي منحه الله موهبة كروية فذة، لكنه لا يملك مهارة شراء الأبواق الإعلامية "الرخيصة" إن كانت هذه أشياء يمكن أن تسمى مهارة.

وما استفزني بشدة هو ما سمعته على لسان الكابتن مصطفى يونس في تسجيل عبر "يوتيوب" وهو يتحدث عن انتخابات الأهلي، وكيف أنه يرى مصلحة النادي في بقاء واستمرار محمود طاهر، وهذا بالطبع حقه كعضو جمعية عمومية له حرية الاختيار، لكن صدمتي كانت في طريقة كلام يونس عن زميله وصديقه محمود الخطيب، عندما قال بالنص: لا يهمني من ينجح، سواء محمود طاهر أو محمود الثاني.  تخيلوا يقول عن زميله وصديقه محمود "الثاني"، رغم أن الكابتن مصطفى وغيره يعلمون أن "بيبو" هو محمود "الأول" في كرتنا المصرية والعربية.

وكذلك عندما قال نصا أيضا: سبق وأن فشل الراحل صالح سليم أمام الفريق مرتجي، وهو صالح سليم وليس "عبدالحليم حافظ"، وكان الكابتن مصطفى يقصد أيضا هنا الخطيب.

  يمكن لمصطفى يونس وغيره أن ينحاز لمن يريد، لكن دون الوصول إلى هذه المرحلة الفجة في الحديث عن الطرف الذي لا ننحاز إليه، أو من لا نجد مصلحتنا عنده، فكيف وهو يتحدث عن زميل وصديق! 

  كل الآراء الخاصة لا تعنيني فهي ملك لصاحبها ولا تدينه إن كانت خالصة دون أهداف، وإن كنت أرى في الحديث بهذه الطريقة "خيانة"، حتى وإن أصاب الكلام "كبد الحقيقة" وهو بكل تأكيد غير ذلك.

لا يمكن لأحد أن "يقاتل" من أجل فوز اسم ما في أية انتخابات، دون أن تحكمه مصلحة بعيدا عن الكلام "الهلامي" عن الخوف على مصلحة النادي، وأرى أن من يقاتلون ليبقى طاهر، ومن أجل أن يتعثر الخطيب كل يوم في ازدياد لسبب واحد مشترك بينهم، هم يعرفونه جيدا.

وعن نفسي مثلا رغم حبي واحترامي وتقديري لشخص محمود الخطيب، لا يمكن أن أقاتل من أجل فوزه برئاسة الأهلي، وإن كنت أتمنى ذلك بكل صدق.. وذلك لأن الخطيب نفسه لن يقاتل من أجل هذا الكرسي الذي يتمناه ويستحقه، وأثق أنه سيتعامل مع الأمر في النهاية بتقدير كبير لإرادة أعضاء النادي، فإن اختاروا أن يكونوا معه فألف أهلا وسهلا وفخرا  برئاسة النادي العريق، وإن كانت إرادتهم عكس ذلك فلن ينقص ذلك من حبه للكيان الكبير ومن ينتسب إليه مثقال ذرة.. هذا هو "القتال" الذي تعودنا عليه من الخطيب، والذي لا يعرفه يونس وشركاه! 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قتال الخطيب قتال الخطيب



GMT 21:31 2018 الجمعة ,09 آذار/ مارس

هل سلم الخطيب جماهير الأهلي ؟

GMT 17:48 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

"استاد الأهلي" وعد من لا يملك

GMT 23:21 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

انتخابات الأهلي.. أبيع نفسي

GMT 18:04 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

لماذا الخطيب ؟

GMT 08:13 2017 الإثنين ,13 آذار/ مارس

متى يظهر الخطيب

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon