توقيت القاهرة المحلي 22:17:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحسن الثاني والرياضة

  مصر اليوم -

الحسن الثاني والرياضة

بقلم - منصف اليازغي

انطلاقا من كون كرة القدم الرياضة الشعبية الأولى في المغرب والعالم، وتمارسها فئة عريضة من الشباب، كان من الصعب تفويت الفرصة دون إدماجها في الصيرورة العامة للبلاد، وضمن فكر الراحل الحسن الثاني، خاصة أن النموذج الإسباني كان حاضرا بقوة آنذاك، والذي انبنى على رعاية مباشرة من الجنرال فرانكو للفرق الإسبانية، أملا في تلهية الشعب عن هموم أكبر شهدتها إسبانيا بعد خروجها من حرب أهلية مدمرة.
لقد احتلت الرياضة مكانة أكبر، على مستوى الخطاب، في تفكير الحسن الثاني منذ سنة 1970، ظهور المغرب بوجه مشرف في أول مشاركة إفريقية وعربية بكأس العالم، قبل أن يزداد حضورها بمناسبة فوز سعيد عويطة ونوال المتوكل بميداليتين ذهبيتين في الألعاب الأولمبية لسنة 1984 بلوس أنجلس، ثم بمناسبة تحقيق المغرب التأهل إلى الدور الثاني من كأس العالم بالمكسيك سنة 1986، إذ اتضح للراحل أنه بالرياضة وليس بالسياسة يمكن تسجيل حضور المغرب في أكبر المنتديات العالمية إلى جوار أكبر الدول الصناعية، وأنه بالرياضة أمكن تقديم المغرب في صورة البلد المعافى القادر على إنجاب الأبطال، وأنه بالرياضة يمكن شغل مساحة مهمة من اهتمامات الشباب المغربي الذي ظل مشتتا في مرحلة معينة من تاريخ المغرب بين إيديولوجيات دخلت في صراع متجدد ومتوال مع القصر، وبين الإكراهات الاجتماعية لمغرب ما بعد الاستقلال.
لقد ظلت الرياضة ضمن المجال الخاص للملك، انطلاقا من حضورها في سياق الخطاب والفعل الموزع بين الظاهر والباطن، والمعقلن وغير المعقلن، إضافة إلى تقييد الحكومات المتعاقبة بالتوجيهات الملكية الصادرة خلال إعلان البرنامج الحكومي، فمبادرة الحكومة في المجال الرياضي لا يمكن أن تأتي خارج سياق الخطاب الملكي في افتتاح الدورة التشريعية أو خطاب العرش أو مضمون الخطاب أو الرسالة الموجهة إلى مناظرة حول الرياضة، وينطبق ذلك أيضا على البرلمان الذي تحول، في إطار العقلنة البرلمانية والقيود الدستورية، إلى مشرع هامشي يحتل المرتبة الثالثة في سلم الفاعلين، ناهيك عن الأحزاب التي ظلت تابعة وغير مبدعة في غياب أي تجل حقيقي لدورها التأطيري وتأثيرها في السياسات العامة.
وبالتالي، فإن الميكانيزمات التي وظفها الملك من أجل احتكار الفعل في بعض المجالات الحيوية ضمانا لشرعيته، هي نفسها التي وظفت في القطاع الرياضي، وإن كانت الحدة والوسائل والرهانات تختلف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحسن الثاني والرياضة الحسن الثاني والرياضة



GMT 09:52 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

صدق الحضري

GMT 11:09 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل لن يخذلنا

GMT 11:21 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياضة للمتعة والترويح .. فلا للتعصب

GMT 10:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

هل يعود المعلم ؟ نتمنى أن يكون صالحاً وصادقاً

GMT 11:20 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صور روسيا 2018

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon