توقيت القاهرة المحلي 06:24:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا تأخر الميلاد؟

  مصر اليوم -

لماذا تأخر الميلاد

بقلم -بدر الدين الإدريسي

لم يكن إعتباطيا أن يتحدث المشرع لقانون التربية البدنية والرياضة 30-09 في المادة 57 عن رياضيي المستوى العالي الذين يتميزون عن سواهم من الممارسين، بكونهم حازوا ألقابا عالمية أو أولمبية أو أنه مؤهلون لحيازتها باقتراح من الجامعة الوصية على نشاطهم الرياضي، فقد قصد المشرع أن يجعل لرياضيي المستوى العالي إطارا تنظيميا يستجيب علميا وقانونيا للضوابط الفنية والمالية وحتى اللوجيستية التي تتحكم في تأهيلهم للمشاركة في دورات أولمبية وبطولات عالمية أو بطولات قارية، وهي كما نعرف فضاءات محجوزة بقوة الرهان لكبار الرياضيين.

كانت هناك قصدية في التشريع، لوضع الدولة من خلال الجهاز الوصي أمام مسؤوليات محددة في الزمان والمكان تختص أساسا بوضع آليات عملية لتقنين رياضة المستوى العالي، وأولها الإحتكام للنص القانوني الذي يحدد طرق تشكيل اللجنة الوطنية لرياضة المستوى العالي، وثانيها تحديد شروط منح صفة الرياضي من المستوى العالي وشروط سحبها أيضا.

وبرغم أن قانون التربية البدنية والرياضة 30-09 صدر في الجريدة الرسمية يوم 24 غشت 2010، إلا أن المرسوم المتعلق بتطبيق مواد القانون 30-09 لن يصدر إلا يوم 4 نونبر 2011، وقد أفرد القسم الثاني بالكامل لرياضة المستوى العالي، حيث جرى تحديد الشروط التي يتقيد بها الوزير الوصي لإشهار اللجنة الوطنية لرياضة المستوى العالي.

وبرغم أن المشرع ربط في المادة 24 للمرسوم إنشاء اللجنة الوطنية لرياضة المستوى العالي بشهر يناير الذي يلي دورة الألعاب الأولمبية، إلا أن وزير الشباب والرياضة انتظر مرور سنة ونصف على انقضاء دورة ريو دي جانيرو بالبرازيل، ليكشف عن اللجنة الوطنية لرياضة المستوى العالي بناء على ما ورد في المادة 20 التي تحدد كيفية تشكيل وعمل هذه اللجنة.

طبعا يسائلنا الزمن الأولمبي عن هذا الوقت الذي جرى هدره، فمن أصل السنوات الأربع التي حددها المشرع في إطار الدورات الأولمبية لعمل اللجنة إياها، نكون قد أتلفنا ما لا يقل عن 14 شهرا، وهو زمن سنحاسب عليه بقوة بقوة ومنطق الحكامة الجيدة التي يجب أن تطبع إعداد أي بلد لرياضييه من المستوى العالي للإستحقاقات الدولية والقارية وفي طليعتها بالطبع الألعاب الأولمبية.

وحتى لا يقال أنني أصادر الميلادات حتى لو كانت قيصرية، فإنني سأتوجه، وقد جرى تشكيل اللجنة الوطنية لرياضة المستوى العالي من قبل السيد وزير الشباب والرياضة خضوعا لأحكام القانون، إلى صلب الإشكالات التي واجهت تجربتنا الأولى مع لجنة رياضة المستوى العالي، تحديدا بعد دورة بيكين 2008، حيث وجه لنا الأولمبياد صافرات التنبيه والإنذار وقد تراجع حصادنا الأولمبي لأسباب فنية وتدبيرية بالمقام الأول.

فبرغم أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد خص رياضة المستوى العالي بموازنة هي الأضخم على مر التاريخ الرياضي الوطني (33 مليار سنتيم) بهدف إعداد الرياضيين المغاربة لأولمبياد لندن، إلا أن حصيلتنا للأسف كما كان الحال في الدورة التي أعقبتها بريو دي جانيرو لم تزد عن ميدالية برونزية وحيدة، وقد كان ذاك الحصاد الأولمبي الكارثي دلالة على فشل ذريع في مقاربة رياضة المستوى العالي والنخبوي كما هي محددة بالأرقام في الزمن الرياضي الحديث.

وأيقن جميعنا أن ما يوجد من إختلالات بنيوية في تركيباتنا ومنظوماتنا الرياضية، لا يمكن أن يفضي إلى تحقيق إنجازات رياضية قوية في الملتقيات الكونية حتى لو توفر مال بالكم الهائل الذي وضعه صاحب الجلالة الملك محمد السادس رهن إشارة اللجنة المسؤولة عن رياضة المستوى العالي.

إن أكبر مسؤولية تواجه اللجنة الوطنية المشكلة حديثا لإدارة رياضة المستوى العالي وللتحضير أساسا للدورة الأولمبية لعام 2020، هي أن تتدارك ما فاتها من زمن وهو جدير بالإعتبار، وأن تسابق الزمن لوضع أساسات فنية موضوعية وشفافة للرياضيين الذين سيحملون صفة المستوى العالي، وربطهم ببرامج تحضيرية بالغة الدقة وعلى الخصوص توفير أطر تقنية عالية المستوى تشرف على تأهيلهم، من دون الوقوع في المحاباة كما كان الحال في اللتجارب السابقة، التي ما فشلت إلا لأنها اعتمدت على مدربين غير مؤهلين لإعداد رياضيي المستوى العالي.  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تأخر الميلاد لماذا تأخر الميلاد



GMT 09:52 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

صدق الحضري

GMT 11:09 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل لن يخذلنا

GMT 11:21 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياضة للمتعة والترويح .. فلا للتعصب

GMT 10:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

هل يعود المعلم ؟ نتمنى أن يكون صالحاً وصادقاً

GMT 11:20 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صور روسيا 2018

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon