خالد الإتربي
"أنا مابخافش " شعار معظم افراد المنظومة الرياضية المصرية حاليا ، فتخرج تصريحات عنترية من هنا او هناك ، وتتناقلها المواقع الالكترونية ، وفجأة تجد عنتر بات عبلة ، ومن كان لا يخاف صار يرتعد من الخوف ، والغريب انهم يكررونها ، والأغرب ننشرها ايضا .
" أنا مابخافش" كانت المحرك الأساسي للاعبي الإسماعيلي في تمردهم على ناديهم ورفع راية العصيان للحصول على مستحقاتهم وهددوا بعدم خوض المباريات ، بحجة عدم خوفهم من خصم مستحقاتهم لانهم لا يحصلوا عليها من الأساس ، وحينما يدركون انهم اخطأوا ستجدهم خافوا وعادوا في موقفهم بطلبون العفو والسماح .
" أنا مابخافش " حال إدارة الإسماعيلي في التصدي للازمة ، واعلنوا تصعيد فريق الناشئين لخوض المباريات ، الا انهم يخشون بطش الجماهير من تردي النتائج ، وسيعودون عن موقفهم حينا يبدي أي لاعب أي تنازل في الأزمة .
" أنا مابخافش" كان حال كل أعضاء مجلس إدارة النادي الأهلي" المعين " قبل الجمعية العمومية السابقة ، واكدوا انهم حققوا اكبر ميزانية في تاريخ النادي ، والحقيقة انهم كانوا يرتعدون من الخوف ، والدليل على ذلك انفاقهم الملايين على حملات إعلامية وحلقات مدفوعة الاجر من اجل تلميعهم وإظهار عكس حقيقة خوفهم ، وبالمناسبة صرف الملايين مازال مستمر .
" أنا مابخافش" حال كل " قبضايات " كل فرق الدوري الذين اعتادوا افتعال الازمات ، وحينما تظهر العقوبات تجده اول الأشخاص التزاما في الفريق ، والاعلان انه ابن النادي وكان الامر مجرد سوء تفاهم ، وسرعان ما يتكرر المسلسل من جديد.
"أنا مابخافش" حال الالتراس حينما يعلن نيته في افتحام أي مباراة ، وهو يعلم انه لا يستطيع التفكير في الاقتراب من اسوار الملعب ، وكل ما في الامر انه يكلف الامن زيادة في قوات التأمين وبالتالي زيادة في المصروفات التي يدفعها الشعب من الضرائب المفروضة عليه بسبب تصرفات فئة تخاف فعلا .
" أنا مابخافش " حال كل من يحاول التصدي لرئيس الزمالك مرتضى منصور حينما يتجاوز في حقه ، ووقتما تظهر " لمعة " السي دي " ، تجده يستضيف المستشار في حلقة ، ويسبح بحمده في الكواليس ، ويأخذ على نفسه عهد بالدفاع عنه اناء الليل واطراف النهار ، او تجد من كان يهدد بمقاضاته يقول " المسامح كريم ".
"أنا مابخافش" كلمة لابد ان تخرج من شخص مسؤول قادر بالفعل على تحمل تبعات موقفه ، فالأمور ليست كما يتخيلها البعض تحل بتصريحات "حنجورية " ستنسى بمرور الزمن ، لان الناس باتت اذكى من ان تنسى أي موقف .
" أنا مبخافش " لثقتي في الله ، التي ستدفعني دائما لانتقاد أصحاب المواقف المتلونة التي تورطنا جميعا في أزمات تستغرق وقتا وجهدا كثيرا للبحث عن حلول لها.