توقيت القاهرة المحلي 11:11:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غصة في القلب(4)

  مصر اليوم -

غصة في القلب4

جمال اسطيفي

في كل مرة يحلّ فيها موعد الألعاب الأولمبية إلا وتبدأ التخمينات بخصوص ما يمكن أن تحققه الرياضة المغربية، فالأمر يتعلق بأهم حدث رياضي عالمي، إذ  يجمع 10500 رياضي ورياضية من مختلف أنحاء العالم وتحديدا من 205 بلد، كما يستقطب أزيد من 20 ألف صحافي، و الآلاف من المرافقين هنا وهناك، لذلك، فإن الفرصة سانحة للتعلم، كما أن الكثير من الدروس تُقدّم بالمجان.

منذ أن وضعنا أقدامنا في ريو دي جانيرو لتغطية منافسات الأولمبياد 31،  وجدت نفسي رفقة عدد من زملائي نعقد مقارنات بين حال رياضتنا وحالها لدى بقية البلدان، وخصوصا تلك التي قطعت أشواطا مهمة في المجال، وأصبحت الرياضة لديها صناعة قائمة الذات، مثلما كان الحديث يأخذنا طويلا حول التغطية الإعلامية المذهلة والفوارق الكبيرة بين منظومة إعلامية مغربية أدمنت الجمود، وتغيب عنها الرؤية للحاضر كما المستقبل وإعلام عالمي يرصد إمكانيات كبيرة مالية .
فلدى الآخر لا مجال للصدفة، فجميع الأمور يتم ترتيبها بدقة متناهية، أما لدينا نحن فالصورة تبدو مختلفة تماما، بل إنها تترك غصة في القلب، و تدفعنا دائمًا للتساؤل لماذا لا نستفيد في كل مرة من أخطائنا، لماذا بدل أن نراكم الدروس الإيجابية، فإننا نراكم الفشل، ولماذا بدل أن نمضي إلى الأمام فإننا نتراجع إلى الخلف، وإلى متى سنظل دائما رهيني الأشخاص وليس المؤسسات!؟
هنا سأقدم بعض التفاصيل الصغيرة لما رأيته رؤى العين في ريو دي جانيرو بخصوص الحضور المغربي لنعرف كيف أننا لا نلقي بالا إلى الكثير من الأمور التي تبدو صغيرة لكنها في حقيقة الأمر مهمة جدا.
في القرية الأولمبية تبدو للعلم الوطني أهمية كبيرة جدا، إنه يرمز إلى البلد والأمة، لذلك بدا حرص البعثات الرياضية كبيرا على أن تزين أماكن إقامتها بأعلام بلدانها، ووضعها في قالب جميل الأمر الذي خلق فسيفساء جميلة تشد العين، لكن عندما ترمق بعينيك العلم المغربي في مقر إقامة البعثة المغربية، فإنك ستجد أن هذا العلم يبدو أشبه بغسيل فوق السطوح وليس علما لبلد يجر وراءه تاريخا ويجمع حوله أمة بأكملها، والمفارقة في القرية الأولمبية أن ما ينطبق على العلم المغربي ينطبق أيضا على علمي تونس والجزائر، فهما أيضا وضعا علمي بلديهما بطريقة غير مقبولة.
والسؤال الذي يطرح نفسه وبحدة، ما الذي كان يمنع من وضع العلم المغربي بشكل أفضل، هل تحتاج هذه الجزئية أيضا للإمكانيات..والمثير أن العلم المغربي بالقرية الأولمبية شبيه بالكثير من أعلام قنصليات المملكة التي "أكلتها" الشمس.
عندما نتجاوز هذه النقطة سنجد أن معظم الوفود الصحافية التي جاءت لتغطي أنشطة بلدانها، تنسق بشكل دائم مع الملحق الإعلامي لبعثتها، ويتم ترتيب مواعيد اللقاءات والكثير من الأمور الأخرى، وهنا لابد أن نشير مثلا إلى أننا عندما استفسرنا مسؤولة سويسرية عن حفل الختام الذي  يحتاج إلى تذكرة للحضور برغم توفرنا على اعتماد لتغطية الأولمبياد، بما أن الطلبات تكون كثيرة، فإنها قالت إنها تتمنى أن يكون مسؤول البعثة المغربية قد قام بعمله في طلب تذاكر الحضور للصحافيين المغاربة، لكنها عندما فتشت لم تجد أي شيء.
في الوقت الذي تتسابق فيه مختلف القنوات التلفزيونية من أجل تغطية الألعاب الأولمبية، حيث ترصد الكثير من الإمكانيات لهذا الغرض، فإن قنوات فيصل العرايشي الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة اختارت أن تغيب برغم أن لديها حقوق النقل التلفزيوني لآخر دورة أولمبية ستنقل بالمجان، وهنا سنتساءل مرة أخرى لماذا هذا الغياب، وهل يبدو مقبولا أن تغيب التلفزة العمومية عن حدث رياضي من هذا القبيل.
يقولون "العشاء الجيد كيبان من صباحو"، وهو ما ينطبق تماما على مشاركتنا في الأولمبياد، فكيف يمكن لنا أن ننتظر مشاركة فعالة، وأن يتألق رياضيونا في وقت عجز فيه المسؤولون عن تجاوز حاجز العلم المغربي، الذي سقطوا أمام امتحانه بالضربة  القاضية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غصة في القلب4 غصة في القلب4



GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 14:27 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تفسدوا فرحة ”الديربي“

GMT 12:40 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

خواطر التدريب والمدربين

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 23:17 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

١٠ نقاط من فوز الاهلي على سموحة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon