توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منطق الاحتجاج ضد "الفيفا"

  مصر اليوم -

منطق الاحتجاج ضد الفيفا

بقلم - محمد الروحلي

تقدمت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، باحتجاج رسمي لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، على القرارات التحكيمية التي أضرت في نظرها بمصلحة المنتخب الوطني خلال مشاركته بنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا.

وتضمنت المراسلة صورا ومقاطع فيديو، توضح الظلم التحكيمي الذي استهدف الفريق الوطني خلال هذا الحدث العالمي الذي يعرف بالمناسبة الكثير من الجدل بسبب استخدام تقنية "فار" لأول مرة في كأس العالم، واتهام طريقة استخدام هذه التقنية بالتحيز لخدمة مصالح المنتخبات الكبرى.

ووقفت رسالة الجامعة المغربية على حالات معينة لم يتم فيها اللجوء لتقنية الفيديو للتاكد من صحتها، موثقا مجموعة من الحالات في مباريات معينة، والتي أثرت كثيرا على نتيجة مباريات المغرب بالتحديد، إذ تم اللجوء إليها فقط، في الحالات التي كانت ضد الأسود، حسب مسؤولي الجامعة المغربية.

وينتظر أن يكون هناك رد من طرف (الفيفا) على هذه المراسلة التي تتضمن اتهاما صريحا بالتحيز، لتعزز بذلك اتهامات مماثلة صدرت من طرف باقي مكونات الكرة المغربية.

فالمدرب هيرفي رونار دعا الحكم الأمريكي مارك غيغير الذي قاد المقابلة ضد البرتغال إلى إعادة مشاهدة بعض اللقطات، ومحاولة التأكد من بعض قراراته التي منحت في نظره أفضلية لأصدقاء العميد كريستيانو رونالدو، مشيرا إلى أنه لا يريد إطلاق أحكام على الطاقم الذي قاد اللقاء حتى لا يتعرض لعقوبات من الاتحاد الدولي.

كما أن مجموعة من لاعبي المنتخب المغربي انتقدوا بشدة قرارات الحكام خلال قيادتهم المقابلات التي خاضوها سواء ضد إيرانأو البرتغال أو اسبانيا، وهو ما رد عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم بسرعة، رافضا اتهامات بعض لاعبي المنتخب المغربي، بشأن الأداء التحكيمي لغيغير الذي قاد مباراة "أسود الأطلس" أمام البرتغال.

ولم تكتف (الفيفا) بالرد أو التوضيح، بل عبرت عن إدانتها الشديدة لادعاءات لاعبي المنتخب، والتي جاءت مباشرة بعد المباراة ضد "الملاحين" والتي عرفت إقصاء المنتخب المغربي رسميا من الدور الأول من منافسات كأس العالم.

كما تابع الجميع دخول رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم فوزي لقجع أرضية الملعب للاحتجاج على قرار حكم المباراة ضد إسبانيا، عندما أشار بيديه إلى سوء استخدامه لتقنية الفيديو.

احتجاجات الجامعة واللاعبين والمدرب، عززتها أيضا الاحتجاجات التي قام بها الجمهور المغربي، حيث ردد المئات شعارات ورفعوا لافتات احتجاج على (الفيفا) خلال مباراة المغرب أمام إسبانيا بمدينة كالنينغراد، ينددون بالظلم الذي تعرض له المغرب، وتعمد (الفيفا) تغييب تقنية الفيديو خلال المباراة ضد البرتغال، وقد كشفت قنوات بريطانية وإيطالية "شرعية" ثلاث ضربات جزاء لصالح المنتخب المغربي.

وقد تطور الأمر إلى حد اعتقال المشجع المغربي ياسين عميري، هذا الأخير اختار الاحتجاج بطريقة حضارية، بسبب عدم تدخل الاتحاد الدولي في الانحياز الواضح للحكم الأمريكي الذي أدار مباراة المغرب والبرتغال، إذ ارتدى قميصا كتب عليه: "عار عليك يا فيفا.. عذرا للمغرب".

دام اعتقال المشجع المغربي حوالي ساعة ونصف، وبعد التحقيق معه، وتدخلت مصالح السفارة الأمريكية بموسكو، بحكم أنه يحمل أيضا الجنسية الأمريكية، أطلق سراحه، وطلب منه مغادرة التراب الروسي في ظرف لا يتعدى 48 ساعة.

كل هذه الأحداث المتتالية، وفي ظرف قياسي تظهر اتسام العلاقة بين مكونات الكرة المغربية والاتحاد الدولي بنوع من عدم الثقة، وجاءت لتنضاف إلى التوتر الشديد الذي عرفته حملة ترشيح المغرب لاحتضان مونديال 2026، خاصة بعد إنشاء لجنة "تاسك فورس"، مما اعتبره المغرب رغبة من إدارة (الفيفا) في إقصاء الملف المغربي قبل الوصول إلى مرحلة التصويت.

في هذا الملف بالذات كان الرد والرد المضاد، إلى أن انتهى الأمر عن طريق تصويت يعرف الجميع حيثياته وظروفه ونتيجته التي جاءت لصالح الملف الثلاثي بنتيجة ساحقة.

هذا المنطق الاحتجاجي الذي دشنه المغرب في علاقته بالاتحاد الدولي، يعتبر تعاملا مغايرا لما سبق، فلأول مرة تتجرأ دولة على الاحتجاج على أكبر هيئة دولية تشرف على كرة القدم بالعالم وبهذه الكثافة وهذه الحدة التي فاجأت المتتبعين خاصة وأنها تأتي من طرف دولة صغيرة لم يكن صوتها مسموعا بهذا الشكل وهذه القوة.

ننتظر رد الاتحاد الدولي، والذي يتوقع أن يذهب إلى حد اتخاذ عقوبات في حق الجامعة المغربية، والمطلوب هو أن يكثف المغرب علاقاته مع كل دولة لديها نفس المواقف ونفس المؤخذات على قرارات (الفيفا) في عهد جياني إنفانتينو، كما أنه من المصلحة الشروع مستقبلا في التنسيق مع أطراف أخرى تطمح إلى تعامل أكثر إنصافا وأكثر عدلا مما نراه اليوم في عالم كرة القدم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منطق الاحتجاج ضد الفيفا منطق الاحتجاج ضد الفيفا



GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 12:59 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 12:32 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الأبطال أمانة

GMT 12:33 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

إنه زمن الفنون

GMT 20:10 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الدرس الألماني

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon