بقلم حسن المستكاوي
** أحداث الأمم الأوروبية تشدنا، ويكفى أن تقوم بزيارة أى ناد، أو العبور أمام مقهى لترى كيف يتابع المصريون مباريات البطولة وكأن منتخب مصر طرف فيها. وتلك المتابعة ليست غريبة على المجتمع المصرى أو العربى، ففى لبنان والعراق والأردن وتونس والخليج ينقسم الناس إلى ألمان وفرنسيين وإيطاليين وبلجيكيين وإسبان.. فالمائدة عامرة، وهناك 24 دولة ويمكنك أن تختار من تشاء.. وكنت اخترت الإنجليز بسبب البريمير ليج.. وليس للأمر علاقة بأى أمل فى فوز إنجلترا باللقب، ففى أحيان كثيرة لا يكون الفريق الذى تشجعه اختيارا وإنما قدرا..!
** فعلها منتخب الأسود الثلاثة مرة أخرى، وهو يفعلها منذ سنة 1958، فلم يفز بمباراته الأولى فى الأمم الأوروبية، وظل متقدما على روسيا حتى الدقيقة 92، ثم تعادل ولا يوجد قسوة فى كرة القدم مثل هدف يدخل مرمى فريقك فى الدقيقة الأخيرة. وباتت أحاديث وتصريحات روى هدسون المدير الفنى للفريق مكررة، ولا لزوم لها. ويدرك أى مواطن مصرى يجلس على مقهى ريش فى القاهرة أن الدورى الإنجليزى لاعلاقة له بالمنتخب الإنجليزى بينما لا يدرك ذلك المدير الفنى للمنتخب الإنجليزى.. فهو الذى قال قبل مباراته الأولى: «هؤلاء الأولاد يتألقون مع أنديتهم فى الدورى، وهم قادرون على فعل ذلك فى هذه البطولة»..!
** الفارق بين الدورى وبين المنتخب تحدثنا عنه عشرات المرات على مدى عشرات السنين.. ومنه طبيعة المنافسة المحلية ومفاهيم اللعبة فى الدورى، ومهارات اللاعبين، وتنوع الأساليب الدولية، وهو ليس أمرا شائعا فى البريمير ليج.. ومع ذلك تفوق المنتخب الإنجليزى أمام روسيا، وفاز باستحواذ بنسبة 59 % مقابل 41 % لروسيا، ولكن فريق الأسود الثلاثة تراجع فى نهاية المباراة تاركا الساحة للروس.. وإذا كان فاردى هو أخطر مهاجمى الدورى الإنجليزى الذى يعجب به هدسون فلماذا لم يبدأ به اللقاء وفضل آدم لالانا؟
عدم إشراك فاردى يعود إلى عدم نجاحه فى مباراة إنجلترا وتركيا الودية، وهو السبب الوحيد الذى دفع هدسون إلى عدم الدفع به فى مباراة روسيا، لكن مباراة ودية واحدة لا تلغى موسما كاملا تألق فيه لاعب وهداف ليستر سيتى..
** الآن أصبح المدير الفنى مطالبا بتغيير التشكيل أمام ويلز يوم الجمعة المقبل وربما عليه التخلى عن طريقة اللعب 4/1/2/3 وتعديل مركز رونى الذى عاد للخلف قليلا فى هذه المباراة.
** العنف الأسود طل برأسه على مارسيليا. نشبت معركة بين المشجعين الإنجليز والروس قبل وأثناء وبعد المباراة. ووصف كبير مشجعى إنجلترا كيفين مايلز الحرب بأنها بدأت بعدوان روسى شنه الجمهور وكان من الطبيعى أن يرد الإنجليز دفاعا عن أنفسهم.. وهو ما تضمنه تقرير للاتحاد الأوروبى لكرة القدم، الذى قد يوقع عقوبات على روسيا. وانتقد مايلز أداء الشرطة الفرنسية وتدخلها العنيف لفض الاشتباكات.. إلا أن شهود حرب الشوارع اتهموا الجمهور الإنجليزى ببدء القتال الذى كان تكرارا لمعركة سابقة فى مارسيليا بينهم وبين مشجعى تونس عام 1998، وهو ما وصفته الصحف البريطانية بالعار وكان ذلك القتال والحرب بمثابة عودة إلى السنوات السوداء وهى سنوات الثمانينيات والتسعينيات التى شهدت ظاهرة الهوليجانز وترتب عليها سقوط عشرات الضحايا والإصابات، ولم تعالج إلا بقوانين وتشريعات قدمتها حكومة تاتشر.. لكن المرض الذى سكن سنوات عاد!