بقلم: د. طارق الأدور
ما أن اعلن الجهاز الفني لمنتخب مصر القائمة الأولية التي تضم 25 لاعبا للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها مصر الشهر القادم، إلا وقامت الدنيا ولم تقعد وطالت الإنتقادات كل أفراد الجهاز الفني حول أحقية بعض اللاعبين في الإنضمام على حساب آخرين لم يقدموا نفس مستوياتهم.
والحقيقة أنه لم يحدث في التاريخ ان تم إختيار تشكيلة أي منتخب على وجه الأرض دون أن تطال الإتهامات الجهاز الفني حول مجاملة هذا أو ذاك بالإنضمام للمنتخب على حساب آخرين دونهم قدموا عطاء أفضل في الفترة الأخيرة التي تسبق الإختيار.
ودائما تكون الإختيارات بالنسبة للمدير الفني غير خاضعة بنسبة مائة في المائة للمعايير الفنية التقليدية ودائما ما تصدق وجهة نظر المدير الفني في حالة واحدة وهي تحقيق بطولة أو لقب دولي وعندئذ يتراجع كل المعارضين.
وأذكر أن منتخب مصر بأجهزته التي توالت على المنتخب كانت تستبعد نخبة من اللاعبين المشاهير والكبار مثلما فعل مثلا حسن شحاته أكثر من مرة خلال فترة توليه للمهمة في الحقبة الذهبية التي فازت مصر خلالها بكأس الأمم الأفريقية 3 مرات متتالية وسكت النتقدين أمام الفوز. فقد إستبعد مثلا حازم إمام في 2006 وضم وقتها حسام حسن وكان في الأربعين من عمره، ووقتها سجل حسام وأصبح اكبر من يهدف في تاريخ كأس الأمم، وإستبعد شيكابالا من تشكيلة 2008 وهو في أوج تألقه لشعوره بأن مثل هذا اللاعب قد يؤثر على إستقرار الفريق، وعاد شحاته وإستبعد ميدو من تشكيلة 2010 وضم بدلا منه جدو الذي أنصفه بالفوز بلقب هداف البطولة>
وفي كأس العالم الماضية قامت الدنيا على المدير الفني الأرجنتيني خورخي سامباولي لعدم ضم مهاجمه إيكاردي، ونفس الحال مع الأسباني روبيرتو مارتينيز المدير الفني لبلجيكا الذي رفض ضم نجم وسطه نانجولان.
وعودة إلى خيارات المكسيكي خافيير أجيري الأخيرة فأنا أرى أن هناك 3 لاعبين فقط تعرضوا للظلم بعدم الإنضمام للمنتخب الوطني وهم محمد عواد الذي يغيب للمرة الثالثة في البطولات الكبرى بعد كأس الأمم 2017 وكأس العالم 2018 رغم انه كان أفضل حارس مرمى مصري في الموسمين الأخيرين.
أما الثاني فهو محمد هاني الذي يقدم موسما إستثنائيا مع الأهلي وإنضم اكثر من مرة في معسكرات مختلفة ولكنه تجاوزه الإختيار في البطولة الأكبر، ثم يأتي ثالث المظلومين عبد الله جمعة الظهير الأيسر والذي حل اكبر مشكلة في تشكيل الزمالك هذا الموسم.
وقد يطالب البعض بضم كهربا الذي أرى أن سبب عدم ضمه هو نفس السبب الذي دعى حسن شحاته من قبل لعدم ضم شيكابالا وهو في اوج تألقه.
أما أسباب غياب الثلاثي الأكثر ظلما فأري ان عواد لو إنضم للأهلي أو الزمالك فستكون فرصه محققة في الإنضمام للمنتخب لأنه في هذه الحالة سيكتسب الخبرات الأفريقية من المشاركة في بطولات الأندية بجانب ان حراس الأهلي والزمالك بشكل خاص يكونون دائما تحت الأضواء.
ومحمد هاني غاب لأنه سيء الحظ بعدم اللعب في التشكيل الأساسي للأهلي بعد شفاء أحمد فتحي وهو من وجهة نظري أحسن ظهير أيمن في مصر الآن.
أما الثالث وهو عبد الله جمعة فقد يكون تقييمه أنه رائع في الواجبات الهجومية ولكنه ليس كذلك دفاعيا بحكم أن أغلب الأهداف التي دخلت مرمى الزمالك كانت من ناحيته، ولكن هنا نطرح التساؤل، لماذا لم ينضم ليكون أحد الأجنحة تحت رأس الحربة وهو مركزه الأصلي وأعتقد انه من بين الأفضل في مصر في هذا المكان.