توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

له سوابق سيدي القاضي

  مصر اليوم -

له سوابق سيدي القاضي

بقلم : المهدي الحداد

دخل عادل تاعرابت جلسة محاكمته والنظر في إمكان نيله العفو، وامتثل أمام القضاة برأس مطأطأ وعيون خجولة، تترقب حكم الاستئناف وهو المحكوم ابتدائيا بالتشطيب عليه والاستبعاد نهائيا، لتُهم عديدة مع سبق الإصرار والترصد. وانطلقت الجلسة بحضور غفير لمتابعين ومحامين بين مؤيد ومعارض، وبدأت بكلمة القاضي الذي أعلن افتتاح الجلسة ومعه ملف المتهم، والمُطالب بالعفو عنه وتمتيعه بالسراح من قضبان التهميش والإقصاء، وإعادته لأرض الوطن كأسد عائد للعرين بعد غياب دام 4 سنوات.

أخذ محامي عادل الكلمة وقال مدافعا: "موكلي عوقب بما فيه الكفاية وعانى بشدة في حياته الشخصية والرياضية، يكفي أنه قضى سنوات في التيه والطيش، أضاع فيها أزهى فترات شبابه، لقد تغيرت أشياء كثيرة بين الأمس واليوم، وموكلي أصبح ناضجا ومسؤولا، يميز بين الصديق والعدو، الصالح والطالح، الخير والشر، أعتقد أنه جمع حبات العقد التي كانت متناثرة في خلايا دماغه، وبات في كامل قواه العقلية والبدنية، بعدما ظل يوصف بالمجنون والمتهور والمشاغب".

وتابع ممثل هيئة الدفاع مداخلته قائلا: "ألتمس منكم سيدي القاضي تمتيعه بالصفح والعفو، لم نكن نخطط لاستئناف الحكم الابتدائي في البداية، لكن بعدما أصلح موكلي عيوبه واستفاد من العقوبة واستخلص الدروس، رأينا أنه من المجحف أن يبقى سجين التهميش والإقصاء والحرمان من معاودة تمثيل بلده، لقد استبدل أنيابه بأخرى أكثر حدة وشراسة وقوة، وهو جاهز تماما للعودة إلى العرين الذي اشتــاق له".

انتهى كلام المحامي وطلبت النيابة العامة التدخل فسُمح لها بذلك، وجاء في كلمتها: "سيدي القاضي، هذا المتهم له سوابق كثيرة، ولا يمكن أن يتم الصفح عنه هكذا بين عشية وضحاها، هو معتاد أن يخلق المشاكل ثم يطلب العفو بعدها، بحجة أنه ندم ولن يرجع لتكرار فعلته، لكن ما إن يتم الصفح عنه وإعطائه فرصة أخرى حتى يقوم بفعل أكثر سوءا، هذا الرجل كسول وعاشق للمشاكل والفوضى، ولا يرتاح إلا في خلق الفتن والشغب، أذكركم أنه تشاجر مع 6 مدربين في مسيرته الكروية وتبادل السب والشتم مع سرب من الزملاء، فئة عريضة من الشعب المغربي لا تحبه ولا تتذكر له سوى الزلات والكوارث، مع ود قليل من أولئك الذين يعشقون فيه الموهبة الطائشة، رجوعه إلى الفريق الوطني شيء مستفز وغير عادل، وأمر يشجع على الفوضى، ويتعارض مع قدسية تمثيل الوطن وشرف تشريفه".

رفع عادل رأسه بعد سماع ما قالته النيابة العامة متلعثما ببعض الكلمات في همس، قبل أن يمنحه القاضي حق التعقيب، فأطلق العنان للسانه ثائرا: "إرحموني رجاءا، لماذا لا تنظرون إلي كيف أصبحت، وتصرون على إستحضار مخلفات الماضي الحزين، لقد كنت في حياة وجئت إلى حياة أخرى، الشغب والكسل والتهور أمسوا من الأمس، لم أعد أسهر الليالي وأتكاسل في التداريب، أعترف أنني كنت طائشا لا يهمني شيء، خسر فريقي أو ربح لا أتفاعل، آكل وأشرب وقتما شئت وأخرج وقتما أريد، أبحث عن استعراض المهارات ولا أسمع للتعليمات، ولا ألتزم بالتكتيك، كل هذا زال لأنني كدت أنتحر كرويا بعدما رفضت عدة محاولات للنجدة".

وأردف المتهم قائلا بنبرة حزينة محاولا إثارة عطف الحضور: "أتدرون؟ لم أتدرب في حياتي بقسوة كما تدربت مع جنوة في الصيف الماضي، لقد أمهلني المدرب أسبوعا واحدا لكي أواصل معهم أو يرموني في سلة المهملات، فقدت 11 كيلوغراما من وزني في ظرف 3 أسابيع فقط، وغيرت نظام حياتي فأصبح كل ما أفعله مبرمجا، عدت إلى توهجي ورشدي واسئلوا عني المقربين، رجاءا إمسحوا ماضيي عندكم، عادل آخر رأى النور، أريد الصلح والعفو، وأرغب بشدة في رجوعي إلى وطني وعريني، لقد اشتقت لكم كثيرا".

وعلى رنة صوته الهادئ العطوف هذا، وبين ردود أفعال الحاضرين في القاعة بين مقتنع ورافض، أعلن القاضي رفع الجلسة والدخول في مداولة، وتأجيل النطق في الحكم إلى متم الشهر الجاري حيث تاريخ الإعلان عن لائحة الأسود لمواجهة الغابون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

له سوابق سيدي القاضي له سوابق سيدي القاضي



GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الوزراء والكرة

GMT 10:22 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أسقطوك يا "عميد"

GMT 00:12 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

وداد الأساطير

GMT 06:26 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

استثناء في غابة الرياضة المصرية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon