توقيت القاهرة المحلي 12:38:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

له سوابق سيدي القاضي

  مصر اليوم -

له سوابق سيدي القاضي

بقلم : المهدي الحداد

دخل عادل تاعرابت جلسة محاكمته والنظر في إمكان نيله العفو، وامتثل أمام القضاة برأس مطأطأ وعيون خجولة، تترقب حكم الاستئناف وهو المحكوم ابتدائيا بالتشطيب عليه والاستبعاد نهائيا، لتُهم عديدة مع سبق الإصرار والترصد. وانطلقت الجلسة بحضور غفير لمتابعين ومحامين بين مؤيد ومعارض، وبدأت بكلمة القاضي الذي أعلن افتتاح الجلسة ومعه ملف المتهم، والمُطالب بالعفو عنه وتمتيعه بالسراح من قضبان التهميش والإقصاء، وإعادته لأرض الوطن كأسد عائد للعرين بعد غياب دام 4 سنوات.

أخذ محامي عادل الكلمة وقال مدافعا: "موكلي عوقب بما فيه الكفاية وعانى بشدة في حياته الشخصية والرياضية، يكفي أنه قضى سنوات في التيه والطيش، أضاع فيها أزهى فترات شبابه، لقد تغيرت أشياء كثيرة بين الأمس واليوم، وموكلي أصبح ناضجا ومسؤولا، يميز بين الصديق والعدو، الصالح والطالح، الخير والشر، أعتقد أنه جمع حبات العقد التي كانت متناثرة في خلايا دماغه، وبات في كامل قواه العقلية والبدنية، بعدما ظل يوصف بالمجنون والمتهور والمشاغب".

وتابع ممثل هيئة الدفاع مداخلته قائلا: "ألتمس منكم سيدي القاضي تمتيعه بالصفح والعفو، لم نكن نخطط لاستئناف الحكم الابتدائي في البداية، لكن بعدما أصلح موكلي عيوبه واستفاد من العقوبة واستخلص الدروس، رأينا أنه من المجحف أن يبقى سجين التهميش والإقصاء والحرمان من معاودة تمثيل بلده، لقد استبدل أنيابه بأخرى أكثر حدة وشراسة وقوة، وهو جاهز تماما للعودة إلى العرين الذي اشتــاق له".

انتهى كلام المحامي وطلبت النيابة العامة التدخل فسُمح لها بذلك، وجاء في كلمتها: "سيدي القاضي، هذا المتهم له سوابق كثيرة، ولا يمكن أن يتم الصفح عنه هكذا بين عشية وضحاها، هو معتاد أن يخلق المشاكل ثم يطلب العفو بعدها، بحجة أنه ندم ولن يرجع لتكرار فعلته، لكن ما إن يتم الصفح عنه وإعطائه فرصة أخرى حتى يقوم بفعل أكثر سوءا، هذا الرجل كسول وعاشق للمشاكل والفوضى، ولا يرتاح إلا في خلق الفتن والشغب، أذكركم أنه تشاجر مع 6 مدربين في مسيرته الكروية وتبادل السب والشتم مع سرب من الزملاء، فئة عريضة من الشعب المغربي لا تحبه ولا تتذكر له سوى الزلات والكوارث، مع ود قليل من أولئك الذين يعشقون فيه الموهبة الطائشة، رجوعه إلى الفريق الوطني شيء مستفز وغير عادل، وأمر يشجع على الفوضى، ويتعارض مع قدسية تمثيل الوطن وشرف تشريفه".

رفع عادل رأسه بعد سماع ما قالته النيابة العامة متلعثما ببعض الكلمات في همس، قبل أن يمنحه القاضي حق التعقيب، فأطلق العنان للسانه ثائرا: "إرحموني رجاءا، لماذا لا تنظرون إلي كيف أصبحت، وتصرون على إستحضار مخلفات الماضي الحزين، لقد كنت في حياة وجئت إلى حياة أخرى، الشغب والكسل والتهور أمسوا من الأمس، لم أعد أسهر الليالي وأتكاسل في التداريب، أعترف أنني كنت طائشا لا يهمني شيء، خسر فريقي أو ربح لا أتفاعل، آكل وأشرب وقتما شئت وأخرج وقتما أريد، أبحث عن استعراض المهارات ولا أسمع للتعليمات، ولا ألتزم بالتكتيك، كل هذا زال لأنني كدت أنتحر كرويا بعدما رفضت عدة محاولات للنجدة".

وأردف المتهم قائلا بنبرة حزينة محاولا إثارة عطف الحضور: "أتدرون؟ لم أتدرب في حياتي بقسوة كما تدربت مع جنوة في الصيف الماضي، لقد أمهلني المدرب أسبوعا واحدا لكي أواصل معهم أو يرموني في سلة المهملات، فقدت 11 كيلوغراما من وزني في ظرف 3 أسابيع فقط، وغيرت نظام حياتي فأصبح كل ما أفعله مبرمجا، عدت إلى توهجي ورشدي واسئلوا عني المقربين، رجاءا إمسحوا ماضيي عندكم، عادل آخر رأى النور، أريد الصلح والعفو، وأرغب بشدة في رجوعي إلى وطني وعريني، لقد اشتقت لكم كثيرا".

وعلى رنة صوته الهادئ العطوف هذا، وبين ردود أفعال الحاضرين في القاعة بين مقتنع ورافض، أعلن القاضي رفع الجلسة والدخول في مداولة، وتأجيل النطق في الحكم إلى متم الشهر الجاري حيث تاريخ الإعلان عن لائحة الأسود لمواجهة الغابون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

له سوابق سيدي القاضي له سوابق سيدي القاضي



GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الوزراء والكرة

GMT 10:22 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أسقطوك يا "عميد"

GMT 00:12 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

وداد الأساطير

GMT 06:26 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

استثناء في غابة الرياضة المصرية

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:32 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
  مصر اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة لأ ثواني

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon