توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عشق مصر ...في عيون السعدي وأبوظبي الرياضية

  مصر اليوم -

عشق مصر في عيون السعدي وأبوظبي الرياضية

بقلم : د. طارق الأدور

لم أتحدث مرة واحدة رياء عن أي جهة خارج مصر ولكنني اجد نفسي مبهورا بأداء قناة أبوظبي الرياضية خلال حفل قرعة كأس الأمم الأفريقية، تغطية إعلامية يمكن أن نعتبرها نموذجا لإستغلال الحدث من أجل فائدة الدولة المنظمة للحدث.
وللأسف لم تقم أي قناة محلية داخل مصر بتسليط الأضواء على مصر قلب الأمة العربية مثلما قامت قناة أبوظبي، ومذيعها العاشق لتراب مصر "يعقوب السعدى" فنالت إحترام كل المصريين، ومنحت إعلامنا درسا في فن الإعلام، وكيف يمكن إستغلاله الإستغلال الأمثل من أجل الوطن الذي هو أوسع وأرحب من مجرد لعبة أو رياضة تقام على ارض المحروسة.
وبداية يجب ان يعلم إعلام مصر ان حدث مثل قرعة كأس الأمم والذي إستضافه أبهى مسرح تاريخي ووجداني في العالم وهو سفح الأهرامات، لا يمكن أن تصب عليه الأضواء كحدث رياضي فقط من خلال التركيز على النقاط الفنية والكروية وموازين القوى المعتادة في مثل هذه الأحداث، بل يجب أن يتجاوز الأمر ذلك إلى التغلغل في ما يملكه الوطن من تراث حضاري وتاريخي لا يضارع، وما يملكه الشعب المصري من قدرة على التحدي والإبهار بما يملكه من موروثات ثقافية وإجتماعية تجعله يصنع المعجزات في الوقت المناسب.
قناة أبوظبي قررت التخلي عن أولويات التغطية في مثل هذه الأحداث لإعلامنا، وهي الإهتمام بالجوانب الفنية وموازين القوى الفنية والمميزات البشرية لكل منتخب والأبرز والأقوى في المنافسة على اللقب، لتتحول الى تقديم حفل كبير في حب مصر.
القدير يعقوب السعدى قرر ان يخرج من تلك البوتقة إلى الدخول في وجدان المصريين وحياتهم الإجتماعية ومشاعرعم وعاداتهم وتقاليدهم، بداية من العلاقة المصرية بطبق الفول والكشري والتنزه على كورنيش النيل أو شاطئ الأسكندرية بما تحمله ذكريات كل مواطن مصري بهذه الأماكن، والإنتقال إلى الأماكن التي تحمل عبق التاريخ مثل الأزهر والحسين والمقاهي في تلك الأماكن والتي إستضافت على مدى التاريخ كبار الكتاب والفنانين والمبدعين، ثم التحول إلى الحديث عن الحضارة المصرية القديمة وإرتباطها بآثارنا التي تبهر العالم بداية بالأهرام وأبو الهول التي إستضافت الحدث ويتمنى مشاهدتها أي مواطن في العالم، ومرورا بنهر النيل اطول أنهار العالم الذي تعتبر مصر هبته كما وصف المؤرخ هيرودوت مصر بها فى الفصل الخامس من الجزء الثانى من كتابه
السعدي إنتقل برشاقة بعدها إلى النهضة الحديثة على مستوى الإنشاءات والطرق وكانت النقلة الكبيرة من الأماكن الشعبية إلى الطراز المعماري الحدث بالعاصمة الإدارية الجديدة، ثم وهو الأهم عرضا لتطوير الملاعب المصرية لتواكب نظيرتها في أوروبا ومعدن الشعب المصري في التعامل مع التحديات لدولة تنظم بطولة بمشاركة 24 منتخبا لأول مرة وكيفية إعداد البنية التحتية كاملة في اقل من 5 شهور
إسمحوا لي أن أنقل بعضا مما قاله السعدي وفريق إعداده من المصريين: "من الهرم الأكبر في مشهد رائع..لقاء استثنائي بين مجد ومجد.. بين بطولة وتاريخ..ننشد إشراقة شمس تنساب كالمعجزات لتهبط على الكأس في لحظة ميلادها، أهلاً بكم على أرضكم.. كأس أفريقيا تستأذن حراس الحضارة كي تكون هنا."
كلمات تشعرك بقيمة وطنك في عيون الأشقاء برؤية قد لا يدركها من يعيشون على أرض الوطن وينعمون من خيره، وتخرج بهم من حالة إحباط وقتي نتيجة صعوبة الحياة، إلى آفاق جديدة من الأمل بغد أفضل. شكرا لمدرسة ابوظبي الإعلامية !!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عشق مصر في عيون السعدي وأبوظبي الرياضية عشق مصر في عيون السعدي وأبوظبي الرياضية



GMT 14:27 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تفسدوا فرحة ”الديربي“

GMT 12:40 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

خواطر التدريب والمدربين

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 23:41 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

كيف قاد فايلر الاهلي للسوبر بمساعدة ميتشو ؟

GMT 06:22 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

وحيد .. هل يقلب الهرم؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon