توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الناشر المكتبي

  مصر اليوم -

الناشر المكتبي

القاهرة - يونس الخراشي

في زمن مضى كان الإنجاز الرياضي هو الهم الأساسي لرجال الإعلام. لأن الرياضة المغربية كانت تنتج لنا أشياء نفتخر بها. اليوم تغير كل شيء إلى الأسوأ. أصبح رجل الإعلام مجرد ناشر مكتبي. ينقل أخبار الصراعات الداخلية بين أعضاء المكتب المسير. يكتب تصريحات منسوبة لمنخرطين غاضبين. يعجل لنشر كل خبر عن مشكلة لها صلة بالماء والكهرباء، وحوادث لا صلة لها بالملاعب.
شهد المغرب، خلال الأيام الأخيرة، تظاهرات رياضية كبيرة. وشارك في أخرى. لكن لم يكن لها أي صدى يليق بها في إعلامنا. فنحن مشغولون بالصراعات الزائفة، وليس لدينا وقت كي نهتم بالتداريب، والمعسكرات، والمباريات، والمنافسات، والبطولات، في أنواع رياضية أخرى غير كرة القدم، مثل التايكواندو، وكرة اليد، وكرة السلة، والدراجات الهوائية، وغيرها.
بالقياس على ذلك، سنهتم جميعا بضربة جزاء "مشكوك في صحتها"، أعلنها حكم لفائدة الدفاع الحسني الجديدي ضدا على سريع وادي زم. دون أن نهتم لأشياء أخرى ربما أكثر أهمية، مثل المشاركة المغربية في بطولة العالم للتايكواندو، وبطولة العالم للدراجات، والبطولة العربية لكرة اليد، وبطولات أخرى لها وزن ثقيل، وتستحق تغطية ثقيلة أيضا.
ستسيل ضربة الجزاء إياها الكثير من المداد. سيكتب عنها الجميع. بمن فيهم نحن طبعا. وستدور حولها مسلسلات فيها ما هو واقعي وطبيعي ومعقول ومتزن، وفيها ما هو أشبه بفيلم للخيال العلمي. وسيحيك بعضهم، في مواقع "عاجل" و"انفراد" و"شوف أش وقع" و"ها الخبار ديال بصح" ووو، مقالات لا رأس لها ولا قدمين، فلا تصلح للقراءة ولا للكتابة أصلا.
هناك مشكلة "ديال بصح" يعيشها الإعلام الرياضي المغربي. ليست وليدة اليوم طبعا. غير أنها استفحلت بقوة، حتى صارت معضلة مشتبكة الخيوط، يصعب حلها. منها ما هو ذاتي وما هو موضوعي. فلا أحد ينكر أن صحافتنا، عموما، تعيش على وقع مشاكل لا حصر لها استدعت الاقتصار على العمل من المكتب. إلى أن صحت تسميتنا اليوم بـ"الناشر المكتبي".
ومن عجب، فإن هذه الوضعية العبثية لإعلامنا الرياضي تصب في مصلحة الكثير من المسيرين لجامعاتنا، وفرقنا، ممن يهمهم الكلام الفارغ، حتى يفرغوا كل شيء من محتواه. خاصة أهل كرة القدم. ذلك أن أهل الرياضات الأخرى منسيون. لا يهتم بهم أحد. "ممسالينش ليهم". اللهم إن علم أحدنا أن مسؤولا ما، أو رياضيا، ما، سقط في مشكلة أخلاقية، أو أصيب في حادثة سير، أو ألقي عليه القبض، أو وضع اسمه في قائمة المطلوب التحقيق معهم. أي في ما لا صلة له بالرياضة عموما.
ما الحل؟
هناك من يقول إن هبوط الرياضة المغربية إلى الحضيض هوى بالإعلام الرياضي. وهناك من يقول إن الإعلام الرياضي جر الرياضة، رغم كل خيباتها، إلى الحضيض جرا، بتركيزه على أشياء بعيدة عن الملاعب والقاعات والمسابح وميادين التدريب والحلبات.
وما الحل؟
أن نعترف أولا أننا إزاء انزياح عن الواجب الإعلامي. ثم نتباحث في الوضع داخليا، ومع محيطنا الرياضي. ونبدأ بالعمل بالتدريج لهدف مرسوم، بميثاق أخلاقي ملزم للجميع.
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الناشر المكتبي الناشر المكتبي



GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الوزراء والكرة

GMT 10:22 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أسقطوك يا "عميد"

GMT 00:12 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

وداد الأساطير

GMT 06:26 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

استثناء في غابة الرياضة المصرية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon