محمد كمال مرتضى
موسم بعد أخر سنوات تلو السنوات يرفض الفرنسي ارسين فينجر مدرب ارسنال التسليم بواقع الحال والإمتثال لقواعد الفوز ، وصرف الأموال الكثيرة من أجل العودة لمنصات التتويج التي غاب عنها طويلاً ، مما جعل الجماهير الوفية لفريق "المدفعجية" تعتبره حجر عثرة امام طموحاتهم للفوز بأي لقب يتنافسون عليه .
يتضح ذلك كثيراً حينما يلعب ارسنال ضد الكبار ، وحينما يكتشف فينجر الفوارق الضخمة بينه وبين كل الأندية التي تتنافس على الفوز بالالقاب الكبيرة ، فيجد أن من يراهن عليهم للفوز بالالقاب لايرتقون ابداً للمستوى الذي يكون عليه المنافسين الذين يعدون العدة ويتنازلون عن اموال كثيرة لقاء تحقيق امالهم واسعاد جماهيرهم .
ولأن الأمثال تقول أنه لو دامت لغيرك لما وصلت اليك ، فقد أصبح على المدرب الفرنسي العجوز صاحب الــ66 عاماً التفكير جدياً في ترك الأمور بالكامل لشخص أخر يستطيع تحقيق ماحققه فينجر نفسه في بداياته مع ارسنال اواسط التسعينات ، حينما حول المدفعجية إلى فريق لايقهر بأسلوب لعب مميز للغاية لم يسبقه إليه أي فريق انجليزي بما فيهم العملاق مانشستر يونايتد بقيادة مدربه المخضرم السير اليكس فيرجسون
الإعتماد على فريق شاب قد يفيد ارسنال في بطولات جانبية مثل كأس الإتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة المحترفة ، لن يفيده ابداً في صراعات العملاقة في دوري ابطال اوروبا والدوري الإنجليزي ، لأن الواقع يقول أن يوفنتوس دفع مبلغ 94 مليون يورو لضم هيجواين البالغ من العمر 29 عاماً ، في الوقت الذي يعاني ارسنال مع ادارة اولمبيك ليون الفرنسي لضم لاكازيت مقابل 50 مليون جنيه استرليني ، وهو لاعب لم يتم استدعاءه للمشاركة في بطولة كأس امم اوروبا مع منتخب فرنسا .
مشكلة ارسين فينجر أنه يعيش في عصر أخر ، هو يظن انه سيكون قادراً على الفوز ومقارعة الكبار بلاعبين نصف مشهورين ، وبأسعار زهيدة ، وكأننا لازلنا في عام 1996 ، في حين ان المنافسين لايدخرون جهداً في البحث عن أفضل اللاعبين لضمهم إلى صفوفهم للفوز بالألقاب وتحقيق المجد ، الذي غاب عن ارسنال منذ سنوات طويلة ، ولايعلم الا الله وحده متى سيعود !