توقيت القاهرة المحلي 07:46:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

احذر يا زياش

  مصر اليوم -

احذر يا زياش

بقلم - المهدي الحداد

جذبتني حادثة اصطدام حكيم زياش الأخيرة مع جماهير أجاكس، لاستحضار ما وقع لمنير الحمداوي مع نفس الأنصار قبل 5 سنوات وبعده مباشرة وقع مواطنه إسماعيل العيساتي في الفخ. الصورة مشابهة والسيناريو ذاته والضحايا من جنسية واحدة، مما يؤكد أن المستهدف هم المغاربة الذين يحملون قميص كبار أجاكس، ويلعبون خصوصا بشكل رسمي ويتألقون، لكنهم لا يجدون الإقبال والترحيب من فئة كبيرة من جمهور الفريق وبعض مكوناته والصحافة المقربة منه.

الهولنديون يريدون تجنين المسكين زياش والرقص على أوتار أعصابه، باستفزازه المتكرر في كل مباراة داخل وخارج الميدان، سجل أو مرر لا يهم، المهم هو إطلاق صافرات الاستهجان والسخط والسب بعيدا عن الروح الرياضية والحياد والمنطق.

غريب فعلا أمر هؤلاء، والذين بالمناسبة يعتنق الكثير منهم الديانة اليهودية، فهم يقذفون زياش ويهاجموه في الملاعب والتدريب، لسبب بسيط أنه لا يوقع الكثير من الأهداف ويلعب بشكل فرجوي ولا يستحق رقم 10، متجاهلين عن قصد أنه ليس بهداف ولا قناص، وإنما صانع ألعاب مقيد وموهوب يميل إلى المراوغة وخلق الفارق بالموهبة والفرديات.

صحيح أن حكيم لم يعد يسجل كما كان يفعل مع تفينتي، ولم تعد أرقامه كالسابق حينما كان يوقع 17 هدفا ويصنع 12 في الموسم الواحد بالإيرديفيزي، إلا أنه غير مذنب بتاتا في التراجع الحاصل على مستوى الإحصاءات، إذ يعتبر ثالث لاعب يخلق الفرص ويسدد في البطولة الهولندية، لكن في غياب النجاعة والحظ على غير العادة.

كما أن المدرب السابق لأجاكس بيتر بوش هو من قصّ أجنحة زياش، وأمره بالتقيد بصناعة اللعب في الرواق الأيسر وعدم الصعود كثيرا للهجوم، والالتزام بمساندة الدفاع مع هامش قليل من الحرية في التسديد والتهديد المباشر وتنفيذ ضربات الجزاء، ورغم كل هذا فمردود الأسد غاية في الإمتاع والإقناع، وخير دليل إختياره كرجل المباراة في عدة نزالات وحصوله بشكل شبه دائم على تنقيط يفوق 8/10.

زياش الصامت صبر كثيرا قبل أن ينفجر الأسبوع الماضي، بحركة يد أثارت زوبعة كبيرة في هولندا، طالب من خلالها جمهور أجاكس بإخراس الأفواه والتوقف عن الانتقادات، وذلك مباشرة بعد تسجيله لهدف رائع ضد بريدا، ليعود بعدها بثلاث أيام ويسجل هدفا لا يقل روعة، رافضا الاحتفال به وممسكا يديه في رسالة إحتجاج أوضح ورد جديد.

شنآن حاد وقمة الاحتقان وصلت إليها علاقة زياش بالأنصار، ليذوق من نفس الكأس التي شرب منها منير الحمداوي وتسببت له في تسمم كروي مزمن يعاني منه إلى غاية اليوم، والشرارة تصب عليها الصحافة الهولندية الزيت لتزيدها لهيبا وهيجانا، في تصفية حسابات واضحة مع الأسد الذي قال بأعلى صوت "لا" للطواحين.

حملة إعلامية وجماهيرية واسعة يتعرض لها أخيرا إبن بركان الخجول والذي لا يتكلم بغير الأقدام، والظلم في أسمى قساوته ينهال على اللاعب الذي يطرب ويتفنن بالقميص 10، مساهما بنسبة مئوية كبيرة في الانتصارات الغزيرة لأجاكس هذا الموسم، بيد أن المضايقات الشديدة أخرجت الشاب من نضجه وذكائه وأسقطته في المحظور، بالتجاوب مع المشجعين والرد عليهم بحركات وتصريحات غير احترافية.

رشاش جمهور أجاكس من يهود وعنصريين فُتح علنا في وجه زياش، وسياسة الترهيب والتصفية تُطوّق عنقه، والتصعيد سيزداد في قادم الأسابيع لخنقه وزعزعة ثقته والانتقام منه، والضرورة تتطلب منه التحلي بالهدوء والتركيز على الأداء والمباريات فقط، دون سماع المدرجات وقراءة العناوين والمجلات.

احذر يا زياش من الوقوع في اللغم، احذر من سم أجاكس الذي قتل الحمداوي وحطم العيساتي، ساير العاصفة ولا تقف في وجهها، امضِ بقية الموسم بأقل الأضرار وتجنب التصعيد، حتى تنهي المقام بسلام وتعجل بالرحيل نحو فريق وبلد تُعز فيه ويُعترف بقيمتك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احذر يا زياش احذر يا زياش



GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 12:59 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 12:32 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الأبطال أمانة

GMT 12:33 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

إنه زمن الفنون

GMT 20:10 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الدرس الألماني

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"

GMT 22:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

المخرج كريم اسماعيل يوقع عقد إخراج فيلم "الشاطر"

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة هيفا وهبي وحفيدتها يشعلان مواقع التواصل بمقطع فيديو

GMT 20:12 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أجييري يؤكد أن علاقته مع محمد صلاح "استثنائية"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon