توقيت القاهرة المحلي 07:48:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحكومة المصرية

  مصر اليوم -

الحكومة المصرية

بقلم - محمد فؤاد


اليوم فزنا بلقب غالي حتى وإن كان مدلوله من المستوى الثاني القاري وغير معتد به من الفيفا، ولكن علامة الفوز المغربي وحرقة الأزمنة الغابرة التي مانع فيها المنتخب المغربي أكثر اللحظات التاريخية مأساة  من دون أن يحرك فينا سعرة الأفراح وزفرة النخوة .. اليوم فزنا بلقب حرك كل المغاربة في كل إتجاه وعنون كل الصفحات حتى وإن كان ذلك مغيب في صحافة الدول الإفريقية غير المشاركة دون أن يعنيها أي شيء من هذا البعبع الذي أحدثته الكاف. ولكنه عندنا في المغرب أصبح قناعة من صناعة الأفراح حتى ولو كانت بخسة الثمن. إلا أن هذه الكأس شبه النفيسة أضحت نفيسة عند المغاربة والمسؤولين والمدربين وصاحبة الجلالة كونها أفاضت السعار وأيقظت المقاعد من مكانها ورفعت الحناجر مثلما تقوم عنوة مع أهداف الريال والبارصا. وحق للمغاربة أن يفرحوا ولو بنصف كأس لأنهم سئموا سيطرة الأحزان الدائمة على أساطيل رائعة من دون أهداف واضحة. وسئموا الإقصاء والخروج العلني وداس عليهم أفيون الضغط الدموي وارتفاع السكر، ومنهم من مات، ومنهم من لا يزال ينتظر الفرح من خرم إبرة ، ومنهم من ولد اليوم في عز الضغط. وعندما فزنا اليوم بلقب صغير نابع من رجال البطولة مثلوا القارة بشهامة الرجال، وماتوا على كل اللحظات لتبقى هذه الكأس في عرينها الأطلسي، تأكدنا اليوم من أن دواء الإنفعال سيزول تدريجيًا كوننا سننسى هذا الفرج الذي خفف عنا علقم السنوات العجاف بجرة ونبض في  2018. وعندما فزنا باللقب النسبي، سيكون ذلك ومن اليوم في خبر النسيان وربما سيجرنا إلى النوم في العسل لأننا دولة نشتغل على الألم اللحظي وننتظره ليعود بنفس الأسطوانة، ولأننا دولة ننام على العسل مثل عروس يمر شهر عسلها سريعا لتدخل المحن والصراع الأسطوري للحياة باقوى لحظات المرارة دون أن تفرح مع الزوج بأحلى الأيام، ولأننا دولة تنام على الأفراح المرحلية ولكن لا تكررها تلقائيا في إطار مشروع موسمي يخلف النجاح بالنجاح  ولكن بصراع مع الفشل. واليوم فزنا باللقب التاريخي والنسبي، وبعد عامين القريبة منا برمشة عين سننتظر ماذا فعلناه بعد هذا الفوز أصلًا، وما استثمرناه من هذا الإنجاز التاريخي. وقتها سنكون قد وضعنا أنفسنا جميعا على نفس الموضع الذي يؤكد على أننا دولة تسبح ضد التيار وليس دولة ترفع الألقاب حدثا بعد آخر. وهذا هو مغزى ما نسطره تلقائيًا من سؤال المرحلة ماذا تعلمنا من الهزيمة وكيف نعالج الهزيمة والإقصاء مثلما نطرح السؤال كيف نستثمر هذا اللقب؟ وكيف نعيد صياغته؟ وكيف نصنع الجيل القادم.

والواقع يحيلنا جميعًا إلا أن نحسب لهذا الإنجاز على  أنه استراتيجية عمل ناجحة  تم التهييئ لها بكامل المهنية والاحترافية  لما يقارب السنتين، واليوم نرسم نفس الخريطة الإستراتيجية لإثيوبيا 2020 بجيل قد يكون فيه بعض من وجوه اليوم ولكنه بدرجة عالية سيكون بتوازنات بشرية جديدة وربما بمدرب جديد قد لا يكون السلامي أو قد يكون . ولذلك أرى من الضرورة أن يلعب رئيس الجامعة فوزي لقجع دور المجيب على هذا السؤال الجوهري للتفكير بسرعة البرق في أجندة 48 شهرا لإيجاد فريق وطني محلي يفوق صورة هذا المنتخب ويزأر بأرض الآخر إن كنا فعلا دولة كرة قدم إفريقية من المستوى العالي، وأن كنا اليوم رجال جدد يفكرون من أجل إستثمار لقب 2018 على أنه دعوة للسيطرة على مشروع إثيوبيا. وما أعرفه في سياق العمل الإداري أن أي مشروع ناجح بالتصميم الذي هيئ له سابقا ونجح بكل الأرقام القياسية لابد أن يكون تابعه بدرجة قصوى من الإبداع  ورافعا لكل الأرباح والأثر. وأعتقد أن ما ستفعله الجامعة سيعطي الإنطباع على أن العمل قائم بدرجات عليا من التعبئة ولكن أقواها هو ما ستهيئه الأطر المغربية بالأندية الوطنية لأنهم مسؤولون عن صناعة الأجيال وهم المعنيون بخلق التوازنات البشرية ورفع نسبة التميز الكروي لا الخوف من النتائج مع تمتيع صغار اللاعبين من فرص النجومية كما هو معمول به بأوروبا. والدعوة قائمة هنا لأن نشهد بطولة نجوم جديدة لا أسماء شيخوخة، وأن نرفع من كوطة الكرة الإحترافية ونجعل من لاعب الكرة الذي يلعب الكرة ويحترفها عاديا رغم أنه يشاهد مئات المباريات الأوروبية من دون أن يخلق لنفسة طريقة لعب راقية، لاعبا من المستوى العالي في إشارة واضحة إلى المدربين لتأسيس جيل جديد يضاهي أيوب الكعبي والسعيدي. ولو تمكننا في ظرف سنتين من وضع سكة فريق جديد وبأسماء بعينها، أكيد ستبزغ أسماء مثل الكعبي وغيره، وأكيد أن الكعبي لن يعود إلى المحلي لأنه سيحترف. ووقتها سنقول جميعا بعد عامين «لسة فاكر سنة 2018».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة المصرية الحكومة المصرية



GMT 09:52 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

صدق الحضري

GMT 11:09 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل لن يخذلنا

GMT 11:21 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياضة للمتعة والترويح .. فلا للتعصب

GMT 10:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

هل يعود المعلم ؟ نتمنى أن يكون صالحاً وصادقاً

GMT 11:20 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صور روسيا 2018

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"

GMT 22:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

المخرج كريم اسماعيل يوقع عقد إخراج فيلم "الشاطر"

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة هيفا وهبي وحفيدتها يشعلان مواقع التواصل بمقطع فيديو

GMT 20:12 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أجييري يؤكد أن علاقته مع محمد صلاح "استثنائية"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon