توقيت القاهرة المحلي 12:38:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اقبلوا اعتذارنا

  مصر اليوم -

اقبلوا اعتذارنا

بقلم :بدر الدين الادريسي

يستحق منا المنتخب المغربي لكرة السلة بلاعبيه وطاقمه التقني، أن نرفع له القبعة أولا وأن نثني ثانيا على روحه الوطنية التي ساعدته على كسب الرهان الصعب وأن نعتذر لهم، بل وأن نلح عليهم في أن يقبلوا إعتذارنا.

نرفع القبعة لأسود السلة لأنهم حققوا بوصولهم للمربع الذهبي للبطولة الأفريقية، لأول مرة منذ 37 سنة إنجازا تاريخيا إنتظرته السلة المغربية لأربعة عقود، فبالعودة للكشف التاريخي لمسار السلة المغربية في البطولة الأفريقية، سنجد أن آخر مرة حلق خلالها المنتخب المغربي لدور نصف النهاية كانت سنة 1980 من خلال نسخة قارية نظمت بالمغرب وكان جيل الأسود وقتها يتشكل من حشاد، الهواري، احسينة، العلوي وبوفارس.

والوصول للمربع الذهبي الذي سيتوج المنتخب المغربي كرابع أفضل منتخبات إفريقيا، تطلب بالفعل حالة من الإلهام والنبوغ التي ساعدت عليها عوامل كثيرة ذات بعد سيكولوجي، وتطلب أن تكون هناك لحمة جماعية بين كل مكونات الفريق الوطني لتجاوز ما يفضحه كثيرا في رياضة كرة السلة النقص الكبير في التحضير لبطولة لا تقبل إلا بالمنتخبات المحضرة والمهيأة على أعلى مستوى.

وبالطبع عندما يتمكن المنتخب المغربي من تصدر مجموعة الموت، وينال كل الإشادة على أنه نجح في ترويض كبير القارة الإفريقية، منتخب أنغولا صاحب الرقم القياسي في عدد الفوز بالبطولة الإفريقية (11 لقبا)، وعندما ينجح خلال الدور ربع النهائي في إسقاط فراعنة النيل في سابقة هي الأولى في تاريخ مواجهات المنتخبين، وعندما لا يستسلم أمام المنتخب التونسي المحتمي بجماهيره وبما ينعم عليه دهاؤه كلما استضاف البطولات، إلا بفارق صغير وفي الثواني الأخيرة من المباراة، فإن هذا كله يدخل في عداد المعجزة إذا ما جردنا المفردة من مغزاها الفلسفي.

ويهنأ منتخب السلة على الروح الوطنية التي جسدها في رحلته الرائعة والتاريخية في دروب النسخة 29 للبطولة الإفريقية، لأنه في واقع الأمر خرج معاقا من خيمة التحضير، ولو حدث وانكفأ على وجهه وعاد متجرعا الهزائم والخيبات ما كنا لنلومه. وإذا ما نحن رفعنا القبعة لأسود السلة على بطولتهم القارية الأنطولوجية وهنأناهم على الروح الوطنية التي غذت هذه المغامرة الجميلة، فلماذا نعتذر لهم إذا؟

نعتذر لأسود السلة لأننا أسأنا إليهم كثيرا، أسأنا إليهم عندما لم نمكنهم من نصف ما حصلت عليه المنتخبات التي تنافست معهم، من إمكانات لوجيستيكة للتحضير للبطولة القارية، فما أبعد الفارق بين ما رصد لتحضير الأسود وما رصد لثلثي المنتخبات التي أثثت فضاء النسخة 29، بل إن الفارق الكبير لا يجيز أي مقارنة، بين ما رصد لتحضير المنتخبات الإفريقية التي بلغت مع الأسود المربع الذهبي وبين ما جرى رصده في آخر لحظة لمنتخبنا الوطني الذي إكتفى بمعسكر بتركيا وبمباريات مع أندية تركية، بينما تنقل غيرنا بين ثلاث قارات وخاضوا تجارب ودية من عيار ثقيل أمام منتخبات رائدة عالميا.

ونعتذر لأسود السلة، لأننا فعلنا كل شيء، إلا أن نجعلهم يشدون الرحال صوب السينغال التي خاضوا بها مباريات الدور الأول غير مفجوعين ولا محبطين بسبب أنهم لم ينالوا ما كانوا يستحقونه من منح ومكافآت، وقد أذعنوا للواجب الوطني في آخر لحظة وهم يرفعون المقاطعة التي لو فعلت لكانت لها تداعيات خطيرة، ولربما قوضت ما بقي من الصرح المنهار لكرة السلة.

نعتذر لأسود السلة، لأنهم كانوا مؤهلين بملكاتهم الفنية وباللحمة الجماعية التي تميزهم وبالتأطير التقني الرائع لمدربهم سعيد البوزيدي، للمنافسة على اللقب القاري، لا أقول هذا رميا للكلام على عواهنه، ولكن لأن التحليل الموضوعي لمباراتي نصف النهائي والترتيب أمام تونس والسينغال، يقول أن الفريق الوطني ما إستسلم، إلا لأن مخزونه البدني نفذ، وطبعا عندما يكون السلاح الأقوى للفريق الوطني هو البريسينغ بكل أدواته، فإن أكثر ما يحتاجه هذا الضغط الخانق للخصم هو الوفرة في المخزون البدني، وما كان ممكنا للأسود أن يحصلوا على مخزون بدني أعلى من الذي توجهوا به للبطولة الإفريقية في ظل ضحالة التحضيرات وضعف المحكات التجريبية، وفي هذا الجامعة والوزارة الوصية مسئولان عن أن هذا المنتخب لم ينل ما كان يستحقه من عناية ومن تحضير يتطابق وحجم الحدث.

إن ما حققه الفريق الوطني لكرة السلة في البطولة الإفريقية الأخيرة، والذي أسمح لنفسي بأن أطلق عليه إعجازا، يضعنا جميعا أمام حقيقة كانت غائبة عن كل مقارباتنا في تدبير الرياضة الوطنية على مستوى النخب، حقيقة أن التنافس في المستويات العالية وتمثيلية بلد في محفل رياضي إفريقي أو عالمي، بات يفرض أن يتغير منظور الإعداد والمشاركة، فإن كنا نعرف سلفا أن بعض الجامعات الرياضية ليست مؤهلة لوجيستيكيا وفنيا للإضطلاع بالإعداد الفني والبدني والإستراتيجي الذي تفرضه المشاركة باسم المغرب في التظاهرات الدولية والقارية، فإن هذا يفرض أن تتحمل وزراة الشباب والرياضة واللجنة الوطنية الأولمبية مسؤوليتها في ذلك، وتتحمل بالكامل أعباء الإعداد والتحضير بخاصة ما يتعلق بالجانب المالي، من خلال إحداث قطب المستوى العالي اليوم قبل الغد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقبلوا اعتذارنا اقبلوا اعتذارنا



GMT 20:27 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

زوجة رجل مهم" بدون مقر أو عنوان !

GMT 01:50 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

عموتة يغادر والناصري يتحمل

GMT 01:42 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

نقطة نظام

GMT 23:00 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

لغز البدري بين الإنجازات والجماهير

GMT 04:28 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

هادي فهمي ودمار كرة اليد المصرية

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:32 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
  مصر اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة لأ ثواني

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon