توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المراهقون أفسدوا الكرة

  مصر اليوم -

المراهقون أفسدوا الكرة

بقلم : منعم بلمقدم

أي مسخ وأي هراء هذا الذي أصبح اليوم ملازما لجلد مدور يجنن الملايين ويلعب بالأحاسيس، بل ويثير القرف ويستفز مشاعر الفقراء مثلي ومثلكم بتداول كل هذه الأرقام الفلكية التي تخبل العقول وتصيب بالدوار للاعبين مراهقين بالكاد أعلنوا شهادة ميلادهم الكروية وبلا ماض يذكر؟

أي ميركاطو مجنون هذا الذي قص شريطه الخليفي حاكم الإمارة الباريسية وتخطى خلاله الخطوط البنفسجية بالتجرؤ على حمى إمبراطوية البارصا، وسحب أيقونتها نيمار مكرهة برشلونة لا بطلة؟

ما يثار اليوم من أرقام خرافية يشترطها موناكو لتسريح اليافع مبابي من الإمارة، ويربط بها دورتموند الأسمراني ديمبلي وقيد من خلالها ليفربول أقدام كوتينيو، ورفع مهر أسينسيو والمراهق سيبايوس لنحو نصف مليار دولار حالة تستوجب تدخلا فوريا من حكام الكرة كي لا تفقد الأخيرة سليقتها وألقها، وتتحول لآلة فاقدة لكل المتع التي بها سميت الرياضة الشعبية الأولى على مستوى العالم.

الشكل الجديد للميركاطو بعد بدعة السان جرمان، وطلاق الخلع الذي فرضه الخليفي فرضا على باروتيميو وبرشلونة بتقديم مهر نيمار رغما عن أنف البارصا وعشاقها، يسير بفلك الكرة صوب الجنون ويبحر بسفينتها صوب الخيال العلمي والبعد الخامس المحمول على كل أصناف الهوس الممكن وغير الممكن تصورها.

القدرة المالية التي صارت اليوم لفرق مرهونة بيد ملاك أثرياء من قبيل الفريق الباريسي والسيتي بأنجلترا وحتى تشيلسي والريال، لم يعد يصمد معها لا شرط جزائي ولا غيره، وصار المستحيل ممكنا والإعجاز متاحا، لتقفز قيم اللاعبين في بورصة الإنتقالات بشكل لم يكن العقل ليتصوره حتى عقد قريب.

إلى اليوم لا أرى أن لوكاكو يستحق 80 مليون يورو التي دفعها المان لضمه، ولا أعتقد أن مهاجما احتياطيا بقلعة الملكي من طينة موراطا يليق به المهر الذي قدمه تشيلسي لخطب وده، بل منتهى الجنون أن يصر اليوم موناكو على تسريح اليافع مبابي بما يقارب 200 مليون يورو، وعصي على الإستيعاب لمتتبع مثلي واكب فان باسطن وفولر وكلينسمان وبيركامب وروماريو والظاهرة رونالدو وفيالي وفييري والمارد إينزاغي، بل حتى إيطو وأنيلكا وموريانطيس وراوول وسوكر وبوبان وشيرر وغيرهم كثر من قناصي الأزمنة الحاسمة والصعبة، حتى لا أتحدث عن صانعي اللعب ورسامي خطوط الوسط، أن يتجاوزهم مبابي أو ديمبلي اللذين بالكاد يحبوان ويخطوان أولى الخطوات في درب الكرة.

ما تطلبه الفرق الأوروبية اليوم في لاعبين بلا تاريخ ولا ماض من مبالغ خرافية أمر يفرض إشهار «فرمان» على الطريقة التركية يعيد قوم الكرة لجادة الصواب ولرشدهم ويفرض التوازن الذي سيختل لو استمر كل هذا الهدر بالبشاعة المعلنة اليوم بلا حسيب أو رقيب يفرمل السوق ويضبط أوتاره.

ما يطلب من مبالغ في هؤلاء المراهقين سيعني نهاية مبكرة لموهبتهم وسوء تقدير لها، كونهم سيعيشون حالة إشباع مبكرة وسيفقدون حافز الإبداع والإستمرارية وسيتعلق قلبهم وعقلهم بالمال أكثر منه بسحر الكرة وإبداعها.

مستحيل تصور استمرار هذا المشهد ومستحيل قبول انتقال العدوى لمحيطنا الكروي محليا، ولعل حالة قديوي مع الرجاء وعقده الخرافي كما سماه رئيس النادي سعيد حسبان لشاهد فعلي على أن الكرة صارت اليوم بحاجة لجمركي مرور يعيد تحديد الرسوم والتعريفة من جديد لكل راغب في العبور لضفة المجد.

مستحيل أيضا متابعة ديمبيلي مستقبلا وهو يباع بأضعاف سعره الحقيقي كون اللاعب سيغنم ماليا ويظلم كرويا، وسيظل رهينة لمقارنات لا تنتهي تضع موهبته في الميزان مع كومة اليوروهات التي يرغب الكناري الألماني حلبها من ضرع البارصا.

هو وكر الدبابير إذن الذي فتحه الخليفي، والحسنة الوحيدة الذي تحسب له كونه أتاح أمام لاعب موهوب من حجم نيمار أن يتسيد عرش الأغلى في العالم وينهي الهجرة صوب الصين التي تغري نجوم المستديرة، بل أكبر حسناته أنه أزاح بوغبا من الصدارة ورفع عنه الضغط والمقارنات، لأنه لا يعقل أن تكون الكرة التي عشقناها وسحبتنا لفلكها يتسيد صفقاتها شيطان المان يونايتد الذي باعه رايولا بأضعاف سعره الحقيقي في جنح الظلام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المراهقون أفسدوا الكرة المراهقون أفسدوا الكرة



GMT 20:27 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

زوجة رجل مهم" بدون مقر أو عنوان !

GMT 01:50 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

عموتة يغادر والناصري يتحمل

GMT 01:42 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

نقطة نظام

GMT 23:00 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

لغز البدري بين الإنجازات والجماهير

GMT 04:28 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

هادي فهمي ودمار كرة اليد المصرية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon