توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ودية حققت 5 غايات

  مصر اليوم -

ودية حققت 5 غايات

بقلم - بدر الدين الادريسي

لنترك جانبا كل جدال حول طبيعة المنافسين الذين اختارهم طوعا أو كرها هيرفي رونار لإعداد الفريق الوطني لحدث كوني في قيمة كأس العالم، ولنتجنب كل ما قد يدخلنا للمهاترات ونحن نتفحص رصيد وخبرة منتخبات أوكرانيا وسلوفاكيا وإستونيا التي عهد إليها باختبار فريقنا الوطني، بنيته النفسية ولياقته البدنية وتنشيطاته التكتيكية لمنظومات اللعب، لنرى إن كنا أحسنا الإختيار أم أسأناه، ولننفذ إلى جوهر الأشياء، إلى الخلاصات الفنية التي خرجنا بها من ودية أوكرانيا، وإلى الحصائل الرقمية التي ترتبت عن هذا المحك على مستوى الإلتحامات وضبط الإيقاع وتجريب الممكنات التكتيكية واختبار جاهزية المجموعة.

صحيح أن المنتخب الأوكراني غير متأهل للمونديال، فقد حل ثالثا في مجموعته التي كانت تضم إلى جانبه منتخبات إيسلندا، كرواتيا، تركيا، فنلندا وكوسوفو، وصحيح أيضا أن عدم حمل صفة المنتخب المؤهل لكأس العالم، لا تقلل من شأن هذا الفريق الذي يتقدم علينا بمراكز في تصنيف الفيفا، وأبدا لا تجعل منه حلقة صغيرة، فهو فريق عامر بالملكات ويملك الكثير من الدوافع النفسية لتجويد المردود في الفترة القادمة، وبإيعاز من مدربه النجم الكبير شيفشينكو، فقد تعامل مع مباراة الفريق الوطني على أنها أرضية أولى لبناء المرحلة.

ومن دون حاجة للدخول في أي مقايسات حول بنية المنافس ودرجة التحفيز التي يوجد عليها، فقد أمكنني أن أتوصل سريعا إلى أن مباراة الأسود أمام أوكرانيا كانت في مضمونها التكتيكي أقوى من نزالات تواجهت فيها منتخبات مونديالية قبل وخلال وبعد نزالنا أمام أوكرانيا، ثم إنها حققت لرونار كل الغايات التي يتوخاها أي ناخب وطني من أول محك ودي يخوضه منتخبه ضمن سلسلة الوديات التي تحضره للمونديال.

الغاية الأولى، هي أن رونار إطمأن على ما كان ولا يزال يشكل عنصر قوة في الفريق الوطني، منظومته الدفاعية التي تجعله، إلا في حالات قليلة جدا، عصيا على هجومات المنافسين، وبرغم أن الفريق الوطني سيكون خلال كأس العالم في مواجهة منتخبات لها رؤوس حربة نفاثة، إلا أننا يمكن أن نطمئن لنهجنا الدفاعي والذي لا يمكن أن يكون بالقوة والصلابة المرجوة إلا إذا ساهمت فيه كل مكونات الفريق.

الغاية الثانية التي تحققت لرونار من ودية أوكرانيا، هي درجة التماسك التي يوجد عليها الفريق الوطني كلما تعلق الأمر بتوابته، خاصة عندما يتعلق الأمر بالضغط العالي الذي يراد منه إرباك لاعبي الخصم والحيلولة دون إخراجهم للكرة من منطقتهم بطريقة ميسرة، وقد شاهدنا كيف أن فريقنا الوطني في كل أزمنة المباراة نجح في خلخلة التوازنات الأوكرانية، واستعاد الكثير من الكرات وأحيانا في مناطق متقدمة.

أما الغاية الثالثة، فهي القدرة على تنويع أسلوب اللعب بالإنتقال السلس من منظومة لأخرى من دون التفريط في عناصر التنشيط التكتيكي الدفاعي والهجومي على حد سواء، وقد شاهدنا الفريق الوطني، يبدأ مباراة أوكرانيا بشاكلة 3ــ5ــ2 قبل أن يتحول في الشوط الثاني مع خروج المهدي بنعطية العميد إلى شاكلة 4ــ3ــ3 أو 4ــ2ــ3ــ1، من دون أن يشعر اللاعبون بأي رجة أو معاناة، وإذا كان هناك من يتصور أن رونار ما قصد اللعب أمام أوكرانيا بالشاكلتين، إلا ليشتت تركيز المنافسين، فإنني أرى أن رونار يحاول تطويع الأداء الجماعي ليتقمص كل الأدوار التكتيكية بحسب ما ستمليه المباراة وطبيعة المنافس على الطاقم التقني الوطني.

ورابع الغايات، هي أن رونار استغل جيدا المساحة الزمنية لمباراة أوكرانيا ليضع كل اللاعبين على نفس المستوى التنافسي، بعد أن كان موسمهم مع أنديتهم سببا في تباعد المؤشرات البدنية.

أما خامس الغايات، فهي ما وقف عليه رونار من معاناة في إنهاء الهجمة، بخاصة لما يتعلق الأمر بمواجهة منظومات دفاعية خرسانية وبتنظيم عقلاني للفريق الخصم، وإذا ما كان الفريق الوطني يملك في رصيده البشري رجال وسط وأجنحة هجومية كثيرة بمقدورها صناعة الهجمة المنظمة والسريعة، فإنه بالمقابل لا يملك رؤوس حربة من الطراز الرفيع تستطيع التسجيل من أنصاف الفرص، من دون أن ننال من كفاءة بوطيب أو بوهدوز أو الكعبي، وكلهم مهاجمون يتفرق فيهم ما يجتمع مثلا في كريستيانو رونالدو البرتغالي أو دييغو كوسطا الإسباني.

عموما خرج الفريق الوطني وعلى رأسه مدربه هيرفي رونار بما يكفي من الإجابات حول أسئلة الحاضر الساخنة، وحتما سيتم توظيف الودية الثانية اليوم الإثنين أمام منتخب سلوفاكيا، لإنتاج مزيد من الأجوبة وللحصول على مزيد من الثقة في القدرات، على الأقل لنصل إلى ما وصل إليه الناخب الوطني رونار، من ثقة بأن الفريق الوطني لن يلعب دور الكومبارس في مجموعته، وسيقاتل من أجل كسب بطاقة التأهل للدور الثاني، حتى لو كان منافسا في ذلك من منتخب إسبانيا المرشح فوق العادة للفوز بكأس العالم ومن منتخب البرتغال الذي يريد التوقيع على مونديال نموذجي ومن منتخب إيراني لا يريد أن يبقى رقما على الهامش.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ودية حققت 5 غايات ودية حققت 5 غايات



GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 12:59 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 12:32 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الأبطال أمانة

GMT 12:33 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

إنه زمن الفنون

GMT 20:10 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الدرس الألماني

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon