توقيت القاهرة المحلي 13:08:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قف.. نقطة تفتيش

  مصر اليوم -

قف نقطة تفتيش

حسن البصري
حسن البصري

وقف طابور المشجعين الذين كانوا يهمون بدخول ملعب مراكش الكبير، تعالت صيحات الاحتجاج مطالبة بالحد الأدنى من الانسيابية، قبل أن يتبين للجميع سر "البلوكاج" اللاإرادي، أمام نقطة التفتيش المكونة من حراس أمن خصوصيين أشداء على المناصرين، رحماء بينهم.

فقد عثر أحد المراقبين على قنينة عطر في حقيبة أحد المشجعين، وتبيّن أن صديقه يتأبط شرا حقيقيا حين وجدت معه صورة كبيرة لمحسن فكري، بائع السمك الذي مات في شاحنة شفط النفايات الصلبة.

فكان لابد من استنطاق المشتبه فيه وإحالته على شرطة الآداب بتهمة حيازة صورة مثيرة للفتنة، لكن الفتى أطلق ساقيه للريح وهو يراوغ حارسا لا تطاوعه لياقته البدنية للقبض على الهارب من نقطة تفتيش.

بدت على وجوه القائمين على نقاط التفتيش تقاسيم صارمة، وكان ضباط الأمن برتبة ثقيلة، يتفقد بين الفينة والأخرى سير العمل، وبين الفينة والأخرى يردد لازمة "يالله تحرك"، قبل أن يطالب الجميع بالتوقف للتأكد من السن الحقيقي لشاب عليه أعراض القاصر متهم باقتحام ملعب مخصص للراشدين
.
يسأل شاب، تظهر على شعره تسريحة الاغتراب، الضابط عن القانون الذي يمنع القاصر من حقه المكتسب في تشجيع المنتخب المغربي، وعن المشرع الذي يحرم الطفل والقاصر من السفر إلى الملاعب إلا مع محرم، مما يتعارض مع روح اتفاقية حقوق الطفل، فيكون الرد "كتابيا" بتخطيط خدوش على جسد ملفوف في شعار فريق أجنبي يدين له بالولاء.

عليك عزيزي المتفرج أن تقرأ دعاء السفر وأنت تتوجه إلى الملاعب، وأن تحافظ على تركيزك كلما بدأت أمسيتك بوقفة أمام مفتش يستظهر أمامك بسرعة لائحة الممنوعات كأنه نادل يسرد على زبون ما يتوفر من مشروبات، ادع ربك أن يمتعك بصبر أيوب ويثبتك عند السؤال ويعينك على تجاوز نقطة التفتيش التي تعيش وأنت تعبرها أول امتحان.

في ظل الاختناق المروري في المعبر الالكتروني، يسمح لمجموعة من الشيخات بالدخول دون الحاجة إلى تفتيش أو إلى ترخيص بالعبور، قيل إن الفرقة الغنائية الشعبية مدعوة لتنشيط افتتاح المباراة من المدرجات، وتبين أن وجودهن يهدد وجود فصائل "الالتراس"، مادام المنظمون يصرون على أن يكون للشيخات مكان قار في "فيراج" المدرجات ويعلنون ميلاد "كابو" من درجة شيخ.

مرت الفرق الغنائية الشعبية دون الخضوع للتفتيش الروتيني رغم أن أغلب الشيخات طوقن أجسادهن بأحزمة ناسفة للمشاعر طبعا، وحين تجاوزن البوابة الالكترونية عاد المحقق هولمز إلى عادته القديمة، منتشيا بسلطته المؤقتة، يمنع دخول اللافتات والشعارات وغيرها من الممنوعات، وكأن المتفرج داخل لقداس ديني. وكلما زاد الطابور طولا تحرك الضابط نحو الباب يستطلع سر الاختناق أمام نقطة التفتيش، وحين يتبين له أن المتفرج وافد جديد من ملاعب بلدية لا تخضع زوارها للتفتيش يلتمس له العذر تارة ويتهمه بالاستهبال تارة أخرى. تخال نفسك في معبر حدودي مستهدف من طرف إرهابيين، وتتوقع مداهمة المكان من سيارة مفخخة يقودها انتحاري، فيتملكك رعب التفتيش.

أمام كل نقطة مراقبة أكوام من المحجوزات، مأكولات ومياه معدنية ومشروبات غازية وقنينات عطر ومواد حادة ولافتات وطبول وبقايا قنب هندي وغيرها من المواد المصادرة، لكن لا أحد يعرف مصيرها حين يكون الجمهور منشغلا بالهتاف للوطن.

قيل والعهدة على القائل إن إدارة الملعب تحرص على التعامل القانوني مع المحجوزات فتعيد بيعها وفق سمسرة عمومية فيعود ريعها لصيانة نقط التفتيش، وفي رواية أخرى فإن المواد المصادرة توزع كغنائم حرب على المراقبين، بينما يقسم مستخدم صغير في الملعب الكبير، على أن المواد المصادرة تحول إلى خيرية يمنع أيتامها من الاقتراب من الملاعب كأنهم كائنات مفخخة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قف نقطة تفتيش قف نقطة تفتيش



GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 14:27 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تفسدوا فرحة ”الديربي“

GMT 12:40 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

خواطر التدريب والمدربين

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 23:17 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

١٠ نقاط من فوز الاهلي على سموحة

GMT 23:41 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

كيف قاد فايلر الاهلي للسوبر بمساعدة ميتشو ؟

GMT 06:22 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

وحيد .. هل يقلب الهرم؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon