توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحنُ وعُقدة "قابيل".. أو نحن في بداية الجريمة!

  مصر اليوم -

نحنُ وعُقدة قابيل أو نحن في بداية الجريمة

بقلم : محمد زايد

 جعَل عددٌ من المهتمين والمتابعين لكرة القدم من هذه الرياضة مرتعا خِصبا لتكريس عُقدٍ نفسية، وسلوكات شاذة عديدة، قد تُطبق دون وعي في الغالب.

من بين أبرز وأكثر هذه العُقد النفسية شيوعا، نجد عقدة "قابيل"، أو كما يطلق عليها البعض عقدة "قايين" نسبة لمرادفتها في اللغة الإنجليزية "cain complex".

هذه العقدة تُبنى على كُره كل منافس أو شخص يبدو أنه سيتفوق على صاحب العقدة، الذي قد يلجأ للرد العدواني، بالصراع أو السب أو حتى التحقير والتشويه أو الاستهزاء، وهذا ما نلمسه في سلوكات أغلب مشجعي العالم تجاه منافسيهم.

لم يعد التشكيك في أحقية هذا الفريق في الانتصار فقط هو الهدف لدى مناصري الفريق الآخر، بل تعداه بأن أضحى التشكيك حتى في نزاهته وتعداه لأن يتم التشكيك أيضا في تاريخه وجِنسه بل وعقيدته، ويصبح تكريس العقدة واللجوء إليها أكثر، كلما كان الطرف المنافس قريبا مني، سواء جغرافيا، أو مكانةً، أو قيمةً.

لن تجد مُتعصباً ما لفريقه مُعترِفاً بأحقية منافسه الدائم "غريمه" بتحقيق انتصار أو إنجاز حتى، لن يعترف بأن لقبه مثلا المحقق في منافسة ما قد تم نيله باستحقاق، بل ستكون الأسباب والمبررات في عدم الأحقية كثيرة، حتى لو اضطر المتعصب لاتهام الحظ بالمساهمة الكبيرة في ذلك.

لن نتوقف أكيد عن تكريس هذه العُقدة واللجوء إليها كلما أحسسنا بأن الآخر أضحى يشكل خطراً على قيمتنا وأحقيتنا في العرش، رغم أنهم أوهمونا بذلك، أوهمونا بأن هناك قِمّة مٌطلقة لا يصلها إلا طرف واحد، كرسيٌ منصوب في العالي لن يَتمكن منه إلا من كان أجدر به، وسيمتلكه إلى الأبد، وهذا غير صحيح، فالقمّة قِممّ، ولا وجود لإله في عالم الكرة على الإطلاق، بل لا وجود لإله في المُطلق إلا الحق جلّ وعلا.

الرياضة منافسةٌ وليست حرباً، ليس هناك لاعب أو نادٍ مثالي حبه إيمان ونصرُ غيره كُفر، لا تصدقوا من يصورون لكم الجنة في فريقك وجهنم هناك، بل لا تثقوا في كل ما يُقال ويُحكى عن منافسيكم، لكم عقول وقلوب أنتم أجدر بتلقينها لا تتركوا غيركم يعبث بها كا يشاء، فلا وجود للمثالي في عالم الكرة، فاليوم هنا وغدا هناك، باختلاف الطرق والأساليب والتوجهات، فقط لا تجعلوا من "عقدة قابيل" توهمكم أن الوجود لكم والنفي لغيركم، فتلك بداية الجريمة.​

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحنُ وعُقدة قابيل أو نحن في بداية الجريمة نحنُ وعُقدة قابيل أو نحن في بداية الجريمة



GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 12:59 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 12:32 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الأبطال أمانة

GMT 12:33 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

إنه زمن الفنون

GMT 20:10 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الدرس الألماني

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 09:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار في الديكور للحصول على غرفة معيشة مميزة في 2025
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon