توقيت القاهرة المحلي 21:08:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أبوتريكة ما بين العقوبة والوفاء والحملة الشرسة

  مصر اليوم -

أبوتريكة ما بين العقوبة والوفاء والحملة الشرسة

هشام شاهين

لا يستطيع أحد أن يتاجر بحب النجم الكبير محمد أبو تريكة لناديه العظيم النادي الأهلي صاحب الفضل الكبير عليه في مشواره مع الساحرة المستديرة، سواء كلاعب في النادي الأهلي أو مع المنتخب الوطني. لقد أحزنني صدور العقوبة التي وقعها النادي الأهلي على نجمه محمد أبو تريكة والتي اشتملت على الإيقاف شهرين وغرامة مالية قدرها‏500‏ ألف جنيه، إضافة إلى وصف هذه  العقوبة من قبل البعض بأنها "لا تتناسب مع الجرم الذي ارتكبه اللاعب في حق ناديه وزملائه اللاعبين ومجلس إدارة ناديه وعشاق فنه وموهبته". أقول مهلًا لهذا الهجوم المتعنت، فالنجم الكبير والظروف الحالية التي تمر بها البلاد، لاتستحق كل هذا الطوفان من الهجمات الشرسة على النجم الخلوق، والكل يشهد بذلك. لقد وضح موقف اللاعب من عدم المشاركة مع فريقه في لقاء السوبر المصري بين الأهلي وإنبي، إذ أبدى تعاطفًا جياشًا مع رابطة الألتراس الأهلاوي التي تطالب بحق شهداء مذبحة بورسعيد، وهو شعورلا يستطيع أحد أن ينكره عليه، لأنه صادق في إحساسه وميوله، على الرغم من مهاجمة البعض له على هذا التصرف، إذ اتهمه البعض بالرياء والنفاق لقد تقبل أبوتريكة العقوبات التي صدرت ضده بقلب رحب، وأكد احترامه للنادي الأهلي مجلس إدارة ولاعبين وجهاز فني، مقدمًا الاعتذار للاعبين والجهاز الفني، مؤكدًا أنه لم يقصد وضعهم في موقف صعب، ومشددًا على علمه مابداخل اللاعبين والجهاز الفني تجاه أسر الشهداء وجماهير النادي الأهلي الوفية والمخلصة، داعيًا المولى سبحانه وتعالى أن يلهم أسر الشهداء وأصدقائهم الصبر والسلوان. إنني أرفض وبشدة الحملة الشرسة التي يتعرض لها هذا النجم الكبير، صاحب المبادىء والقيم، للتقليل من شأنه بسبب موقف نبيل،  إن أبو تريكة شاهد على تلك المأساة في شباط/فبراير الماضي لأنها وقعت خلال مباراة فريقه الأهلي ضد المصري وذهب ضحيتها 74 شخصًا، وله كل الحق في التعبير عن تضامنه مع هؤلاء الذين راحوا ضحية لحبهم للنادي الأهلي. لقد فكر النجم الكبير في الاعتزال عقب تلك المذبحة، لكنه رأى أن الواجب يتطلب منه الوجود والاستمرار في محاولة لتقديم شيء بسيط لهؤلاء الشهداء، وهو هدف نبيل بلا شك. لقد اختير أبو تريكة سفيرًا لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة لمحاربة الفقر, إذ يقول "الإسلام يعالج الفقر من خلال الزكاة، لأن الغني يشعر بمحنة الفقراء، ويجب علينا أن نساعد الفقراء بقدر الإمكان حتى لا يشعروا بالغربة في المجتمع". ومن هذا المنطلق، في العام 2005 انضم أبو تريكة إلى اللاعب البرازيلي رونالدو والفرنسي "الجزائري الأصل" زين الدين زيدان، إضافة إلى 40 من نجوم الكرة العالمية في "مباراة ضد الفقر" من أجل جمع التبرعات والتوعية بمحاربة الفقر في شتى أنحاء العالم، فهذا أبو تريكة. إن أخلاق أبو تريكة لا تتجزأ، ففي الـ 27 من كانون الثاني/ يناير العام 2008 خلال مباراة المنتخب المصري ونظيره السوداني، التي انتهت بفوز المنتخب المصري 3/صفر, كشف أبو تريكة عن الشعار المكتوب على ملابسه تحت قميص اللعب والذي تألف من عبارة "تعاطفاً مع غزة"، وكان اللاعب معرضًا للإيقاف من قِبل الكاف بسبب لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والتي تدين استغلال مباريات الكرة في أغراض أو أهداف سياسية أو عنصرية. وكان أبو تريكة قد كشف عن الشعار المكتوب على فانلة يرتديها تحت قميص اللعب، وذلك بعد تسجيله الهدف الثاني للمنتخب المصري في المباراة، علما بأنه هو نفسه الذي سجل الهدف الثالث للفريق، وذلك في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثالثة في الدور الأول لبطولة كأس الأمم الإفريقية السادسة والعشرين العام 2008 في غانا. ولقد أشهر الحكم البنيني كوفي كودجا الذي أدار اللقاء البطاقة الصفراء في وجهه بعد هذا التصرف، وذكر الكاف أنه حذره، لأن ذلك ضد قواعد ولوائح الفيفا. ولأن الله يعلم ما في قلبه، لم يتخذ الكاف أي عقوبات ضده بعد مجموعة من الرسائل الإلكترونية التي وصلت إلى الكاف من قبل الصحفيين ووسائل الإعلام المتابعة للبطولة والتي تعلن تعاطفها مع اللاعب. وكانت أنباء قد ترددت عن تضامن منتخبات المغرب وتونس والجزائر معه والمنتخب المصري لاسيما وأنه لم يجرِ أي تصرف يضر أحدًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبوتريكة ما بين العقوبة والوفاء والحملة الشرسة أبوتريكة ما بين العقوبة والوفاء والحملة الشرسة



GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 14:27 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تفسدوا فرحة ”الديربي“

GMT 12:40 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

خواطر التدريب والمدربين

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 23:17 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

١٠ نقاط من فوز الاهلي على سموحة

GMT 23:41 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

كيف قاد فايلر الاهلي للسوبر بمساعدة ميتشو ؟

GMT 06:22 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

وحيد .. هل يقلب الهرم؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon