بقلم:عبد الحق المراكشي
نتأسف كثيرا على عدم تأهلنا إلى الأدوار المقبلة، وما نزيد الحمد عليه هو أننا كسبنا منتخبا وطنيا قويا يعد بالشيء الكثير مستقبلا ويتكون من لاعبين رجال غيرتهم الوطنية كبيرة، ذرفت الدموع معهم بعد صافرة الحكم لنهاية المقابلة أمام الأشقاء المصريين، وكمغربي غيور على وطنه أقول إن المنتخب الوطني قوي لا ينقصه إلا بعض الشيء من التجربة في الأدغال الأفريقية، نعترف بأن الناخب الوطني "رونارد" قام بعمل جبار لكن مع الأسف عيبه أنه إنسان عنيد.
أما بالنسبة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيسها "فوزي القجع" فهو لم يستطع المحافظة حتى على تركيبة المكتب الجامعي وصراعه مع محيطه من بعض الأعضاء الفاعلين اللذين ساعدوه في تبوؤ منصب رئاسة الجامعة، مما أدى إلى فتح جبهات كثيرة للصراعات على جميع المستويات، بخاصة مع بعض نوابه وغيرهم كالطاقم التقني السابق بقيادة الإطار الوطني بادو الزاكي وبعض الإعلاميين منهم والموالين له وغيرهم من (المستفيدين من عقود الاستشهار والإقامات الفاخرة والرحلات السياحية)، ومن جهة أخرى حربه مع بعض الإعلاميين ربما الذين لهم ضمير مهني ومصلحتهم تتجلى في مصلحة الوطن.يحاولون لعب دور السلطة الرابعة على أكملهم.
أقول إن المكتب الجامعي تنقصه التجربة في هذه المناسبات من هذا الحجم وبخاصة ما يقع في الكواليس من طرف بعض أعضاء الاتحاد الأفريقي، لأن المكتب الجامعي وبقية أعضائه لا يوجد فيهم مسير متمرس جال أفريقيا مع فريقه أو مع الفريق الوطني، بل مسيرون يغلب عليهم طابع الهواية أكثر من الاحتراف الموجودة الآن عند اللاعب والمدرب الحالي فكيف لمسيرها أن يقود سفينة بلاعبين محترفين ومدرب محترف محنك، وكيف لهاوٍ متعصب أن يدخل الفرحة على شعب متعطش للرياضة وبخاصة كرة القدم، أما بالنسبة لي فالحل الذي أنادي به دائما وأبدا هو العودة إلى الديمقراطية الحقيقية وليس ديمقراطية التزوير وإرشاء المتداخلين وأخص بالذكر المتداخلين اللذين لا ضمير لهم أومن الأحسن العودة إلى التعيينات كما كان سابقا حيث وجب إصلاح المنظومة الرياضية بأكملها بطرق احترافية تتماشى مع العصر و بناء الهرم الرياضي من القاعدة لا من واجهة المنتخب الوطني فقط ونسيان القاعدة.
عشت كواليس الجمع العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أثناء ترشح السيد فوزي لقجع الأول أمام رئيس فريق من حجم الوداد وما أدراك ما الوداد السيد عبد الإله أكرم بقصر المؤتمرات الصخيرات والفندق المجاور له الذي دارت فيه كواليس الجمع العام المهزلة الذي ألغي في آخر المطاف من طرف الاتحاد الدولي.
إن ما يقع في سياسة حكومتنا الحالية نتاجه البلوكاج والصراعات بين الأحزاب على اقتسام الغنيمة يقع كذلك في الرياضة وذلك من أجل توزيع خيرات الشعب المغربي من مال عام فيما بينهم، لما طالبنا سنة 2008 بعد دورة غانا برحيل رئيس الجامعة الجنرال السيد حسني بنسليمان الرجل المسؤول الوطني والرياضي بامتياز المعين من طرف أعلى سلطة في البلاد لا لشيء فقط لانشغالاته الكثيرة منها السهر على وحدتنا الترابية ومحاربة الإرهاب والإرهابيين ومكافحة المخدرات والتصدي لحرب الطرق، كم أحن إلى زمن التعيينات وبخاصة الضباط الساميين أمثال الكولونيل بلمجدوب والجنرال ادريس باموس والجنرال حسين الزموري رحمة الله عليهم والجنرال حسني بنسليمان أطال الله عمره، هؤلاء الذين زرعوا في رياضتنا الانضباط العسكري وحققوا الألقاب : كأس أفريقيا 1976 وأربع مشاركات في كأس العالم، والذهب الأوليمبي : (سعيد اعويطة، نوال المتوكل، السكاح، هشام الكروج، ابراهيم بوطيب نزهة بيدوان وآخرين).
تبا لشبه الديمقراطية العرجاء التي أفرزت لنا أشباح مسيرين ورؤساء عشنا معهم نكسات وخيبات الأمل رغم البذخ المالي الذي يتوفرون عليه من المال العام على عكس غيرهم، إن الحل الأمثل هو البحث عن رئيس رياضي بالدرجة الأولى يأتي عن طريق الديموقراطية الحقيقية، وأن يكون متفرغا ومختصا، وله حقيبة دبلوماسية وعلاقات واسعة تعود على بلادنا بالنفع في القرارات الحاسمة الرياضية، فما يسدي رئيس اتحاد أفريقي لبلده من خدمات لوطنه أكثر مما أن يعطي وزير خارجية، لأنه أصبح من الواجب علينا كحكومة وشعب التفكير سواء على الأمد المتوسط أوالبعيد في رئاسة الاتحاد الأفريقي والعضوية في الاتحاد الدولي.
كفانا هواية وترقيع، كفانا إحباط وصدمات، أستثني بعض شرفاء الإعلام النزيه الحر، أما البعض الآخر سامحهم الله لا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية وبعضهم سبب المشاكل التي تضر مصلحة هذا البلد فما يقع داخل الفرق الوطنية بهذه السياسة الترقيعية واستفحال قانون المنخرط (قانون الغاب)، فهؤلاء هم من يمثلون الإعلام في الرحلات السياحية والأسفار ويشهدون الزور هذا ضد الآخر، فالجامعة لا تستطيع أن تغير من الحالات السيئة التي تقع في الجموع العامة، لأنها هي نفس الطريقة التي أوصلت الأعضاء الجامعيين لفرقهم حتى تبوؤوا مناصب مهمة داخل المكتب الجامعي. وما الصراعات التي تقع داخل المكاتب المسيرة للأندية المغربية، إلا نموذجا للصراع الذي يقع داخل المكتب المسير للجامعة، وخير دليل على ما أقول قضية لقجع بودريقة ووصولهم إلى المحاكم، بوشحاتي، أبرون.
مباراة منتخبنا الوطني أمام نظيره المصري، اتضح من خلالها أن المشكلة تقنية، فاللاعب موجود سواء في البطولة الاحترافية أو خارج الوطن، وليس في المدرب، وإنما المشكلة هي إدارية محضة، بحيث يجب التفكير في البحث عن مديرين أكفاء اليوم قبل الغد، ووجب علينا المحافظة على مكتسب الفريق الوطني ومدربه المغرور وإبعاد العناصر الفاسدة من محيطه وبخاصة السماسرة اللذين ابتليت بهم كرة القدم.