بقلم محمد عادل فتحي
تفصلنا أيام قليلة قبل خوض المواجهة الثانية لمنتخب مصر في تصفيات كأس العالم أمام غانا يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، والتي تعد محطة مهمة في مشوار المنتخب نحو تحقيق حلم التأهل للمونديال بعد فترة غياب طويلة، وما دفعني للكتابة في هذا التوقيت عن المباراة هو توجيه تحذير للجميع من ارتفاع نغمة الثقة التي تابعتها في مختلف الأحاديث والتصريحات والتغطيات الإعلامية للمباراة، وتصدير شعور للجماهير أن المنتخب أصبح على بعد خطوة من التأهل وأن الفوز على غانا أمر مفروغ منه وهي الثقة التي لا أرى مبرر لها أو حتى سبب صغير يدفعنا لتصدير هذه الحالة فنحن لم نخوض سوى مباراة واحدة ومن غير المعقول أن نهلل لمجرد فوزنا على الكونغو أو حتى تعادل غانا مع أوغندا فحتى لو سلمنا أننا نتفوق حاليا في ترتيب المجموعة بسبب تعادل غانا فهذا حسابيا لا فائدة منه ما دمنا لم نضمن التأهل برقم الحسابات كما أن تعادل غانا مع أوغندا سيكون عامل تحفيز اكبر لهم في مباراة المنتخب لتعويض ما فاتهم في المباراة الأولى.
على الجهاز الفني واللاعبين عدم الالتفات لهذه الأصوات والتحضير بواقعية ومنطقية للمباراة التي أراها صعبة جدا وهذا يجب أن يصل للجماهير حتى لا تكون عامل ضغط على اللاعبين وتصدم بنتيجة أخرى في الملعب أو تأخير لهدف أو تأخر في البداية فكل هذه السيناريوهات ممكنة والخطر هو شحن الجميع نحو اتجاه واحد وكأننا نضمن الخروج بنتيجة الفوز في المباراة وأتمنى أن تتراجع هذه النغمة وأن نتحدث عن المباراة بمنطقية خاصة أننا لو فزنا لن نضمن أيضا التأهل إلا بتحقيق الهدف والتعامل مع كل مباراة على حدة فالبعض لا يعرف أن المنتخب خاض مباراة واحدة فقط ولا داعي للحديث عن ضمان الصعود والتأهل وتصدير هذه النغمة التي تصيب لاعبينا بالتراخي وحتى من يتحدث عن مستوى منتخبنا ومقارنة المستوى بين فترة الهزيمة من غانا بسداسية وبين المستوى الأن أو حتى مقارنة مستوى منتخب غانا نفسه بين 2014 والان فكل المقارنات غير منطقية ونحن لم نصل لقمة المستوى حتى الأن ومازال لدى لاعبينا الكثير لتقديمه ومازال منتخب غانا أيضا يضم نجوما أصحاب مستوى مرتفع.
أنا لا أدعو للإحباط ولكن احذر من نغمة رأيتها تسود في الفترة الأخيرة وستكون عواقبها سلبية على اللاعبين ونتمنى أن ينجح الجهاز الفني بقيادة كوبر في تأهيل اللاعبين والتعامل مع المباراة بجدية وتركيز شديدين والوصول للتوليفة المناسبة لتخطى محطة مهمة في مشوارنا وعدم التركيز مع غانا فقط حتى لا نفاجأ بتواجد أوغندا في المنافسة على بطاقة العبور.