توقيت القاهرة المحلي 10:37:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اغتيال الطفولة

  مصر اليوم -

اغتيال الطفولة

بقلم : نرمين رفيق

أخذتني نوبة من التأمل للحظات على أثر تطور أحداث مقتل بطلة العالم الناشئة في المصارعة ريم مجدي بعد أن ألقت بنفسها من سيارة أبيها المسرعة في لحظة عابرة تملكها فيها اليأس والضعف الناتج عن قسوة حياتها، التي اختارها وفرضها عليها والدها، وحلمه هو أن تكون ريم لاعبه بل بطلة عالمية وأوليمبية، وأثقل عليها منذ طفولتها بأعباء التدريب الشاق والأحمال البدنية المرهقة، مغتالًا حقها كطفلة في اللعب والمرح والاجتماع بصديقاتها ومراسلتهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. ووجدت نفسي أعود بالذاكرة لسنوات عدة.. عندما كنت أشغل منصب عضو مجلس إدارة في منطقة القاهرة للكرة الطائرة وعضو لجنة المسابقات في الاتحاد.. وحينها قدمت تصور لإلغاء المنافسات الرياضية تمامًا حتى سن 13 عامًا، أي ما قبل البلوغ والاكتفاء بإقامة المنافسات في صورة مهرجانات يشارك بها جميع اللاعبين وينعمون بالتنافس غير الضاغط في جو من المرح والحب وروح الفريق بعيد عن قلق المنافسة وصراخ مدربيهم وذويهم وكم كانت تجربة ناجحة ومستمرة.

والآن وبعد سنوات طويلة تولي الإشراف على المصارعة النسائية المصرية لتأتي هذه الحادثة المفجعة لكل الوسط لتدق ناقوس الخطر مرة أخرى، ولتوضح الفجوة الكبيرة بين العلم والرياضة وبين الصدفة والتخطيط السليم.. فنحن نملك إدارة رياضية مصرية تقوم على مبدأ الفوز فقط ولا بديل غيره.. إدارة رياضية لا تفهم معنى اللاعب الناشئ وحقه في اللعب والتنافس غير الضاغط.. إدارة رياضية توكل تدريب الناشئين لمدرب غير مؤهل علميا ونفسيا للتعامل مع هذه المرحلة الهامه والتي هي أساس قاعدة الممارسة.

إدارة رياضية تمنح لاعبيها السابقين أحقية تدريب الصغار كمكافأة لهم على تاريخهم كلاعبين.. بالبلدي كده (خد جرب نفسك في العيال عشان لما تعمل نتيجة نخليك تمرن الكبار).. إدارة رياضية تبرر أفعالها بأن هناك منافسات في مراحل ما قبل البلوغ ينظمها اتحاداتهم الدولية.. ولكن هل تعاملون أولادنا كما يعاملونهم بالخارج؟ هل سمعتم من قبل عن انسحاب اللاعبين الصغار من ممارسة النشاط الرياضي وتفضيلهم لألعاب الكمبيوتر والبلاي ستيشن لتحتل بلادنا أقل نسب ممارسة رغم كبر تعدادنا السكاني؟ هل وجدتم دول العالم تهتم حتى بأولمبياد الشباب مثلنا أو يشغلها فوز لاعبيها في تلك المرحلة السنية؟ هل سمعتم من قبل عن انتحار لاعب لم يتجاوز الـ15 عاما بسبب ثقل التدريبات عليه وحرمانه من حقه في طفولته أو حتي اختيار حلمه هو لا أحلام والديه.

 إدارة رياضية ومسؤولون وضعوا قانونا امتلأ بتعريفات وشرح عن ماهية الهيئات وأنواع الاتحادات و.. و.. و.. و.. نسى أو تناسى أن يضع تعريف لمن هو الرياضي كما جاء في الميثاق الأوليمبي حتى يظل الرياضي هو اللاعب السابق والمدرب والحكم متجاهلين باقي التخصصات من فنيين وخبراء حتى لا تتسع دائرة المنافسة الانتخابية وتظل هيئاتنا تحكمها الرجولة لا العقول لتظل قائمة على الخبرة لا على العلم على الصدفة لا على التخطيط والتوقع.. غفر الله لك يا ملاك وأبدلك دارا خيرا من الدنيا وما فيها وجعلك صحوة لكل مسؤول.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اغتيال الطفولة اغتيال الطفولة



GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 14:27 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تفسدوا فرحة ”الديربي“

GMT 12:40 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

خواطر التدريب والمدربين

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 23:17 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

١٠ نقاط من فوز الاهلي على سموحة

GMT 23:41 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

كيف قاد فايلر الاهلي للسوبر بمساعدة ميتشو ؟

GMT 06:22 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

وحيد .. هل يقلب الهرم؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon