احترم تاريخك، تنعم بحاضر مشرق، ومستقبل مفعم بالأمل، تواكل عليه ستتأخر الى ان يصل تفكيرك للانسان البدائي في عصر الجاهلية، كل همه البحث عن قوت يومه فقط ، وحاجته اين يقضيها.
معادلة بسيطة لاتحتاج الى لوغاريتمات، او اساتذة لشرحها، وانما المنطق يقول ان التاريخ، فائدته الاساسية هو تمهيد الطريق الى المستقبل، لكننا حقيقة اتبعنا المعادلة معكوسة، فوصلنا الى اوج ازدهارنا في التاريخ، وتناوبت الاجيال اللاحقة في اهالة التراب عليه، حتى صار حالنا الى ماوصلنا اليه.
كثيرة الامثلة الدالة على معادلة التواكل على التاريخ، في شتى مناحي حياتنا، لكن مايعنيني حاليا، هو النادي الأهلي كأحد أكبر قلاع الرياضة في مصر وعلى وجه الخصوص كرة القدم، وكيفية إداراتها.
بداية، انظر الى حالك الحالي لتدرك ماآل اليه تاريخك، لااحد ينكر ان النادي يعيش اسوأ عصوره الادارية، خاصة في كرة القدم، تحت قيادة الرئيس" المعين" محمود طاهر.
ولننظر الى الاهلي الذي كان، خاصة في العقد الاول من الالفية الجديدة في عهد حسن حمدي، ليس تحيزا، ولكن لانه الوقت الذي عاصرته، كنا كصحفين، وكإعلام بوجه عام، نجد صعوبة بالغة في الوصول الى معلومة خاصة بالتعاقد مع لاعب جديد مثلا، اما في عهد طاهر تجد اللاعب المرشح للعب في الاهلي، تخطره الجماهير بخبر المفاوضات قبل ان تبدأ، ومن الممكن ان تجد بعض الجماهير تفاوضهم.!
كان من المحرمات على عضو مجلس ادارة النادي الحديث حول كرة القدم من قريب او من بعيد، واذا اضطرته الظروف لرئاسة بعثة الفريق خارجيا تجده لايتحدث الا عن المباراة فقط، وفي حدود اختصاصاته، اما في العهد الحالي حدث ولاحرج، التواجد في معظم وسائل الاعلام، من اصغر عضو وصولا الى رئيس النادي، والمضحك في الامر ان المترجم بات يصرح هو الاخر، في الوقت الذي كان يخشى فيه السابقين رؤيتهم بصحبة اي صحفي!.
كان تشكيل لجنة الكرة من قامات كبيرة في الكرة، حسن حمدي ومحمود الخطيب والراحل طارق سليم، وفي السنوات الاخيرة انضم هادي خشبة، وكانوا يلفظوا اي عنصر لم يلعب الكرة، اما الان اعتقد ان الجميع يعرف الحال، فطاهر رئيس جمهورية الكرة، بعضوية شرفية من زيزو، تحت مظلة مدير قطاع الكرة الوهمية لفترة طويلة دفعت الرجل للإستقالة " المتأخرة " بالمناسبة.
كان الصحفي يعلم ان هناك اجتماعا للجنة الكرة فيذهب الى النادي، ويظل بالساعات الطويلة قد تصل الى 10 ساعات كاملة، وحينما تسأل عن ماوصلت اليه اللجنة، لن يحصل الا على المعلومة التي يريد النادي الاعلان عنها، ايا كانت قوة الصحفي ومصادره، وكأنه داخل مبنى للمخابرات مثلا، اما الان كل من له علاقة بالمهنة، او لايمت لها بصلة، بات يعرف ادق التقاصيل في النادي، واعني كلمة تفاصيل، لان الاهلي حاليا لايعرف معنى السرية.
كان من المستحيل ان تنتصر الادارة للاعب على حساب مدير كرة او مدير فني، والامثلة كثيرة مثل محمد شوقي وحسام غالي، الذين رحلوا بأمر من البرتغالي مانويل جوزيه، اما الان بات كل شيئ مباح لحسام غالي، الذي يخشاه الجميع في الفريق بعدما تسبب في رحيل وائل جمعة مدير الكرة السابق.
كان صعبا ان يهاجم المدير الفني اي لاعب بالفظاظة، التي تعامل بها يول مع شريف اكرامي، في الوقت الذي غض الطرف فيه عن اخطاء حسام غالي، على الرغم من تعددها مؤخرا.
كان المجلس لايجد حرجا في الرضوخ للضغط الجماهيري، بالتعاقد مع مدرب مثلما حدث مع مانويل جوزيه، اما طاهر فأخد على عاتقه معاندة جماهير الاهلي بداية بجاريدو، مرورا ببيسيرو، وصولا ليول الذي شعر بالحرج واستقال ، ولااعتقد ان مانويل جوزيه سينجح اذا وافق اصلا على العودة، لان مقومات النجاح في الولايات السابقة ستغيب عنه، فليس هذا الاهلي الذي يعرفه، ولانحن ايضا.
كان من المستحيل ان يشعر اي عضو بالغيرة من عدلي القيعي مدير التعاقدات بسبب استحواذه على " الشو" كثعلب للصفقات، لكن في المجلس الحالي حاربوا هيثم عرابي، خوفا من نجاحه بعدما كان قد قطع خطوات كبيرة للسير على نهج القيعي.
كل ماسبق لايعني ان ادارة النادي السابقة لم ترتكب اخطاء، ولم تنتقد طوال فترة توليها النادي، ولاينفي ان الادارة الحالية كان لها بعض الانجازات، لكن حينما تزداد انجازاتك، سينسى الجميع اخفاقاتك، والعكس.
كان على مجلس محمود طاهر ان يعمل على مدار الساعة ، حتى يحقق الانجاز تلو الاخر ، والبطولات، التي تدفع الجميع،الى نسيان وصمة قبولهم على انفسهم ان يكونوا مجلس معين .
في النهاية، لن اتطرق للحديث عن لجوء النادي للبيانات، لاني اعذرهم لالتباس الامر عليهم، فظنوا انهم مجلس قيادة الثورة، وليس مجلس ادارة الاهلي.