بقلم ـ ياسر أيوب
سيبقى الأسهل والأسرع دائما هو أن تبدأ الحرب لا السلام وأن تزرع الشر لا الخير وأن تنشر الكراهية لا الحب.. ودائما هو قرارنا واختيارنا أن نجعل كرة القدم سلاحا للحرب والشر وتفتح ألف باب للكراهية أو تصبح دعوة للسلام والخير والحب.. ومن الواضح الآن أن هناك من يريدون أو يتمنون حربا كروية جديدة بين مصر وتونس يصبح استاد رادس هو ساحتها أثناء مباراة العودة لنهائى دورى الأبطال الأفريقى بين الأهلى المصرى والترجى التونسى.. وهناك إلى جانب هؤلاء من يقومون دون قصد ودون وعى بإشعال المزيد من نيران تلك الحرب بإعادة ترديد وتكرار تهديدات وردود وتعليقات هنا وهناك..
فالمصرى الذى يحب مصر والأهلاوى الذى يحب الأهلى والتونسى الذى يحب تونس ومشجع الترجى الذى يحب ناديه ليسوا فى حاجة لمثل هذه التعليقات والاستعراضات لإثبات حبهم واعتزازهم بوطنهم أو ناديهم.. وستبقى مصر للتوانسة وطنا ثانيا وغاليا يحبون أهله وأغانيه ونجومه وثقافته مثلما ستبقى تونس للمصريين وطنا جميلا ورقيقا وحالما.. وسيدوم ذلك مهما حاول البعض إفساد التاريخ وحرق الورود ودق طبول أى حرب..
وفى النهاية هى مباراة لكرة القدم يفوز فيها الأهلى أو الترجى بكأس أفريقيا.. ومن حق الجمهور الذى سيفوز أن يفرح ويرقص ويغنى ويحتفل وحق الجمهور الذى يخسر أن يحزن ويغضب ويشعر بالمرارة.. لكنها فى النهاية ستبقى هزيمة كروية وليست انتقاصا من شرف وقدر ومكانة وقيمة.. وأعتقد أننا فى مصر تعلمنا الكثير بعد أزمة الجزائر الشهيرة التى بدأت باستعراضات زائفة وزاعقة وكم هائل من الأكاذيب والاتهامات المزورة وانتهت بجروح طال وقت إغلاقها مع كثير من الحزن والغضب والألم.. ولا نريد تكرار تلك الأزمة مرة أخرى أو نسمح لأحد بأن يتلاعب بمشاعر جماهير عاشقة لناديها.. وأعتقد أن تونس لا تريد أزمة مماثلة لا تحتاجها أو تريدها تماما مثل مصر.. ولن تسمح تونس أو مصر لبعض المتعصبين والمتطرفين بإشعال أى نيران.. وستسافر جماهير الأهلى إلى تونس لمشاهدة مباراة لكرة القدم.. وستتواجه جماهير الأهلى والترجى فى رادس حيث يظن كل جمهور منهما أن ناديه هو الأحق بالبطولة واللقب وأن الحكم يظلم ناديه وأن بعض قراراته خاطئة وظالمة.. وكل ذلك طبيعى ومشروع فى لغة وحسابات كرة القدم.. وبعدها سينتهى الأمر كله دون أى خوف وعنف وكراهية وحروب.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع