بقلم : محمد عادل فتحي
كرة القدم المصرية مقبلة على العديد من التحديات خلال الفترة المقبلة، فلا يخفى على أحد التحدي الأهم وهو استكمال مشوار التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، وتحقيق الهدف الذي طال انتظاره وهو الوصول إلى المونديال بعد غياب 28 عاما منذ مونديال 90 الذي أصبح الجيل الحالي من المشجعين والشباب بعيدين عنه ولم يعاصروه، كما توجد أهداف أخرى، فنحن مقبلون على تصفيات أمم افريقيا وببداية قوية أمام منتخب تونس، بالإضافة إلى تكوين منتخب المحليين الذي سينافس على بطاقة الصعود لكأس الأمم الأفريقية في أول مشاركة لنا في بطولة المحليين.
كما نسعى إلى تكوين منتخبات الشباب والناشئين ووضع خطة الإعداد حتى لا يتكرر ما حدث مع المنتخبات السابقة التي فشلت في أهدافها، ويأتي هذا في الوقت الذي نبحث فيه عن ختام جيد للمسابقات المحلية، سواء الدوري أو كأس مصر، بما يليق بهما ونستعد مبكرا للموسم المقبل ونعمل على تطوير الكرة المصرية، كل هذا دور اتحاد الكرة المصري بكل تأكيد وكلها ملفات لا تحتاج التجاهل أو الإهمال حتى لا نتعرض لنكسة جديدة تؤثر على الكرة المصرية لسنوات مقبلة.
والغريب في الأمر أن الاتحاد الذي يفترض أن يقوم بذلك لا نعلم مصيره ولا ندري ما سيحدث معه في ظل تمسك بالتواجد ورفض الاستقالة، ولكن ما أطالب به هو إعلان الحل، فلا يعقل أن نظل طوال هذه الفترة بين الحال والتعيين والانتخابات والاستمرار والقضايا والمحاكم وانتظار فتوى "فيفا"، واستقواء البعض بها ليس من المعقول أن يتفرغ الاتحاد لهذه القضايا ولا نعلم ما الحل الذي ينشده الجميع في الجبلاية تاركين الأمر للتكهنات دون حسم.
فمخطئ من يظن أن هذه المهاترات غير مؤثرة على مسيرة المنتخب، فالأجهزة الفنية واللاعبين غير بعيدين عن هذه التطورات والأندية في مصر تتابع الأحداث، وحتى الجماهير أصيبت بحالة ملل من التعاطي مع هذه الملفات وترك الأهم بالنسبة لنا، فهذا المناخ غير ملائم للإبداع أو التخطيط أو العمل الجيد، وكل ما أخشاه أن يمتد التأثير لأبعد من ذلك، وتزيد الدوامة التي أدخلنا بها البعض لنجد أنفسنا في النهاية خاسرين كل شيء ووقتها سيكون الغضب كبيرا، فالمطلوب الحسم وإعلان الحلول سريعا حتى نتفرغ لما هو أنفع، فإذا كان الحل في الاستقالة فليفعلها الاتحاد، وإذا كان الحل في أمر آخر فليعلنه المسؤولين عن الرياضة، ونغلق هذا الملفـ ونتحد جميعا حول الأهداف المنشودة.