بقلم : حسن المستكاوي
** الفرق الكبيرة تكون اختياراتها كبيرة وقراراتها كبيرة ورؤيتها يجب أن تكون عميقة وعلمية.. ولأن الأهلى لم يلعب فى رادس كما يجب أن يكون، ولم يستغل حالة الترجى فى بداية اللقاء وتراجعه، قلقا من قوة اسم الفريق وتاريخه، فقد ضيع الأهلى فرصة حقيقية لإحراز اللقب رغم مصاعبه الفنية.. وقد تعرض الفريق للنقد، وهو نقد يهدف إلى توجيهه إلى الأفضل، وهو نفس النقد بقسوته وشدته سيوجه للمنتخب أو للزمالك لو كان أحدهما مكان الأهلى. فالمنتخب هو الأول فى إفريقيا. والناديان هما أكبر أندية مصر القارة وكذلك فى الإقليم. ونتعامل معهما على هذا الأساس وبمعايير قصوى لأن الهدف هو الارتقاء باللعبة وبالصناعة، وهى معايير قياسية، وهى ليست معايير قاسية..
** هل يمكن أن يفوز الأهلى بالدورى هذا الموسم؟
**هناك فارق كبير بين الدورى المحلى وبين الأدوار النهائية فى المسابقات الإفريقية، والبطولات الدولية والعالمية. ومع ذلك وارد طبعا أن يفوز الأهلى بالدورى، فالفريق قوى محليا بلون فانلته وبتاريخه وبشعبيته، والدورى يظل بلقبه محليا، وبابا يفتح به أى فريق أبواب البطولة الإفريقية ثم كأس أندية العالم التى ستقام فى الأغلب كل أربع سنوات فيما بعد.. فهل يضمن مستوى بطل الدورى المصرى أيا كان تحقيق الندية إفريقيا ودوليا؟
** لقد شرحت ما أظن أنه رسالة يجب أن تصل إلى أصحاب القرار فى صناعة كرة القدم المصرية. فإختيارات الأندية الكبرى للاعبيها يجب أن تقترن بنظرة للبطولات القارية. فلا يكفى أن يظهر لاعب مع ناديه فى الدورى بصورة جيدة، ليكرر الصورة نفسها فى بطولة إفريقيا أمام قدرات لاعبين مختلفة وتتميز بالقوة البدنية والسرعة واللياقة والتكتيك الجيد.. ثم من يحاسب صاحب الاختيارات وإنفاق ملايين على لاعبين لا يلعبون إذا كان مجلس الإدارة هو صاحب القرار؟
** فى حالة الأهلى كانت هناك اختيارات للاعبين لم يلعبوا، مثل من هم تحت السن الجزار ويوسف علاء وفخرى وكارلوس وعمار حمدى ومصطفى البدرى، وسيكون المبرر أنهم تحت السن.. لكن ماذا عن الذين فوق السن، مثل أحمد الشيخ، وصلاح محسن، وعلى لطفى، ومحمد شريف، وباكمانى ولم تتح لهم فرص كاملة؟ وماذا عن الذين نالوا الفرص الكاملة ولم يوفقوا على المستوى الإفريقى؟ وماذا عن معايير الاختيار التى تتوافق مع متطلبات زمن اللعبة الحالى من سرعة فائقة وقوة بدنية، وقوة فى الإلتحامات ولياقة عالية جدا، ومرونة عضلية..؟!
**هناك مثال عملى واختاره لأنه لاعب إفريقى يقال أنه مميز بشهادة خبراء.. وهو ساليف كوليبالى، إنه قلب دفاع جيد على المستوى المحلى. يجيد ألعاب الهواء. ولكنه غير سريع بالدرجة الكافية، ولا يجيد بناء الهجمات بتمريرات دقيقة، والنموذج الأمثل له هو نجم ليفربول فان دايك الهولندى أغلى مدافع فى العالم (90 مليون يورو) ، فطوله 193 سم. ويجيد ألعاب الهواء ويجيد بناء الهجمات بدقة تمريراته، ويمتلك المهارة الفردية والمرواغة، وسريع أيضا على الرغم من طول قامته، وقوى بدنيا، وذكى تكتيكيا، ويقابل الخصم ولا يتراجع أمامه. وإذا عالج كوليبالى بعض أوجه القصور قد يتغير تقييمه فنيا.. لماذا لا تصل الرسالة إلى أصحاب القرار فى صناعة كرة القدم المصرية التى ما زالت تعيش فى زمن مضى وتغيب عن زمن حاضر ولا ترى زمنا قادما؟!
نقلا عن الشروق
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع