خالد الإتربي
الحقيقة سلعة رخيصة ، نعم باتت كذلك في زمننا هذا ، حينما حاولنا أن نطوعها لأهدافنا الشخصية الباطلة فهي رخيصة ، حينما جملناها وزيناها بإلباسها ثوب يزيفها فهي رخيصة ، حبنما حولناها من شيئ نفيس الي شيئ بلا قيمة ولايجذب أي شخص حتى يعرفها فهي رخيصة ، حينما لوثنا الذوق العام والمزاج العام بإقناعهم بأن كل شيئ خفي هو الحقيقة ، لنحصل على جائزة الإنفراد فهي رخيصة ، للأسف باتت الشيئ الأسمى والمفترض أن يكون الأنفس هو ارخص شيئ في هذا البلد
.
حينما تتأمل بشكل يومي كم الأخبار المزيفة في كافة المجالات سياسة إقتصاد فن رياضة ، ستدرك أن الحقيقة باتت لاتعني الصحفي أو الاعلامي أو المتلقي ، لأن الغالبية العظمى باتت تلهث خلف الشيئ المخفي وإن كان زائفا ، ولااعلم مااللذة في هذا الأمر. وهنا لابد من تنقسم المسؤولية إلى شقين الاول خاص بالإعلام والثاني بالمتلقي سواء قارئ أو مستمع أو مشاهد .
ولان جلد الذات من أقرب طرق الاصلاح للأسوياء ، فلابد أن نبحث بأنفسنا عن سبب البحث عن شيئ يماثل الحقيقة ، أو مصبوغ بها ، أو قريب منها ، وليس هي في حد ذاتها ، من قال ان الحقيقة شيئ غير مثير ، من صاحب هذه المدرسة في الصحافة أو الإعلام ، حتى صارت نهجا وطريقا للغالبية . من صاحب نظرية الهجوم على الشخصيات بنشر حقائق فعلية حتى تستأنس ، ثم نلون نفس الحقائق بألوان أخرى لتلميع نفس الشخصيات لأنها باتت مصادر لأشياء عديدة ، إعذروني إن قلت أن هناك العديد من الخطايا ترتكب بشكل دوري بإسم الحقيقة أو البحث عنها .
اما عن الشق الثاني ، لماذا يسمح المتلقي أن يسلم نفسه فريسة بشكل دوري لكل الأشياء المغلوطة التي يتلقاها ، لماذا لايحكم عقله وضميره ويقينه فيما يتلقاه ، وبات يصدق معظم مايقال بل ويجري خلف بعض المزيفين المعروفين ويستمع لهم على مدار الليل ثم يخرج ويسب فيهم عقب حلقاتهم ، وينتظرهم في الحلقة التالية ويشعر بالفراغ يوم اجازتهم ، وفي المقابل حينما تقال الحقيقة " الحقيقية " تجدها غير مستثاغة بالنسبة له ، وغير مقتنع بها .
حقيقة ودون تنظير لا أعرف هل نحن أصحاب المسؤولية في تشويه الذوق العام ، أم نوعية الرأي العام وثقافته هي التي دفعت الغالبية العظمى للتزييف ، ام المسؤولية مشتركة ، لكن ما اعرفه ان الحقيقة لابد ان تكون نفيسة على الجميع فالحق أحق أن يتبع. وختاما لاننا في زمن تاهت فيه المفاهيم الحقيقية ، أعرض عليكم تعريف الأصوليين للحقيقة ، ليكون أساسا قويا ومرجعا لمن لايعرفه ، او من يحاول تجاهل معرفته ، وحجة امام الله على من قرأه ولم يعمل به . الحقيقة وبعد بحث طويل توصل الفقهاء لتعريف بسيط لها وهو الصدق في تعارضه مع الكذب ، وهي الواقع في تعارضه مع الوهم .