بقلم حسن المستكاوي
** رفضت وشجبت وانتقدت كل قرار مخالف لقيم الرياضة وآدابها. وفى نقدى لست من الرداحين الموتورين الهجاصين المغيبين. ولا أهوى إشعال الفتن والاحتقان. وإذا كان هناك من يقبل بانسحاب فريق المقاولون أو التهديد به بسبب الظن فى خطأ حكم، فأنا لا أقبل ذلك، وسأنتقد كل من يفعل ذلك، لأننى انتقدت من قبل مرات ومرات كل من فعل ذلك.. وعندما يبرر لاعب فى المقاولون عصبيته وتجاوزه فى حق الحكم ولو بالتشويح، بأنها نرفزة ملعب، فإن نرفزة الملعب تستوجب العقاب، وإلا ترجمنا كل تجاوز على أنه نرفزة ملعب. والله يسامح المعلقين والصحفيين والإداريين واللاعبين الذين رسخوا مفهوم «نرفزة الملعب» وأباحوا بها الاعتداء والإيذاء.. حاجة تقرف!
** لاعب المقاولون الذى كان عصبيا ومتجاوزا ويستحق الطرد، أصابته تلك العصبية لأنه كان مهزوما من الأهلى. لم تكن القضية الأولى عنده أنه تعرض لظلم من حكم حسب ظنه، فلو كان فائزا لما نطق بحرف. فهكذا تلوى الحقائق، وهكذا تبرر الجرائم والتجاوزات، وهكذا يتناول المسطحون والدخلاء على الرياضة وعلى كرة القدم الخروج على القانون والخروج على الأخلاق.. حاجة تقرف برضه!
** وإذا كانت شماعة التحكيم وسيلة من وسائل التغطية على هزائم، فإن العالم الآخر، شهد ضياع بطولات كأس عالم وكأس أوروبا وغيرهما، بسبب أخطاء الحكام ولم ينسحب فريق من الملعب، وإذا حدث فهو يعاقب. ولم يهدد فريق آخر كان يجلس فى المدرج يشاهد المباراة بالانسحاب بسبب التحكيم، وهى سابقة من سوابق الكرة المصرية.
** فى أغسطس الماضى حين اندلعت معركة الشيخ، انتقدت تهديد الأهلى بتجميد النشاط وبالانسحاب، قولا ونصا. وأسجل ذلك الآن لأن المتعصبين ينسون، ويتغاضون، ويغيبون. ويومها قلت بالنص فى مداخلة بالإذاعة: «الأهلى يستقوى بجماهيره ويشعل النار بذلك. ما يفعله قطبا الكرة المصرية يعتبر لعبا بالنار وهو أمر غير مقبول من الطرفين سواء من مشجعيه أو مجالس إداراتهم» وكذلك «اتهمت مجلس إدارة الأهلى بالاستقواء بجماهيره عندما رفض خوض لقاء القمة مع الزمالك على ملعب الجونة، ليتم نقله بعدها إلى ملعب الجيش ببرج العرب».. وعندما هدد الأهلى بالانسحاب وانسحب من كأس مصر منذ سنوات وأعتقد عام 2011، كان تعليقى أنه قرار غير مسئول، ولابد من عقاب إدارته على هذا القرار»..!
** لم أهرب ولن أهرب من إبداء رأيى أبدا فيما يجرى، لأن هناك الملايين من المحترمين الذين ينتظرون كلمة الحق، خاصة أن الكثيرين فى هذه الأيام يركبون الموجات، ويتاجرون بالانتماءات، ويشعلون النيران بالتسطيح، والتفاهات والسباب، وذلك بالادعاء بأن هذا هو الانتماء.. وقد تكررت تلك الأزمات بنفس الصورة، وبسياسة حافة الهاوية، ثم العودة فى القرارات، لكن بعد أن اشتعل شارع الكرة المصرية بالغضب والكراهية والاحتقان.. وأقول دائما إن تلك الأزمات وتلك المعالجات غير القانونية والخالية من العدل وراء حالة الكنافة التى تعيشها كرة القدم فى مصر.. وهى الآن كنافة بالسبانخ، أو كنافة بالكوسة، أو كنافة بأى حاجة، لا يهم، فلا الأهلى عوقب من قبل ولا الزمالك سيعاقب من بعد، ولا أحد يعاقب أو يحاسب من قبل ومن بعد..!