بقلم - خالد الإتربي
مصائب قوم عند قوم فوائد ، هي حقيقة لمسناها في مواقف كثيرة ، لكنني شخصيا لم اعتد ان تكون مصيبة فرد واحد فائدة لقوم ، بوصفها شيء فوق طاقة أي بشر أيا كانت قدرته على التحمل ، وعندي يقين ان من يمر بهذا الموقف سرعان ما سيبدل الله حاله رحمة به ، وردا لكيد المستفيدين من مصائبه او الشامتين فيه .
ان تكون لاعبا في اكبر اندية القارة الافريقية فبالطبع لابد ان تتوافر فيك العديد من المقومات الفنية والشخصية ، وفي حالة فقدان إحداها ستفتح على نفسك أبواب الانتقاد الجماهيرية ، والفنية ، و " المفتية " الى ان تستعيد ما فقدته ، او تفقد المزيد لتصبح غير جدير بالمكان الذي تمثله ، وتكون النهاية معروفة للجميع .
هذه هي المعادلة البسيطة المفترض ان تكون في اي ناد في العالم ، لكن ما حدث مع حارس الأهلي شريف اكرامي في أزمته الأخيرة بتراجع مستواه ، يعد استثناء صارخا للقاعدة ، للعديد من الأسباب الهامة التي وضحت مباشرة بعد انتهاء مباراة امام اسيك ابيدجان الايفواري .
تابعت معظم ردود الأفعال التي كان اغلبها غاضبة او شامتة او " راقصة " منذ خطأ شريف اكرامي في مباراة اسيك ابيدجان في الهدف الثاني وبالتالي خسارة الأهلي مباراة هامة قد تكلفه الخروج من دوري أبطال افريقيا ، وأتمنى ألا يحدث ذلك .
وبتحليل ردود الأفعال سيكون من الطبيعي ان يكون الغضب هو السمة السائدة لجماهير الأهلي التي لم تعتد ان يأتي ناديها في المركز الثاني او يتذيل مجموعته الافريقية او يودعها مبكرا ، وبالمناسبة من حقها الغضب من أي لاعب او الهجوم عليه في حالة الخطأ المتكرر ، لأنها هي نفسها التي ترفعهم على الاعناق في حالة التتويج بالبطولات ، فمن يفرح ويفتخر باعتلائه الاعناق ، عليه قبول النزول من عليها في بعض الأوقات ، خاصة اذا كان هو صاحب اليد العليا في هذا النزول .
ما يحزنني بشكل شخصي حالة الشماتة غير العادية من بعض الصحفيين في ما يمر به اكرامي من هبوط في مستواه ، والتشفي فيه بعدما اعلن اعتذاره عن الأخطاء التي وقع فيها ، هل يعقل ان ننتقل من دور الموجه والناصح والناقد الى هذه الدرجة من التدني ، اعتقد ان ما يحدث ضد الاخلاق والمبادئ والدين .
و ما يثير الاشمئزاز أيضا هو الرقص على جثة اكرامي ، واستغلال الموقف للوصول الى مأرب يعلمها الجميع ، وهو ما تجسد في صورتين واضحتين ، الأولى هي لجوء الهولندي مارتن يول المدير الفني للهجوم الشرس على اكرامي بعد المباراة ، وتحميله المسؤولية ، وذلك لإلهاء الجميع عن اخطائه الكارثية في التعامل مع المباراة سواء في الاستعداد لها او وضع تشكيلها ، او ادارتها حتى نهايتها .
هل اكرامي المسؤول عن التشكيل الخاطئ ، هل هو المسؤول عن عدم الضغط على حامل الكرة في الهدف الأول ليسدد بكامل الاريحية ، هل اكرامي المسؤول عن ارتباكك بعد الهدف ، هل هو المسؤول عن تغييراتك الغير مبررة ، هل هو المسؤول عدم الاعداد النفسي للاعبين ، هل اكرامي الذي فتح المجال للاعبين للاحتفال بالدوري والتمادي فيه قبل مباراة في غاية الأهمية بساعات قليلة ، هل اكرامي من يحصل على 140 الف يورو شهريا ولم يقدم أي بصمة تذكر ، العديد والعديد من الاستفسارات التي لن تجد لها إجابات ، الا عند مريديه " والمطبلاتية" الذين بدأوا بترويج شائعات عن تعرضه لمضايقات من محمود طاهر رئيس النادي وعبد العزيز عبد الشافي مدير قطاع الكرة .
اما الصورة الثانية هو استغلال عصام الحضري حارس الأهلي السابق ووادي دجلة ، ودراويشه للأزمة ، والامعان في " الإجهاز" على اكرامي لتمهيد الطريق لعودة الحضري من جديد لموسم او اكثر ، لحين تجهيز حارس جديد ، او استعادة اكرامي لمستواه ، وذلك بتسريب اخبار عن دراسة مجلس النادي الأهلي لعودة الحضري .
لست مؤيدا او رافضا لفكرة عودة الحضري للأهلي ، فهو امر لا يعنيني ولست مستفيدا في حالة حدوث أيا من الحالتين ، لكن ما يهمني هو عدم الوصول الى هدفك على جثة شخص اخر ، وعلى الحضري اذا ما أراد العودة ان يأتي من الباب الكبير ، ليس مثلما غادر من الباب الصغير .