بقلم حسن المستكاوي
** نصف ساعة أو نصف مباراة لعبها الأهلى ببراعة، وبإبداع خططى وتكتيكى، وسجل أربعة أهداف، ثم خلد لاعبو الفريق إلى ما يشبه القيلولة فى الشوط الثانى، وهى فترة نوم، فى فترة الظهر، تتراوح مدتها بين 10 و30 دقيقة، وترفع من مستوى التركيز وتقوى الذاكرة.. وخلالها سجل الشرطة ثلاثة أهداف.
** كيف يتقدم فريق بأربعة أهداف، ثم يصل فى لحظة من المباراة لدرجة الشعور بخطر التعادل على الأقل؟
إنها طبيعة اللاعب المصرى، أو هى الشخصية المصرية التى لا تتحرك سوى فى أوقات الشدة، أو لا تبذل أقصى طاقة وجهد كل يوم وطوال الوقت، فى العمل وفى اللعب وفى الحياة.. أليست كرة القدم عملا له مقابل؟ لماذا يظن لاعبنا أن عمله «بارت تايم»؟ لماذا يظن لاعبنا أن الذهاب إلى الملعب فقط يعد عملا.. وأن اشتراكه فى مباراة يعد عملا.. وأن تسجيله هدفا أو هدفين يعد عملا كافيا يستحق عليه راتبه؟ لماذا لم يتغير لاعبنا ولا يريد أن يتغير، فيلعب من أجل المزيد من الأهداف، ومن أجل إمتاع جماهيره بالإبداع واللعب الجميل؟!
** ما حدث أن جمهور الأهلى عاش لحظات بهجة وفرح بأداء فريقه، واحتفل بدور مدربه مارتن يول فى هذا الأداء.. ثم أصيب بالضيق والغضب حين وجد نفس الفريق بلاعبيه ومدربهم يتراجعون أمام إجادة اتحاد الشرطة، وإصراره على البقاء فى المباراة على الرغم من أربعة أهداف كانت تكفى لإخراجه منها.
** تنوعت أهداف الأهلى.. لكن أفضلها كان لأحمد فتحى بعد جملة تكتيكية رائعة تبادل فيها مجموعة الهجوم الكرة وانتهت عند فتحى فى الوسط، وسدد وسجل. وكذلك كان هدفه الثانى جميلا وأجمل ما فيه تفويته رمضان صبحى.. فتلك كانت لحظة ابتكار بقرار فى أقل من نصف الثانية وقد نجح فتحى فى مركزه الذى سبق وأن لعب به مرات، إلا أن نجاحه يعود هذه المرة لمزجه بين الواجبين الدفاعى والهجومى.. ومكسب كبير للأهلى أن يضيف لاعبا فى خط الوسط يسجل هدفين بجانب مجموعة الهدافين الآخرين.
** فى قصة المباراة، أتوقف عند دور المدرب، فلا يمكن لمدرب أن يظهر دوره بدون اللاعبين.. بمعنى أن مارتن يول كانت له تعليمات، ولأن المدربين لا يلعبون فقط فى الشوط الثانى كما يتردد بطريقة جملة «العبارة فى الشكارة».. ففى الشوط الأول وضع المدرب التشكيل وغير فيه وفى بعض المراكز، ووضع خطة وطريقة لعب، والتزم الفريق كله بالتعليمات.. فكان مارتن يول موجودا، فهل لم يكن موجودا فى الشوط الثانى بسبب نشاط وجرأة فريق الشرطة؟!
** إن تقييم عمل المدرب يخضع لرؤية أعمق بكثير مما يحدث فى مواقع التواصل الاجتماعى التى كادت تتراقص فيها الكلمات طربا وإعجابا بالمدرب الهولندى الشهير فى الشوط الأول، وكيف أن بصمته ظهرت و«لعلعت ».. ثم انتهت العملية بتساؤلات من نوع: «إنت فين يا عم يول»؟!