توقيت القاهرة المحلي 14:18:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أنتم جميعا «مهزومون»..!

  مصر اليوم -

أنتم جميعا «مهزومون»

حسن المستكاوي

** ألا توجد نهاية لهذا الهبوط من أعلى إلى أسفل؟

لقد تحولت بعض البرامج، دون تعميم، إلى مسرح أراجوز، يخطفك فيه صاحبه إلى أعلى لحظة درامية تضحك الأطفال، وهى التى يضرب فيها الأراجوز زوجته بالعصا، وتلك عنصرية وإسفاف، لعله زرع فى وجدان الأطفال أيامها، بحق الزوج فى ضرب زوجته.. لكن هذا الإسفاف المضحك زمان بات إسفافا مخجلا ومؤلما يشع الحزن ويشيع الأخلاق، فتعددت المسارح، والمساحات والشاشات، واحتشدت بمبارزات يمارسها رياضيون وشخصيات رياضية، كأنهم من المجالدين، الذين كانوا يتقاتلون على أرض الكوليزيوم الرومانى (أول استاد فى التاريخ) بحيث تنتهى المباراة بمقتل المهزوم وبقاء المنتصر على قيد الحياة منتظرا مباراة أخرى، يتسلى بها القيصر وحاشيته!

** لا يدرك هؤلاء الرياضيون أنهم وسيلة بعض وسائل الإعلام لصناعة نسب المشاهدة العالية ونسب القراءة الكبيرة، والبعض منهم يتسلح بسلاح الرفض، والمعارضة، وإعلاء السلبيات فى المجتمع، والبعض يستخدم شخصيات كأنها كرات، يركلها، أو يركلها المختلفون والمتصارعون.. ولا يدرك هؤلاء أنهم مثل المجالدين الرومان، يتقاتلون لتسلية القيصر، وهو هنا الجمهور الذى يقال عنه ظلما إنه اللى «عايز كده»، فالجمهور لا يجد بضاعة أخرى عندهم، أو تتوه البضاعة الجيدة وسط هذا الكم من الإسفاف، ثم إن هناك فارقا واحدا ومهما بين هؤلاء الشخصيات التى تتقاتل على الشاشات والمواقع والأوراق وبين المجالدين، وهو أن كل مبارزة يخوضها هؤلاء، تنتهى بمقتل الخصمين، وتلك واحدة من المباريات التى توصف بأنها 
تاريخية لهزيمة طرفيها. وهى هنا ليست مجرد هزيمة، ولكنها كارثة أخلاقية، تصنع الاحتقان، وتقود المجتمع وشبابه إلى الاقتتال الفكرى واللفظى.

** إن الرياضة تصنع البهجة والمتعة، وتعلى من الإحساس بالنضال والشرف والجمال، لكنها فى ساحاتنا ومسارحها، تصنع الألم، والحزن، والإسفاف.. ومن أسف جدا أن يطلب منا التعليق، والدفاع عن طرف ضد طرف، خاصة أن الخلط فاق الحدود، فظهرت إساءات لمدربين أجانب تحت عناوين تتعلق بالدين، وكنت أظن أنه معلوم تماما أن الدين لله، والسياسة فى صندوق الانتخاب، والرياضة للجميع.

ثم لماذا يسكت من يتعرض لاعتداء، لماذا لا يدافع المظلوم عن نفسه أمام المعتدى وأمام الظالم بالقانون، ولماذا يظل التراشق والادعاء والسباب وسيلة الفوز بالحق، بينما القانون هو الشرعية الوحيدة التى تحفظ كل حق؟!.. ومن جهة أخرى وإلى الذين يطلبون منا التعليق على تلك المباريات هل تظنون أن هناك هذا الوقت والجهد الذى يسمح لنا بمتابعة تلك المبارزات وهل تستحق أصلا أن نتابعها ونعلق عليها؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أنتم جميعا «مهزومون» أنتم جميعا «مهزومون»



GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 14:27 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تفسدوا فرحة ”الديربي“

GMT 12:40 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

خواطر التدريب والمدربين

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 23:17 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

١٠ نقاط من فوز الاهلي على سموحة

GMT 23:41 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

كيف قاد فايلر الاهلي للسوبر بمساعدة ميتشو ؟

GMT 06:22 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

وحيد .. هل يقلب الهرم؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon