حسن المستكاوي
** تتغير خريطة الكرة الأفريقية كثيرا. فهناك فرق جديدة تظهر فى بطولات القارة، بينما كانت حدود الخريطة مستقرة لعقود وتحتلها فرق كبيرة، عرفت بأنها تلعب كرة قبائل البانتو العنيفة ولاعبوها عمالقة مثل أشجار السنديان، ومن تلك الفرق أشانتى كوتوكو، وكانون ياوندى، وأفريكا سبور، ونكانا رد رديفلز. وذهبت قوة بعض هذه الفرق وظهرت فرق أخرى ومنها التى لعبت مع الفرق المصرية منذ أيام.. مثل ريكرياتيفو ودون بوسكو من الكونغو، بينما لم يعد أفريكا سبور مرعبا كما كان إلا أن يونيون دوالا كان فريقا شرسا وهو يواجه الزمالك خاصة فى الشوط الأول.
** هى مباريات أشواط على أى حال وليست مباريات كاملة كما نرى فى البطولات الأوروبية. فقد لعب الأهلى شوطا هو الأول أمام ريكرياتيفو، ولعب الزمالك شوطا هو الثانى أمام يونيون دوالا، ولعب إنبى والمقاصة شوطا على مدى الشوطين أمام أفريكا سبورتس، ودون بوسكو. وفى المباريات الأربع ذات الأشواط الأربع، تصيبك الحيرة، فأى الأشواط كان للمدربين وأيهما كان للاعبين ؟!
** يقال كثيرا من جانب الكثيرين أن «الشوط الثانى للمدربين».. هل تصدقون ذلك؟
** المقولة يرددها خبراء، على أساس أن المدرب يمكنه أن يتدارك الأخطاء التى وقع فيها فى الشوط الأول بإجراء تغييرات تحقق أهدافه من المباراة. وسبق وتساءلت: «أين يكون المدرب فى الشوط الأول؟» وشوط من هذا الشوط.. اللاعبون أم الجماهير؟
الشوط الأول للمدربين أيضا، فهم الذين يضعون التشكيل، والتكتيك والخطط وطرق اللعب، وهم من يسأل عن ذلك مهنيا وفنيا، وعندما يقع المدرب فى خطأ بالتشكيل، قد يدفع الثمن فى المباراة كلها. وأذكر أن لويس سيزار مينوتى مدرب الأرجنتين القديم قال يوما: «إن خطأ واحد فى التشكيل واختيارات اللاعبين يمكن أن يكون خطأ المباراة».
** الشوط الثانى مثل الشوط الأول للجميع، للمدربين وللاعبين. ولكنه قول بات من الأقوال المأثورة أطلقه أحدهم حين احتار فى الشوط الأول وإذا كان الشوط الثانى للمدربين.. فهل نجح ماكليش مع الزمالك فى الشوط الثانى وفشل فى الشوط الأول الذى سيطر عليه يونيون دوالا؟ وهل نجح مارتن يول مع الأهلى فى الشوط الأول الذى صنع فيه الفريق عدة فرص للتهديف وفشل فى الشوط الثانى لأنه لم يصنع شيئا ؟.. كيف يكون تقييم عمل المدربين بالشوط؟
** «الشوط الثانى للمدربين..» هو قول موروث مثل مقولة « الكورة إجوان ».. وهى كذلك إذا كان المقصود أن الأهداف تثير الحماس وتضفى الإثارة على المباريات، لكن الكورة ليست دائما أجوان، ففى أحيان قد تشهد عشرة أهداف ومع ذلك تشعر بالملل لأنها هزت مرمى فريق واحد لأن اللعب فى إتجاه واحد. بينما هناك مباريات تنتهى بالتعادل السلبى لكنك تظل مشدودا لها ومشدوها بها بسبب قوة المنافسة والندية والصراع.. الكورة فى جوهرها صراع، وكلما علت درجة الصراع كلما تميزت المباراة. فتلك هى الدراما القوية التى يتخاصم فيها طرفان على نفس القدر من القوة.
** «الكورة مش إجوان.. وإنما صراع. والشوط الأول زى الشوط الثانى للمدربين وللاعبين.. مفيش حاجة اسمها شوط مدربين من فضلك ؟!»