بقلم: رشيد القمري
لم يخلف رئيس فريق "الوداد" البيضاوي لكرة القدم سعيد الناصيري، وعده وهو يقدم نفسه مرشحًا لرئاسة الفريق "الأحمر" خلفا لسابقه عبدالإله أكرم قبل سنة وما يزيد عنها بأيام، بعدما أكد أنه سيحول "الوداد" من فريق نهشته الصراعات في المواسم القليلة الماضية، إلى آخر يتنافس من أجل الألقاب.
الناصيري كسب معركته في ظرف سنة، رغم أنه لم يضف الشيء الكثير على الفريق أو حتى نقول إنه وضع الوصفة السحرية، التي مكنته من جعل "الوداد" يظفر باللقب الثامن عشر في تاريخه، والأول له رئيسًا للنادي منذ تسلمه زمام تسيير أحد أعرق وأقوى الفريق المغربية، بل والقارية أيضا نظرا لمكانة الفريق "الأحمر" في أفريقيا.
الناصيري قطّب الجرح الذي نال من "الوداد" في السنوات الماضية، بتعاقده مع الويلزي جون توشاك لما يملكه الرجل من خبرة في ميدان التدريب وكلاعب، خبرة امتدت على مدار 50 سنة من التألق سواء بوطنه ويلز أو خارجه، لاسيما في إسبانيا، حيث أشرف على فرق كبيرة يبقى أبرزها عملاق أوربا "ريال مدريد" نهاية القرن الماضي.
ورغم أن العديد سواء كانوا محبين للوداد أو متتبعين للشأن الكروي بالمغرب ظنوا أنه لا فائدة من التعاقد مع مدرب كما يقول اللبنانيون "ختيار" أو كبير في السن، وأن الأجدر أن يتولى مدرب مغربي سفينة الفريق لعلمه بخبايا الدوري المحلي، إلا أن الناصيري أصر على أن توشاك هو رجل المرحلة، أكان الأمر حدسا أم إيمانا بقدرات رجل بلغ من الكبر عتيا، أم إحساس مسر مر من أزمة "الوداد" بسلام، علما أن فئة عريضة رأت في ترشحه لرئاسة الفريق إكمالا لمسلسل سابقه عبدالإله أكرم، نظرا لوجوده مع مجلس الإدارة السابق المغضوب عليه من طرف الوداديين، بعد مقاطعتهم لمباريات الفريق في الدار البيضاء، لكنه برهن على أن العمل شيء، والقول شيء آخر، وأعاد تلك الجماهير إلى مدرجات محمد الخامس لتبدع، وتنسى السنوات العجاف.
لمسة توشاك تظهر أينما حل وارتحل، فالرجل معروف بفكره الكروي الممتاز ونادرا ما يخرج دون لقب في أي دوري يشرف على ممارسة المهنة التي يجيدها، وهو ما جعله ينسجم بشكل كلي مع محيط "الوداد"، دون نسيان سخاء الناصيري في توفير متطلبات الويلزي كيفما كانت نوعيتها، لاسيما مع بداية الموسم الحالي، حيث أبرم انتدابات يرى أغلب المتتبعين أنها ستجعل من "الوداد" فريقا قويا أقوى من الموسم الماضي، قد ينافس الموسم المقبل على كل الواجهات، التي يشارك فيها باستقطابه للاعبين متمرسين كالبحري وايت بن يدير والعروبي، إضافة إلى لاعبين واعدين كالحداد وأوناجم والمالي مختار سيسي، لكن شريطة عدم الغرور ومناقشة كل مواجهة على حدة، حتى لا يقع في أخطاء الرئيس السابق عبدالإله أكرم الذي بدوره تعاقد مع ثلة من النجوم المغاربة والأفارقة، غير أنه فشل في تحقيق الألقاب على مدار سبع سنوات من الرئاسة، باستثناء درع يتيم للدوري سنة 2010.
هو إذن دهاء مدرب راكم تجربة كبيرة في ميدان الكرة المستديرة، وحكمة رئيس استفاد من أخطاء سابقه وتعلم منها، لكن السنوات المتبقية للرجلين معًا بالوداد، هي من ستحكم عليهم بالفشل أو المجد.