بقلم - محمد القاعود
مرّ التصريح الخطير الذي أدلى به مدير الإعلام باتحاد الكرة المصري عن ترحيبه بتطبيع العلاقات الرياضية مع إسرائيل وعدم ممانعته في أن تلعب الفرق المصرية والمنتخبات في تل أبيب ، على أساس وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين ، مرّ هذا التصريح مرور الكرام دون أن يحاسبه أو يتعرض له أو يعترضه أحد من المسئولين عن الرياضة المصرية أو العاملين في الحقل الإعلامي ولم ينل حقه في المتابعة وسط هذا الكم الهائل من ساعات البث التليفزيوني والإذاعي التي يتم بها غسيل دماغ الشعب المصري ، الأمر الذي يعد موافقة ضمنية ومباركة على تصريحات السيد عزمي مجاهد الذي ربما اعتقد أنه متحدث باسم الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم !
وقال مدير الإعلام في مداخلة هاتفية مع أحد البرامج في القناة الفضائية التي يعمل بها "العاصمة" بالنص :" مصر تقدمت بملف لتنظيم بطولة كأس العالم للشباب تحت 19 سنة، وليس معنى منافسة إسرائيل الانسحاب من البطولة ، مضيفا أن هناك تبادل دبلوماسي مع إسرائيل، وهناك لاعبون مصريون لعبوا مباريات في تل أبيب ولابد من التكلم بوضوح فلا يوجد مشكلة مع إسرائيل أو اشتراكنا في البطولات الرياضة معها " !
وتابع "المجاهد" من أجل إسرائيل "الجميلة" من وجهة نظره ، والمدافع عن تطبيع العلاقات معها مرتديا ثوب الواعظين : "افصلوا الرياضة عن السياسة وطالما فيه تمثيل دبلوماسي معندناش مشكلة وأنا شايف إن قطر أخطر من إسرائيل علينا" !
السيد "المجاهد" الذي هبط بالبراشوت على اتحاد كرة القدم رغم أنه كان لاعبا سابقا لكرة الطائرة ، تولى مسئولية إدارة الإعلام باتحاد الكرة رغم أنه لا علاقة له من قريب أو بعيد بالإعلام ، يطلّ علينا كمذيع في قناة العاصمة ليخيف كل من يعارض أو يخالفه في الرأي ويتوعده ويهدده ولا أعرف على وجه الدقة ما طبيعة المحتوى الذي يقدمه أو حتى الهدف منه .
وتناسى مدير الإعلام في اتحاد الكرة أن محمد صلاح ومحمد النني لعبا في إسرائيل "إجباريا" لأنهما محترفان في أوروبا ، ولأن القوانين هناك صارمة ولا مجال للمناقشة .
بالتأكيد فالسيد عزمي "كوهين" الذي طالما تغني بالوطنية والقومية وما إلى ذلك من الشعارات الجوفاء الرنانة التي يتخفى ورائها ، ويدّعي كذبا وإفكا دفاعه عن جيش مصر العظيم ، نراه يتحول إلى النقيض تماما ويبارك التطبيع مع الأعداء والقتلة الذين انتصرنا عليهم في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 والكفاح في السنوات التي سبقت وتلت الحرب ، وكم من بيت في مصر لا يخلو من شهيد أو مصاب ، أو كان له قريب أو جار أو صاحب شارك في الحرب ونال شرف النصر أو الشهادة ، ليأتي السيد عزمي ويتحفنا من خلال طلته "المخيفة" على الشاشة ليضرب بكل ثوابت الوطنية عرض الحائط وطوله أيضا ، ويرحب بالتطبيع الرياضي مع إسرائيل ، بل ويبارك اللعب في دولة الكيان الصهيوني المحتل وفتح باب للمنافسة مع رياضييها وكأنه نائب في الكينيست الإسرائيلي !!
أود أن أوجه رسالة إلى المجاهد دفاعا عن إسرائيل : كنت أتمنى أن تكون وطنيا كما تدّعي ، وأن تتذكر مشهد القتل والتدمير الذي قامت به إسرائيل بحق الدول العربية ، وبحق "مصر" التي تدّعي أنك تدافع عن جيشها الذي خاض حروبا مريرة ضد الكيان الصهيوني الذي قتل وشرد الألاف ودمر منذ أن وطأت أقدام هؤلاء المنطقة .
إذا كنت تتغني بوجود اتفاقية دبلوماسية بين البلدين يا سيد عزمي ، فهذا أمر اضطراري بفضل بنود معاهدة السلام التي وقعنا عليها بعد الانتصار ، وهذا لا يعني على الإطلاق أن ننسى أنهم أعدائنا الحقيقيين ويمثلون الخطر الأكبر علينا ويتحينون الفرصة للإنقضاض في أقرب فرصة ، وأدعوك يا عزمي للتركيز في عملك وتحسين الموقع "الساقط" والفاشل للاتحاد شكلا ومضمونا والذي أنت مسئول عنه .