خالد الإتربي
من دون مقدمات طويلة تستنزف طاقتنا كثيرًا، وتبعدنا عن مناقشة الأمر بموضوعية، أُريد أن أطرح تساؤل يؤرقني، ويشتت تركيزي ومنظوري للأمور في الوسط الرياضي على وجه التحديد، ما هي الفائدة الحقيقية من تحركاتنا اليومية، بمعنى أدق ليكون مفهوم للجميع وبالعامية "إحنا فايدتنا إيه".
عزيزي رئيس مجلس إدارة إتحاد الكرة، وعضو المجلس، والموظف في الإتحاد، وبالتبعية مثلهم في الأندية، أستاذي الناقد الرياضي، وزميلي الإعلامي، والجماهير الكرام، كل تحركاتنا في الحياة الرياضية، ما هدفها الحقيقي؟.
أعلم أنّ القسم في مقال صحافي أمر غير مستحب، لكن الضرورات تبيح المحظورات، أقسم بربي أنّ سؤالي مجرد من أي أهواء، قد تتبادر إلى ذهن أي فرد من المنظومة التي أخاطبها، أو أتوسل لهم أن يجيبوا على سؤالي.
قبل كل شئ أرجوك أن تأخد وقت من التفكير، ثم تطبق الأمر على نفسك، وتحاول أن تجيبني بأي وسيلة، والوصول لأي شخص سهل في هذا العالم، واعتبره معروف تسديه في شخص حقيقةً يحتاج النصيحة من شخص يشعُر أنّ جهوده اليومية كللت بالنجاح في تحقيق الهدف المطلوب.
وحتى لا تتهمني بالتشاؤم، أو حساب الأمر بنظرة سودوية، دعني أناقشك فكري بهدوء "كل عمل تقوم به لا بد أن يكون له هدف، وإلا سيكون عمل عشوائي لا قيمة له، حتى وإن تحقق إنجازًا بالمصادفة، فلن يتكرر كثيرًا، لأنك لو إتخذت نفس المعطيات، لن تحصل على نفس النتائج".
الوسط الرياضي في مصر، وأتأسف للفظ، لأننا نظلمه حين ما نستخدمه على البيئة الموجودة حاليًا.
الرياضة ياسادة لها أهداف، في حالة عدم تحقيقها، فتكون شئ آخر اخترعه الفساد في مصر لم يتوصل العلم إلى مسماه حتى الآن.
أحد أهم أهداف ممارسة الرياضة في الدول المتقدمة، هي التتويج بالبطولات أو السعي لها، بالإضافة للجانب الاستثماري الكبير الذي يعود بالنفع على عناصر الرياضة قبل الدولة، وتستخدمه الدول الكبرى كأحد الأذرع الكبيرة في الاقتصاد.
راقب معي، الأحداث الآتية حدثت في الأشهر القليلة المُنقضية، وستعلم دوافعي لهذه النظرة، ونبدأ فشل لجميع الفئات العمرية لمنتخبات الكرة، ابتعاد كبار الأندية المصرية عن المنافسة على الألقاب القارية، وانسحاب نادي "الزمالك" من الدوري بغض النظر عن عودته في اليوم التالي، نهايةً بحل مجلس إدارة النادي "الأهلي"، وفوق كل هذا مدرجات من دون جماهير.
أي سلعة منتظر الحصول عليها، من هذه المادة المهترأة، أي متعة قد نجدها، أو عائد مادي قد نصل إليه من هذه المعطيات.
حقيقةً إعذروني، قاربت على الوصول لعامي العاشر كفرد من أفراد الوسط الرياضي، والمعطيات سيئة والنتائج أسوأ منها، فكان من المنطقي أن أبحث عن إجابة لسؤالي، خصوصًا أننا طالبنا كثيرًا بالتصحيح ولا نجد مجيب، هل نظل طيلة أعمارنا ننصح ولا نجد استجابة، وفي النهاية نفرح بما وصلنا نحن إليه من إنجازات شخصية، حقيقةً ليس هذا هدفي، أرغب في التغيير، أو ألغوها وفضوها سيرة.