خالد علي
كم يستغرق الانسان لقطع مسافة 200 متر ؟؟ الاجابة دون تردد دقائق معدودة على أصابع اليد الواحدة.
ولكن عندما يكون هذا الانسان هو محمود الخطيب قليصمت الجميع ويسمع مايلي صباح اليوم، في مقر النادي الأهلي بالجزيرة، كان الجو هادئا نسبيا، كل شيء مستعد لاستقبال اليوم الاستثنائي "الجمعية العمومية".
فجأة تحول السكون إلى نشاط والهدوء إلى صخب الأفراح، وتفتحت الأزهار، وبدأت الأيام الملاح، فقد سطعت الشمس وملأت أرجاء دنياها بالنور والدفء.
نعم إنه محمود الخطيب، شمس الأهلي التي لا تغيب، والأسطورة التي يتحدث عنها التاريخ.
منذ أن ظهر أمام المبنى الاجتماعي التف حوله الأعضاء والعضوات، كان بيبو يقصد الصوان لتسجيل اسمه في كشوف الجمعية العمومية، المسافة أقل من 200 متر.
كنت مخدوع وموهوم، سمعت كثيرا عن شخصية الخطيب وكاريزمته ونجوميته، والتقيت به أكثر من مرة ولكن اليوم كان مختلفا.
حسبت الحسبة بالمنطق.. كنت أخطط لالتقاط صور فوتوغرافية للخطيب ولقطة فيديو أثناء دخوله الصوان، ولكن الحدث لايحدث إلا مرة واحدة فتحت الكاميرا الخاصة بي، ورفعت درجة الاستعداد لإنجاز مهمتي.
فتحت الكاميرا والتقت بعض اللقطات المصورة والفيديو للخطيب، وانتظرت حتى جاءت لحظة دخوله للصوان وصورته في لقطة مدتها 7 ثواني، هنا حدثت الفاجعة بالنسبة لي، فقد فرغ شحن بطارية الكاميرا.
هل تعلم أن الخطيب قطع مسافة ال200 متر في اكثر من 45 دقيقة والتقط اكثر من 350 صورة تذكارية مع الأعضاء والمعجبين من كل الأعمار، سن أيام حتى سن السبعين، رجالا ونساءا وشبابا.
نعم.. بيبو واحد مش مننا.. كاريزما لا يتمتع بها غيره، شعبية لم ينعم الله بها على أحد غيره، سيخرج أحدهم ويقول أين ابوتريكة، ابوتريكة ثاني اكثر شعبية في مصر بعد الاسطورة محمود الخطيب.
تعجبت من ابتسامة الخطيب التي لم تفارق شفتيه، حتى بعد خروجه من الصوان ومعرفته بعدم ادراج اسمه في كشوف الجمعية العمومية، أسمع صوت محمود طاهر وأعضاء مجلسه يقولون.. الخطيب مش فوق القانون، ولم يسدد الاشتراكات في الموعد القاوني فقد سدد اشتراك سنتين ونصف قبل الجمعية العمومية ب 11 يوم فقط.
يامعشر طاهر، ألا يوجد بينكم رجل رشيد، ألم يخرج من "مخكم" -رعاه الله- فكرة اخطاره بتسديد الاشتراكات لانه ليس عضو عادي، فهو محمود ابراهيم الخطيب.
بالطبع لم ولن يفهم طاهر ومجلسه هذا الأمر، لأن بينهم عماد وحيد عندما وصف الخطيب بالمشتاق للإعلام والسعي وراء التلميع، فكم كنت اتمنى أن يرى ما رأيت وسمع ما سمعت، عندما طالبه الأعضاء بالترشح قائلين:" مستنيينك وربنا يديك الصحة"
عندما انتهى اليوم الصعب والعصيب من العمل الشاق فكرت في الأمر ودار بمخيلتي الواقع الحالي، طاهر على الكرسي والخطيب خارج الجمعية العمومية، وتذكرت كاريزما الاسطورة وتهافت الجميع عليه، وهنا صرخت في غرفتي المغلقة:" عماد وحيد فين؟! محمود الخطيب اهو".