حسن المستكاوي
** التحول الأول عند ضربة الجزاء التى لم تحتسب لبرشلونة فى الدقيقة 25 لحظة عرقلة ميسى.. وهدف بيل الملغى الذى أثار الجدل، وكرات ضربت فى العارضة، فيما تفوق دفاع الريال فى مجمل المباراة، على نظيره. ثم لا جديد فى شكل الصراع المدريدى الكتالونى على الحلبة، فقد تكررت مباراة الثلاثة ضد الثلاثة. ميسى ونيمار وسواريز ضد رونالدو وبنزيمه وبيل. المهارة الفردية واللعب فى المساحات الضيقة ضد السرعة والجرى فى المساحات الواسعة.
** دائما أحاول أن أرى المشهد كاملا بتفاصيله. جمهور غفير ومدرجات كاملة العدد فى كامب نو. اللقاء بدأ بالحداد على رحيل يوهان كرويف. الدقيقة لم تكن خمس ثوان، ولم تكن مجرد لحظات مظهرية وتذكرة روتينية. ولكنها لحظات ذكرى حقيقية. دقيقة كاملة فيها صمت مطبق.. استدعى خلالها الجمهور لمسات يوهان فى الأذهان. ثم استدعاء آخر لرقم فانلته، ففى الدقيقة 14 من المباراة صفق الحضور. صفق كل الحضور. أنصار الريال وأنصار برشلونة للنجم الهولندى الذى كان عضوا فى الفريق الكتالونى لاعبا ومدربا. الحزن صادق ونبيل.
** المباراة حظيت باهتمام عالمى، أو كونى، كما يقال. وبدا أنها أهم حدث رياضى فى وقتها ودقائقها. وهى كانت كذلك قبل أن تبدأ. فالمقارنات والأرقام سجال بين الفريقين. وبين أهم نجمين. بين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسى. وفى هذا السياق طرحت صحيفة ديلى ميرور البريطانية سؤالا فى تقرير لطيف وهو: أيهما أهم لفريقه؟ ميسى لبرشلونة أم رونالدو لريال مدريد؟
** قالت الميرور: «كلاهما يعد مفتاحا للعب فى فريقه. فمنذ موسم 2009 / 2010. سجل الريال 737 هدفا وسجل برشلونة 718 هدفا، وكلاهما كريستيانو وميسى سجلا ثلث الأهداف. وتقدم ميسى بنسبة 35.4 هدفا فيما كانت نسبة رونالدو 34.3 هدف. وتقدم ميسى فى المساعدة وقدمها 95 مرة. بينما قدم رونالدو المساعدة 74 مرة. وكانت نسبة ميسى 13.2 % مقابل 10 % لرونالدو».
** طرحت الميرور فى نهاية تقريرها السؤال على القراء، فكانت الإجابة أن ميسى أهم لفريقه بنسبة 54 % مقابل 32 % قالوا إن رونالدو أهم لفريقه.. هل توافق على ذلك؟
** كلاهما مهم جدا لفريقه. إلا أن دور ميسى يختلف عن دور رونالدو. ميسى هداف وصانع ألعاب، ومحيط عمله فى منتصف ملعب المنافس. ويعمل وسط المجموعة. بينما رونالدو هداف بالدرجة الأولى ومحيط عمله فى الثلث الأخير من الملعب وتأثيره كبير حتى لو كان وحده. ميسى يتلاعب بالكرة فى أضيق المساحات. وهو رسام. بينما رونالدو يتلاعب بالكرة فى أوسع المساحات. وهو مطرقة.
** كان هذا التقرير قبل المباراة.. ولكن بعدها أصبح رونالدو هو الرسام والقائد والمطرقة فى صحافة العالم.. إذن لا جديد فى مشاهد الكلاسيكو الرياضية الجميلة ولا جديد فى الصحافة غربا وشرقا..!