بقلم حسن المستكاوي
** من حسن حظ سامسون سياسيا مدرب نيجيريا أن فريقنا الوطنى تعامل مع فريقه على أنه نسور، بينما كان لاعبوه عصافير. فهذا ليس منتخب نيجيريا الرهيب الذى عرفناه منذ عقود. ومن حسن حظ كوبر مدرب المنتخب الوطنى أن محمد صلاح سجل هدف التعادل فى اللحظة قبل الأخيرة، ومن سوء حظنا نحن الذين تابعنا المباراة على أعصابنا أن الحكم أطلق صفارة النهاية حين وجد صلاح فى طريقه لإحراز الهدف الثانى أو لأنه كان من المحتمل أن يسجله!
** ممكن جدا أن يفوز منتخب نيجيريا فى برج العرب ويتأهل على حساب صاحب المحل، ولا يغير ذلك كلمة من الفقرة السابقة، فلا يفوز دائما الأفضل، وهى مواجهة غريبة على أى حال، فلا أعرف أيهما الأفضل. فلم يكن المنتخب على نفس القدر من الكفاءة والمهارات والتنظيم الذى كان حين كان المنتخب الأسبق بقيادة الساحر أبوتريكة ورفاقه يفوز بكأس الأمم الإفريقية ثلاث مرات متتالية.. وهى موجات صعود وهبوط فى فرق كرة القدم كما فى الحضارات، فهولندا بقيادة كرويف ورفاقه لم تعد هى نفسها هولندا التى كانت عام 1974.
** سأفترض أنى كوبر (مع الاعتذار لحضرته).. وقد رأيت أن ألعب بطلبه لمزيد من الحرص الدفاعى، ولأنى أدرك خطورة أحمد موسى (جناح نيجيريا).
بجانب أن حمادة طلبة هو مدافع ثالث بجوار قلبى الدفاع حين يتفتح جبهة نيجيرية من جهة اليسار، فينضم إلى الداخل. وقد أنقذ طلبة منتخب مصر من هزيمة بالضربة القاضية، بنموذج فى التغطية الرائعة تدلل على نظريتى (أنا كوبر) فى أهميته كلاعب وظهير مدافع.
** سألعب بعبدالله السعيد لأنه صاحب تمريرات دقيقة، إلى صلاح وكوكا وتريزيجيه، وقد كان السعيد موفقا فى ذلك. أما إبراهيم صلاح فهو مدافع قوى، ولعبت به تحسبا للضغط النيجيرى من وسط الملعب. بجانب الننى. وكنت أتمنى أن يلعب الننى دورا هجوميا أكبر، ويمارس لعبة التمرير للأمام مع السعيد. لكن استاد أحمد بيلو ليس مثل استاد الإمارات. هل يتغير أداء اللاعب بالملعب أم بالصحبة أم بماذا؟
نعم فاجأت الجميع بتريزيجيه على حساب رمضان صبحى. وكلاهما سريع، لكن تريزيجيه أسرع بدون الكرة، ورمضان أسرع بالكرة. تسألوننى ماهو الفارق؟ نعم الفارق أن خطتى كانت اللعب بالهجوم المضاد مستغلا اندفاع نيجيريا فلابد أن نصل إلى مرماهم من أقصر طريق. ولم أكن فى حاجة للبداية برمضان الذى يحتفظ بالكرة، بجانب أن هناك الفارق الأهم. فرمضان يبدأ لحظة الهجوم من منتصف الملعب. وتريزيجيه يبدأ هجومه من الثلث الأخير من الملعب. والدفع به كان توفيرا لمساحة جرى ولزمن الجرى بالكرة الذى يقطعه رمضان صبحى.. هل أقتنعتم؟
** أنا المدرب. أنا صاحب القرار. المشكلة أن الصحفيين والإعلاميين والمحللين يظنون أنهم أصحاب القرار. هل يحاسب حضراتكم أحد فى حالات كتابة وصف غير دقيق أو تحليل غير دقيق لمباراة. هل يحاسبكم أحد أو هل حاسبكم أحد على أقوال، غير معقولة، من نوع: الشوط الثانى للمدرب؟ كلما سمعت ذلك أسأل نفسى: «أين أكون أنا فى الشوط الأول».. هل يدلنى أحدكم أين أكون؟!