توقيت القاهرة المحلي 09:24:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البشر تصبح كالخرفان في مجتمعاتنا التي يحرّم فيها التفكر

  مصر اليوم -

البشر  تصبح كالخرفان في مجتمعاتنا التي يحرّم فيها التفكر

بقلم : سارة طالب السهيل *

كيف يمكن للبشر ان يصبحوا كالخرفان يلهثون خلف كل شيء جديد و يُدارون من قبل مجموعات مسيطرة على العقول و كأن من المحرم عليهم التفكير المتفرد وكأن جميع الناس يجب ان توضع في قالب واحد ليتم تشكيلها وفقا لمعايير معينة وضعها المسؤولين عن السياسة و عن الاعلام و عن الموضة و عن طريقة الكلام بل و استخدام عبارات بذاتها وموضة الاكلات و المطاعم و موضة الساعات و كأنه اصبح من المحرم ان يكون لك مذاقا خاصا او ذوقا معينا في اكلك وشربك و ملابسك و خروجاتك، بالكتاب الذي عليك ان تقرأه و كأن الكتب ايضا موضه و بريستيج! بل  حتى في المكان الذي تقضي اجازتك به! ما هذا التعليب اشعر كأننا نسخ متشابهة موضوعه في علب و مبرمجة.حتى الشكل قصات الشعر عمليات الوجه و لون البشرة شكل الذقن شكل الحاجب كله لازم مثل بعضه (موضه) .

بعد نجاح هؤلاء في ادارة البشر من قريب كالريموت الذي يعمل عن قرب ،جربوا ادارتنا من بعيد تماما كالبرامج التي تنزلها على هاتفك وتستطيع من خلالها فتح الأبواب والنوافذ والمكيف في بيتك وانت حتى في مدينة اخرى،
هكذا ادارونا و كلما شعروا بنجاحهم تمردوا علينا اكثر وشطح تفكيرهم بصنع الروبوتات التي بدأت كلعب اطفال او كمعاون لك تستفيد منه في اعمال البيت او لأغراض علمية و بحثية وطبية وغيرها
الى ان أصبح مشروعا لبديل عن الانسان، او ربما مستقبلا يتم تصنيع روبوتات على اشكال ونمط كل الحيوانات فيستبدلون الكائنات الحية بالأجهزة،
وبما ان من صنعها بفكر شرير سيبرمجها بشكل ظريف ولكن اشم رائحة أڤاتار في الجو

هل كانت كل افلام الخيال العلمي وعالم السحر تهيئة لنا لما هو قادم ؟
انتبهوا الان لكل ما يعرض على الشاشات لتتنبأوا مستقبلكم البعيد، لا البعيد جدا
لان كل هذا ليس وليد اللحظة فكل شيء يتم التخطيط له بوقت طويل جدا .

فكل ما يحاول المجتمع ان يجرك اليه دون وعي منك يشعرني بالقلق عليك لأنه يبدو أنك بدأت بفقدان الاستقلالية والتفرد وذلك بسبب التأثير السلبي للمجموعات المسيطرة على العقول والثقافة الجماعية..

اتفهم ان التشابه والموضة السائدة في المجتمعات البشرية قد يكون جزءًا من التعايش، ولكن  
لا يعني أنه يجب على الناس أن يكونوا تابعين بشكل مطلق أو أن يفقدوا قدرتهم على التفكير الاستقلالي.

 اشعر بأن ضغوطًا اجتماعية تحول دون تعبير الفرد عن شخصيته دون حتى ان يشعر هو بذلك فإن التعميم تسلل الى بيتك وحياتك حتى أصبح هو اصلا شخصيتك ورغباتك دون ان تمتحن نفسك وتتعرف على رغباتك الحقيقية اصلا

فمنذ الصغر يجب على الاهل وخاصة الأم تعليم صغارها تكوين شخصيتهم المستقلة مهما تعرضوا للتنمر او الابتزاز للانجراف نحو القالب المجتمعي الموحد وان تعلم اطفالها ان يحتفظوا بحقهم في التعبير عن ذواتهم وتحقيق اهدافهم الشخصية والعيش بالطريقة التي تريحهم وتحقق اهدافهم وتطلعاتهم .
ويجب ان يتعلموا كبح
الضغوط الاجتماعية وردع المجموعات المسيطرة حين
يتعرضوا لضغوط اجتماعية تدفعهم إلى التكيف مع الموضة السائدة والمعايير المتعارف عليها. عن طريق تأثر العقول بالإعلام والسياسة والثقافة الجماعية، مما يؤدي إلى تبني معايير ومعتقدات مشتركة وتجاهل التفكير المستقل والتفرد الشخصي.
وان يحتفظوا بحقهم في التعبير عن ذواتهم والتفكير المستقل. والعمل على تطوير رؤيتهم الفردية واكتشاف ما يهمهم وما يميزهم عن الآخرين. والسعي للانفتاح على آراء وأفكار جديدة واختيار ما يناسبهم ويعكس قيمهم الشخصية.

وارشاد الاطفال والكبار الى الطرق التي تؤدي الى تكوين شخصية مستقلة ومتفردة
ويكون بذلك تعزيز التفرد والتنوع
بعد أن يستكشفوا مصادر معلومات متنوعة ومختلفة، مثل الكتب والمقالات والأفلام والمعارض الفنية. من خلال ذلك، يمكنهم توسيع آفاقهم وفهم العالم من وجهات نظر مختلفة، وهذا يساعدهم على التفكير المستقل والتمييز بين الأفكار والآراء المختلفة.
والتواصل مع أشخاص من اهتمامات وثقافات مختلفة وتبادل الأفكار والتجارب والتعلم وجهات النظر الجديدة واكتشاف أشياء جديدة تساهم في تطوير ذواتهم.
والتعبير عن أنفسهم وما يميزهم دون خوف من التنمر والحكم السلبي أو الاستنكار. يجب أن تحترم الثقافة والمجتمع الحقوق الفردية والتنوع، ويجب أن يكون هناك مساحة للتعبير الفردي والابتكار.
ويجب ان تنتشر هذه الثقافات في المجتمع حتى نخرج من القوالب المعتادة التي يتم التعديل عليها وتطويرها كل مدة تماما كما يحدث مع التكنولوجيا الحديثة
ومن الممكن ايضا ان نخطو خطوات نحو الهروب من سجن التجنيد لخدمة اصحاب رؤوس الاموال العالمية التي تروج لمنتجاتها عبر تكيفنا وتكييسنا لما يناسب اقتصادها ومرابحها
فاهرب الى
 الصداقات والعلاقات الاجتماعية التي تحترم وتقدر تفردك وتشجعك على التعبير عن ذاتك و لا تفرض عليك ان تكون الا انت. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك البحث عن مصادر معلومات متنوعة ومختلفة وتوسيع آفاقك وفهم العالم من وجهات نظر مختلفة. يمكنك أيضًا المشاركة في الأنشطة التي تعزز اهتماماتك الشخصية وتسمح لك بالتعبير عن نفسك

موضوع الاستقلالية الشخصية والتفرد في المجتمع هو قضية معقدة يجب أن نتعامل معها بحذر. فالمجتمعات تتأثر بالعديد من العوامل المختلفة مثل الثقافة والتقاليد والقيم الاجتماعية. ومن المهم أن نفهم أن التكيف مع مجتمعنا ومعاييره ليس بالأمر السيء بحد ذاته. فالتواصل والتفاعل مع الآخرين جزء أساسي من الحياة الاجتماعية.

ومع ذلك، يجب أن نسعى دائمًا للحفاظ على هويتنا الشخصية والتنوع في المجتمع. يتطلب ذلك منا أن نكون واعين لمعتقداتنا وقيمنا الشخصية وأن نعبر عنها بحرية. يجب أن نتجاوز الضغوط الاجتماعية وأن نجد الشجاعة للتعبير عن أنفسنا بطرق مبتكرة وفريدة.

المجتمعات الصحية والمتقدمة تقدم مساحة للإبداع والتفاوت والتنوع. علينا أن نشجع بعضنا البعض على التفكير المستقل والتجارب الشخصية، وأن نقدم الدعم والتشجيع للأفراد ليتمكنوا من العيش وفق قيمهم الشخصية وتطلعاتهم.

في النهاية، يجب أن نتذكر أننا أفراد فريدين بأفكارنا وشخصياتنا المتميزة. يمكننا خلق مجتمع يحترم ويقدر هذا التنوع ويمنحنا الحرية للتعبير عن أنفسنا بصراحة واحترام.

*سارة طالب السهيل كاتبة و مثقفة عراقية مقيمة في عمّان

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البشر  تصبح كالخرفان في مجتمعاتنا التي يحرّم فيها التفكر البشر  تصبح كالخرفان في مجتمعاتنا التي يحرّم فيها التفكر



GMT 12:46 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ضفضة_مؤقتة

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 11:30 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

صيحة البسوس وشهرة نساء بني تميم في العصر الجاهلية

GMT 04:18 2023 الإثنين ,06 آذار/ مارس

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon