بقلم : سحر السلاموني
كيف تعود أخلاقنا ونحن جميعًا نتحدث ولا أحد يحاول أن يغير ما بداخله، فدعونا لا نتشدق بعبارات رنانة وهلم بنا نتحدث في موضوع أظن أنه صلب الأخلاق، فقد انتشرت في الأونة الأخيرة جمله تتردد في كل الأوساط وعلى الفضائيات وفي كل أحاديث المثقفين والنخبة ألا وهي تجديد الخطاب الديني ولا أخفيكم القول فلقد نظرت لها في البداية نظره سطحية بأن المقصود منها أن يتم تنقيح الكتب التي يقوم الأزهر بتدريسها في المناهج حيث إن هذه التفاسير مع كامل احترامي لعلماء الازهر والباحثين هي اجتهادات وكل يؤخذ منه ويرد .. ولكن عندما تعمقت في التفكير استخلصت رأيًا متواضعًا أود أن أشاركه معكم لو أذنتم لي ..
فكما نعلم جميعًا أن جوهر الدين ينقسم إلى شقين أساسين وهما العبادات والمعاملات فلماذا لا يكون التجديد بالتركيز على الشق الثاني وهو المعاملات ؟ فهي الواجهة المشرقة للدين وليس مظهر اللباس وإقامة الشعائر فقد انتشر الإسلام في بداياته بأخلاق المسلمين .. فربما كانت امراه سافره كما يصفونها ولكن تتعامل بأخلاق الدين .. فاللباس الشرعي هو حق الله وهو وحده من يحاسب عليه أعلم أنه سيهاجمني البعض ويدعون أنني أحرض علي عدم الالتزام وإفشاء الرزيلة وسأرد ببساطه لماذا تشغل نفسك بعلاقة الأخرين بربهم فمن ترى نفسك لتنصبها حكما .. أأنت عبد من عباد الله المخلصين ؟ فإذا كنت منهم فلماذا لا تتخلق بأخلاقهم وتستر عوراتهم وتكفيهم شر لسانك وتمسكه عن زلاته .. ولماذا تسرق وتكذب وترتشي وتنافق وانت تعلم جيدًا حكم المنافق في الإسلام وسأقولها بصراحة من منا لم ينافق رئيسه أو زميله أو حتي قريب له ؟ فما يحتاج التجديد فعلًا هو إلقاء الضوء على الأخلاق والمعاملات فهما ما يستقيم عليهما المجتمع فلماذا لا تكون سفيرًا للدين بأخلاقك ؟
فليبدأ كل منا بإصلاح تعاملاته مع من حوله ولنبدأ بالأسرة وإن كان الأمر يبدو سهلًا إلا انه يحتاج إلى مقومات أولها الصدق مع الله ثم الأمانة مع النفس فكلاهما يحتاج إلى جهاد لنتمكن من العودة إلى أخلاق النبلاء فلنبدأ أنا وأنت بأنفسنا .