توقيت القاهرة المحلي 19:34:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الغَربُ يَتَعلَمُ مِنَّا!

  مصر اليوم -

الغَربُ يَتَعلَمُ مِنَّا

حيدر حسين سويري

عندما يقول أحدنا: أن الغرب تعلم منا، بصيغة الماضي، نقول: نعم، كنا وكانوا، ولكن أن يتعلم الغرب منا، بصيغة المضارع، فهذه هي المفاجئة!
نشرت النائبة الفتلاوي على صفحة التواصل الأجتماعي الخاصة بها(الفيسبوك)، مُفتخرةً أن البرلمان الأميركي تعلم منها ومن زملائها المعتصمين كيفية الإعتصام، قائلةً:
"لأول مرة في أميركا: مائة من نواب الحزب الديمقراطي اعتصموا الأربعاء داخل مجلس النواب الأميركي للمطالبة بالتصويت على قانون لمراقبة الأسلحة النارية في الولايات المتحدة الأميركية، خلال هذا الاحتجاج غير المسبوق في هذه الهيئة التشريعية والذي استمر 10 ساعات أكدَّ النواب المعتصمون عدم السماح بمواصلة جلسة الاشغال طالما لم يتم التصويت لصالح هذا القانون....... ما يفرحني بالقضية ليس فقط أن: أميركا أم الديمقراطية تعلمت منا الإعتصام!! وليس جلوس النواب على الأرض: إنما ما يفرحني أن سليم الجبوري سيشكو لمن هذه المرة من النواب المعتصمين؟؟" 
تحليل هذا الكلام ببساطة يُنبئنا بمدى شعور النائب العراقي بأنهُ لا يزال تحت السطوة الأميركية، كذلك يخبرنا بأشياء كثيرة لست هنا بصددها، ولننتقل لأمر آخر تعلمهُ منا الغرب: لكل شعبٍ جماهير، وهؤلاء الجماهير أما مختارون، مثقفون يعرفون ما يحدث، وأما مسيرون لا يدرون، ولا يرون أبعد من أطراف أصابع أرجلهم، ونحنُ كشعب عراقي أُبتلينا بالنوع الثاني، وهذا النوع هو الذي علم الجماهير المشابهة له في الشعب البريطاني، جاء في أخبار الوكالات تحت عنوان "البريطانيون يتندمون على قرار التصويت بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي":
"في خطوة تصحيحية وشعبية ضد استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي وكصحوة عقل بعد صدمة النتيجة غير المتوقعة، قام ناشطون بعد ظهر (السبت 25حزيران) بطرح التماس عاجل لمجلس النواب البريطاني يطلب فيه إلغاء نتيجة الاستفتاء باعتبار أن نسبة المشاركة به كانت أقل من 75% وأن الفرق بين الموافقين والرافضين لم يتجاوز 4% من ضمن المستفتين"
القانون البريطاني يجيز مجلس النواب مناقشة أي التماس يقدم إليهِ موقعاً من 100 ألف ناخب، وخلال ساعات قليلة بلغ عدد المصوتين على الالتماس(بعدم مغادرة الاتحاد الأوروبي) 2.5 مليون ناخب، علمًا أن عدد المصوتين على التماس الانسحاب بلغ 2 مليون ناخب!
إذا لاحظنا خريطة بريطانيا نجد أن موقعي هذا الالتماس معظمهم من لندن، كامبردج، اوكسفورد، بريستول، أدنبرة، برايتون..... أي المدن ذات الجامعات العريقة والكبيرة، بمعنى أصحاب العقول النيرة والاقتصادات المزدهرة، فكيف إستطاع القرويون والمتطرفون من إتمام أمر الإنسحاب من الإتحاد!؟
الجواب نجدهُ في الأهزوجة العراقية: (إدرس وإتعلم من ذولة)
بقي شيء...
العجيب في أمر الدنيا: أن الهمج الرعاع، هم الذين يتحكمون في الأمر، حتى مع قِلتَهِم!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغَربُ يَتَعلَمُ مِنَّا الغَربُ يَتَعلَمُ مِنَّا



GMT 11:37 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

البشر تصبح كالخرفان في مجتمعاتنا التي يحرّم فيها التفكر

GMT 12:46 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ضفضة_مؤقتة

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 11:30 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

صيحة البسوس وشهرة نساء بني تميم في العصر الجاهلية

GMT 04:18 2023 الإثنين ,06 آذار/ مارس

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon